ازداد محمد سالم ولد عبدالفتاح ولد الهاشم الصحراوي العلوي في مدينة السمارة بالساقية الحمراء - (المغرب)، وتوفي في مدينة الطنطان (المغربية).
قضى حياته في المغرب وموريتانيا.
تلقى علومه الأولى وحفظ القرآن الكريم عن محمد باب الدكودي، كما درس العلوم الشرعية واللغوية على جلة من العلماء منهم الحضرمي بن الشيخ أحمدو ماء
العينين بن العتيق، والشيخ سيديا بن أحمد بن سليمان الديماني، كما درس العلوم اللغوية والأدبية على الشيخ النعمة بن ماء العينين، والشيخ محمد البيضاوي.
عمل إمامًا لمسجد الطنطان، كما عمل قيمًا على الأعمال الخاصة للشيخ النعمة، ثم تولى القضاء في مدينة الطنطان.
رافق الشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين في كثير من رحلاته، كما شارك في الحضرات الصوفية.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان مطبوع طباعة حجرية، كما ذكر ابن حامد في كتابه «حياة موريتانيا»، وله قصيدة ميمية طويلة بعنوان: «مجمع العربان في مدح نبي عدنان» - مطبعة الثقافة - سلا (المغرب) 1348هـ/ 1929م (القصيدة في 120 بيتاً)، وله قصائد متفرقة في بعض المصادر منها: «المعسول» و«حياة موريتانيا»، فضلا عن بعض المجاميع الشعرية.
نظم على الموزون المقفى، والتزم أغراضه التقليدية، فنظم في المديح النبوي، والتوسل، والمدح، كما نظم في الإخوانيات، له قصيدة ميمية في المديح النبوي تناهز
الألف بيت بدأها بمقدمة غزلية يتصدرها الوقوف على الأطلال، وأفاد من معجم التراث الشعري، وصوره تظهر فيها الروح الدينية، له نظم يمدح فيه الرئيس الأخير في
(تالعينت) بدأه بالمقدمة الغزلية مبالغًا في مدحه، لغته معجمية، وتراكيبه متينة، ونفسه طويل، وصوره متكررة.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد مفدي: الشعر العربي في الصحراء المغربية - مطبعة الأفق - فاس 1996.
2 - المختار بن حامد: حياة موريتانيا، الحياة الثقافية - الدار العربية للكتاب - تونس 1990.
3 - عباس الجراري: ثقافة الصحراء - دار الثقافة - الدار البيضاء 1978.
4 - عبدالعزيز بن عبدالله: معلمة الصحراء - منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المحمدية - المغرب 1976.
5 - محمد المختار السوسي: المعسول (جـ3) - مطبعة النجاح - الدار البيضاء 1961.
من قصيدة: وقفت أبكي
وقفْتُ أبكـــــــــــــي ودمعُ العَيْنِ يَنْسَجِم
ونـار شَوْقِيَ فـي الأحشـــــــــــاءِ تَضْطرِمُ
عـلى دوارسِ أطلالٍ تَعـاورهــــــــــــــا
مَرُّ الروامس قفرٌ مـا بـهــــــــــــا أَرَم
وخـالـــــــــــــــــداتٍ ثلاث رُكَّدٍ جَثَ
عـلى رمـادٍ قـديــــــــــــــم وسطه فَحَم
مـن كل ضَحْيـانةٍ يـقفـو نحـــــــــــائصه
حـيث الخُزامـى وحــــــــيث القَضْبُ والعذم
حتى إذا رابـه مـنهـا الـوحـــــــام مضى
وهـاجهـا بعـده مُعْصَوصـبٌ كـــــــــــــدم
يـقـرو بـهـنَّ مـواقـيعَ الـحَيَا أبــــــدً
مِنْ لَهْلَهِ القَرْوِ حَيْثُ السّحُ والــــــــــدِّيَم
حـيثُ الـوجـيـنُ بكلِّ النـــــــــبتِ مؤتَزِرٌ
ممـــــــــــا وشى الأسْحَمُ الهطّالُ وال
أطلاؤُهـا ضمـنـتْهـا فـي أكـاسِمهــــــــا
أزهـار سحٍّ مــــــــــــــــريعٍ روضُهُ كَرم
بـالأقحـوان وبـالسَّعـــــــــــدان لابسةٌ
مـنهـا الـمعـالـم والأهضــــــامُ والأكَم
فكـم رداحٍ بـهـا بـاتت تسـاعِدُنـــــــــي
بـيضـاءُ نـاعِمةٌ فـي طَرْفِهـــــــــــا سَقَم
غريرةٌ نـاهِدٌ لَعْســــــــــــــــاءُ بَهْكَنَةٌ
لَمْ تعْرُهـا فـاقة يـــــــــــومًا ولا يُتُم
تُرْخـي أثـيثًا فـويـق الـوجه مـنـــــتثرًا
كـمـا تجنُّ محـيـا الجَيْلـمِ الظلـــــــــم
تـمـيلُ مـثل قضـيب الـبـان مــــــــائسةً
عـن حسن قـامتهـا قـــــــــد تَقْصُرُ القِيَم
تمشي الهويـنـا كـمـا تـمشـي القطـاةُ عـلى
وعث الكثـيب ومـا يبـدو لهـــــــــا قَدَم
سـودٌ ذوائبُهـا، بـيضٌ تـرائبُهـــــــــــا
حُمْرٌ أنـامـلهـا فـي خَلْقهـا عــــــــــمم
عَجْزا مُهَفْهَفَةٌ، نَجْلاءُ غانـــــــــــــــيةٌ
نـيرانُهـا أبـدًا فـي القـلـــــــب تضطرم
تلـوح مـنهـا بروقٌ فــــــــي الظّلام كَمَا
تفـوحُ مـنهـا الغوالـي حــــــــيث تبتَسم
حَوْرا خَدَلَّـجَةٌ، دَرْمٌ مـرافِقُهــــــــــــــا
قـد غَصَّ مـنهـا الـبُرى والـــــحِجل والخدم
وكلُّ سـاق له حجلٌ يغصُّ بـــــــــــــــــه
أزرى بـه أبـدًا مــــــــــــن مَيَّةَ الخَدَم
***
من قصيدة: قطب الهدى
لابـدَّ للصـبِّ مـن تـنفـيسِ أحْشــــــــــاهُ
ولـو بصَعْدا مـن الأشـواقِ تَغْشــــــــــاهُ
آهٍ لـذي الشَّوق كـم قـد بـــــــات مكتئبًا
مـن شجْوه تهدمُ الأوجـاء أحشـــــــــــاه
يبـيـتُ فـي شَغَفٍ ممـا يـخـامـــــــــــرُهُ
تذري الـدمـوعَ عـلى خديـه عـيـنـــــــاه
لـم يـدر مـا هـو مـن بـلـواه صـــــانعُهُ
فـالشَّوقُ تـيّمه والـوجْدُ أضنــــــــــــاه
لله نشـوان مـن أشجـانِ لــــــــــــوعته
مضنى الـحجى ورسـيس الشّوقِ أفـنــــــــاه
يشكـو هـواهُ مدى الأيـامِ مـنـتحـــــــبًا
ولـيس يـنفعُهُ فـي النّاس شكـــــــــــواه
الله فـي خَلَدي وممّا يكـابـــــــــــــده
والأفق تلـتفُّ فـي الأذيـال ظلـمـــــــاه
دع ذا وأخلِص لشـيـخٍ فـي الـمشـايــــخِ مَنْ
شـاعت مزايـاه فـي الـدُّنـيـا وعـلـيـــاه
قطب الرّحى الشـيـخ إبراهـيـم مـلجأنــــا
نـور الهدى والـتُّقى الـمحـمـودُ مسعــــاه
وكـيف لا وَهْوَ نجلُ الغوث سـيـدنـــــــــا
عبـدالسلام محـلِّ الفخرِ مـرســـــــــــاه
وذاك إدريس بـالزّهـراءِ يجــــــــــــمعُهُ
فـمَحْتِدُ الشَّيـخ قـد أسس ركـنـــــــــــاه
أحـيـا الإله بـه أركـانَ مغربنـــــــــا
مـنذ تبـدى بـهـا يـومـا محــــــــــيّاه
وصِيـته حـيثـمـا قـد كـنـــــــــت تسمعُهُ
لـمـا له الله فـي الألـبـاب أرســــــاه
يبنـي زوايـاه للـمـولى ويعْمُرُهـــــــــا
لله لا يبتغـي فـي ذاك إلا هـــــــــــو
والله مـن صِغَرٍ للـديـن هـــــــــــــيّأه
فكـان ديـدنُهُ إذ ذاك تقــــــــــــــواه
والـمدحُ مِنْ صِغَرٍ أُذْنـــــــــــــاه تَسْمَعُهُ
والـذمُّ حـاشـاه لـم تسمعْهُ أذْنـــــــــاه
قضى حياته في المغرب وموريتانيا.
تلقى علومه الأولى وحفظ القرآن الكريم عن محمد باب الدكودي، كما درس العلوم الشرعية واللغوية على جلة من العلماء منهم الحضرمي بن الشيخ أحمدو ماء
العينين بن العتيق، والشيخ سيديا بن أحمد بن سليمان الديماني، كما درس العلوم اللغوية والأدبية على الشيخ النعمة بن ماء العينين، والشيخ محمد البيضاوي.
عمل إمامًا لمسجد الطنطان، كما عمل قيمًا على الأعمال الخاصة للشيخ النعمة، ثم تولى القضاء في مدينة الطنطان.
رافق الشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين في كثير من رحلاته، كما شارك في الحضرات الصوفية.
الإنتاج الشعري:
- له ديوان مطبوع طباعة حجرية، كما ذكر ابن حامد في كتابه «حياة موريتانيا»، وله قصيدة ميمية طويلة بعنوان: «مجمع العربان في مدح نبي عدنان» - مطبعة الثقافة - سلا (المغرب) 1348هـ/ 1929م (القصيدة في 120 بيتاً)، وله قصائد متفرقة في بعض المصادر منها: «المعسول» و«حياة موريتانيا»، فضلا عن بعض المجاميع الشعرية.
نظم على الموزون المقفى، والتزم أغراضه التقليدية، فنظم في المديح النبوي، والتوسل، والمدح، كما نظم في الإخوانيات، له قصيدة ميمية في المديح النبوي تناهز
الألف بيت بدأها بمقدمة غزلية يتصدرها الوقوف على الأطلال، وأفاد من معجم التراث الشعري، وصوره تظهر فيها الروح الدينية، له نظم يمدح فيه الرئيس الأخير في
(تالعينت) بدأه بالمقدمة الغزلية مبالغًا في مدحه، لغته معجمية، وتراكيبه متينة، ونفسه طويل، وصوره متكررة.
مصادر الدراسة:
1 - أحمد مفدي: الشعر العربي في الصحراء المغربية - مطبعة الأفق - فاس 1996.
2 - المختار بن حامد: حياة موريتانيا، الحياة الثقافية - الدار العربية للكتاب - تونس 1990.
3 - عباس الجراري: ثقافة الصحراء - دار الثقافة - الدار البيضاء 1978.
4 - عبدالعزيز بن عبدالله: معلمة الصحراء - منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - المحمدية - المغرب 1976.
5 - محمد المختار السوسي: المعسول (جـ3) - مطبعة النجاح - الدار البيضاء 1961.
من قصيدة: وقفت أبكي
وقفْتُ أبكـــــــــــــي ودمعُ العَيْنِ يَنْسَجِم
ونـار شَوْقِيَ فـي الأحشـــــــــــاءِ تَضْطرِمُ
عـلى دوارسِ أطلالٍ تَعـاورهــــــــــــــا
مَرُّ الروامس قفرٌ مـا بـهــــــــــــا أَرَم
وخـالـــــــــــــــــداتٍ ثلاث رُكَّدٍ جَثَ
عـلى رمـادٍ قـديــــــــــــــم وسطه فَحَم
مـن كل ضَحْيـانةٍ يـقفـو نحـــــــــــائصه
حـيث الخُزامـى وحــــــــيث القَضْبُ والعذم
حتى إذا رابـه مـنهـا الـوحـــــــام مضى
وهـاجهـا بعـده مُعْصَوصـبٌ كـــــــــــــدم
يـقـرو بـهـنَّ مـواقـيعَ الـحَيَا أبــــــدً
مِنْ لَهْلَهِ القَرْوِ حَيْثُ السّحُ والــــــــــدِّيَم
حـيثُ الـوجـيـنُ بكلِّ النـــــــــبتِ مؤتَزِرٌ
ممـــــــــــا وشى الأسْحَمُ الهطّالُ وال
أطلاؤُهـا ضمـنـتْهـا فـي أكـاسِمهــــــــا
أزهـار سحٍّ مــــــــــــــــريعٍ روضُهُ كَرم
بـالأقحـوان وبـالسَّعـــــــــــدان لابسةٌ
مـنهـا الـمعـالـم والأهضــــــامُ والأكَم
فكـم رداحٍ بـهـا بـاتت تسـاعِدُنـــــــــي
بـيضـاءُ نـاعِمةٌ فـي طَرْفِهـــــــــــا سَقَم
غريرةٌ نـاهِدٌ لَعْســــــــــــــــاءُ بَهْكَنَةٌ
لَمْ تعْرُهـا فـاقة يـــــــــــومًا ولا يُتُم
تُرْخـي أثـيثًا فـويـق الـوجه مـنـــــتثرًا
كـمـا تجنُّ محـيـا الجَيْلـمِ الظلـــــــــم
تـمـيلُ مـثل قضـيب الـبـان مــــــــائسةً
عـن حسن قـامتهـا قـــــــــد تَقْصُرُ القِيَم
تمشي الهويـنـا كـمـا تـمشـي القطـاةُ عـلى
وعث الكثـيب ومـا يبـدو لهـــــــــا قَدَم
سـودٌ ذوائبُهـا، بـيضٌ تـرائبُهـــــــــــا
حُمْرٌ أنـامـلهـا فـي خَلْقهـا عــــــــــمم
عَجْزا مُهَفْهَفَةٌ، نَجْلاءُ غانـــــــــــــــيةٌ
نـيرانُهـا أبـدًا فـي القـلـــــــب تضطرم
تلـوح مـنهـا بروقٌ فــــــــي الظّلام كَمَا
تفـوحُ مـنهـا الغوالـي حــــــــيث تبتَسم
حَوْرا خَدَلَّـجَةٌ، دَرْمٌ مـرافِقُهــــــــــــــا
قـد غَصَّ مـنهـا الـبُرى والـــــحِجل والخدم
وكلُّ سـاق له حجلٌ يغصُّ بـــــــــــــــــه
أزرى بـه أبـدًا مــــــــــــن مَيَّةَ الخَدَم
***
من قصيدة: قطب الهدى
لابـدَّ للصـبِّ مـن تـنفـيسِ أحْشــــــــــاهُ
ولـو بصَعْدا مـن الأشـواقِ تَغْشــــــــــاهُ
آهٍ لـذي الشَّوق كـم قـد بـــــــات مكتئبًا
مـن شجْوه تهدمُ الأوجـاء أحشـــــــــــاه
يبـيـتُ فـي شَغَفٍ ممـا يـخـامـــــــــــرُهُ
تذري الـدمـوعَ عـلى خديـه عـيـنـــــــاه
لـم يـدر مـا هـو مـن بـلـواه صـــــانعُهُ
فـالشَّوقُ تـيّمه والـوجْدُ أضنــــــــــــاه
لله نشـوان مـن أشجـانِ لــــــــــــوعته
مضنى الـحجى ورسـيس الشّوقِ أفـنــــــــاه
يشكـو هـواهُ مدى الأيـامِ مـنـتحـــــــبًا
ولـيس يـنفعُهُ فـي النّاس شكـــــــــــواه
الله فـي خَلَدي وممّا يكـابـــــــــــــده
والأفق تلـتفُّ فـي الأذيـال ظلـمـــــــاه
دع ذا وأخلِص لشـيـخٍ فـي الـمشـايــــخِ مَنْ
شـاعت مزايـاه فـي الـدُّنـيـا وعـلـيـــاه
قطب الرّحى الشـيـخ إبراهـيـم مـلجأنــــا
نـور الهدى والـتُّقى الـمحـمـودُ مسعــــاه
وكـيف لا وَهْوَ نجلُ الغوث سـيـدنـــــــــا
عبـدالسلام محـلِّ الفخرِ مـرســـــــــــاه
وذاك إدريس بـالزّهـراءِ يجــــــــــــمعُهُ
فـمَحْتِدُ الشَّيـخ قـد أسس ركـنـــــــــــاه
أحـيـا الإله بـه أركـانَ مغربنـــــــــا
مـنذ تبـدى بـهـا يـومـا محــــــــــيّاه
وصِيـته حـيثـمـا قـد كـنـــــــــت تسمعُهُ
لـمـا له الله فـي الألـبـاب أرســــــاه
يبنـي زوايـاه للـمـولى ويعْمُرُهـــــــــا
لله لا يبتغـي فـي ذاك إلا هـــــــــــو
والله مـن صِغَرٍ للـديـن هـــــــــــــيّأه
فكـان ديـدنُهُ إذ ذاك تقــــــــــــــواه
والـمدحُ مِنْ صِغَرٍ أُذْنـــــــــــــاه تَسْمَعُهُ
والـذمُّ حـاشـاه لـم تسمعْهُ أذْنـــــــــاه