ولد محمد كامل فتحي شطا في مدينة المطرية (محافظة الدقهلية)، وتوفي في مدينة السويس.
تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة القرية الابتدائية، بعدها التحق بمدرسة المطرية الثانوية الصناعية، فحصل على الدبلوم عام 1955.
بدأ حياته العملية متنقلاً بين عدة أنشطة، بعدها عمل موظفًا في جمرك السويس عام 1960، كما عمل فترة في شركة الحديد والصلب بضاحية حلوان جنوبي
القاهرة، كذلك كان يرسم أفيشات السينما في السويس.
كان عضوًا مؤسسًا في جمعية الندوة الجديدة الأدبية بالسويس، كما كان عضوًا في جمعية فناني السويس، كذلك كان عضوًا في الحزب الشيوعي السري (حدتو).
شارك في الندوات والمهرجانات الشعرية، كما نشط سياسيًا في الحزب الشيوعي (حدتو)، وقد ذكره رفعت السعيد في مذكراته بوصفه ناشطًا يساريًا.
كان يهوى العزف، والرسم، والشعر.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد متفرقة نشرت في النشرة الدورية التي تصدرها الندوة الأدبية بالنادي الاجتماعي - العدد الأول - ديسمبر 1978، وله ثلاثة دواوين مخطوطة: «الحلم الأخضر»، و«غداة الحلم»، و«خفقات القلب».
شاعر متمرد غزير الإنتاج، جدد في معانيه وموضوعاته واستغرق في رسم أبعاد ذاته وعلاقته بالعالم عبر بعض المشاعر الإنسانية مثل: الحب والحزن والخوف من
المصائر المجهولة، وقد رثى نفسه قبل وفاته بشهرين، في شعره طابع مناجاة على نحو ما نجد في قصيدة «أهواء النفس»، لغته سلسة دفاقة تعكس سجية شعرية متحررة من التقاليد القديمة، له قصيدة «الروح والجسد» تعرض للمعاني الإنسانية بين الجوهر والمظهر، يتميز شعره بوضوح المعنى وجلاء الصورة، غير أن أغلب معانيه متكررة وأوزانه غير متنوعة، وإذا كانت القصيدة لديه تمتثل للوحدة الموضوعية والشعورية، بسيطة البناء والتراكيب إلا أن بعض قوافيها مجتلبة فيها هنات عروضية، مجمل شعره يعكس صورة لنفس تغالب نزعات من اليأس والإحباط وعدم التحقق.
حصل على جائزة جمعية الندوة الجديدة بالسويس عام 1963، كما كرمه محافظ السويس في حفل تأبينه بمنحه شهادة تقدير.
مصادر الدراسة:
1 - رفعت السعيد: مجرد ذكريات (الجزء الأول) - الهيئة العامة للكتاب - القاهرة 2003.
2 - محمد عبداللطيف حمدان: شخصيات سويسية - أم القرى للطبع والنشر - القاهرة 2004.
3 - لقاءات أجراها الباحث محمود خليل مع أسرة وأصدقاء المترجم له - السويس 2005.
غربتي الخرساء
عُدْتُ وحدي من جديدٍ أقطع الدّرب الطويلْ
في قفار الغربة الخرساء مجهولَ الرحيل
أمضَغ الإخفاقَ والآلام والجدّ القليل
تائهًا عبرَ الليالي هائمًا بين الطّلول
غرقًا في بحر أحزاني ومالي من مقيل
أين مني واحتي الغناء والظلُّ الظليل؟
جَفَّ نبعي وأنا ظمآن للحبّ الأثيل
والسّفوحُ الخضرُ في دربيَ يعروها الذّبول
هل تُرَى هذا سبيلي أم ترى تاه السّبيل؟
فإلى أين رحيلي؟ وإلى أين القُفول؟
عدتُ وحدي يحمل القلبُ شقائي وارتيابي
وهديرُ الشّك في قلبي تناءى بالرِّغاب
فانسياب الماء رقراقًا ليبدو كالسّراب
فحياتي لم تعد غيرَ اغترافٍ للعذاب
وأمانيّ فيافٍ غارقاتٌ في ضباب
وأنا في حَيرتي قد طال صبري وارتقابي
فمتى أعرفُ دربي صوبَ أحلام شبابي؟
هل تراني في ابتعاد؟ أم تراني في اقتراب؟
فإذا ما كنت أنأى فإلى أين مآبي؟
عدتُ وحدي يملأ العينَ سُهادي ودموعي
ورؤى الآمال تبدو شاحباتٍ كالشّموع
فألوكُ الوحدة العمياءَ في صمت الدّموع
وأغني حشرجاتٍ نابعاتٍ من ضلوعي
إنها دنياي بين اليومِ والأمس الصريع
وأنا فيها فَراشٌ حائرٌ بين الرّبوع
أتُراني في خريفي؟ أم تُراني في الرّبيع؟
فطريقي مُدلهِمٌّ ذاب في صمٍت مُريع
ليس فيه غيرُ ليلٍ وذبولٍ وصقيع
قد مللتُ السّير فيه فإلى أين رجوعي؟
***
الروح.. والجسد
أنا لستُ شيطانًا خبيثًا فاجرا
بل لم أكنْ يومًا ملاكًا طاهرا
إذ إنني بَشرٌ فكنت كليهِما
أو هل يكون الطين شيئًا آخرا؟
أنا لستُ شيطانًا يحنّ إلى المجون
بل لن أكون فلست أرغب أن أكون
أنا لست أيضًا بالملاك فإنني
لا أستطيع لأنني ماءٌ وطين
إن كنتُ من طينٍ فذاتي من ضياء
أهَبُ الصداقة للصّداقة والوفاء
والحبّ عندي آيةٌ قدسيَّةٌ
فأنا الذي وهب الصّبابة للنّقاء
لا يخدعنَّك في الخلائق مظهرٌ
إن الملاحة في المظاهر تبهر
فدَعِ الملاحة والدمامة جانبًا
فالخلق ليسوا مظهرًا بل جوهرا
فلربَّ وجهٍ مشرقٍ فيه الصفاء
لكنما في النفس خبثٌ والتواء
ولرب وجهٍ مستصاغٍ من سواء
لكنما في النفس إشعاع النقاء
***
لحظة حب
إنِّي أخـافُ عــــــــــــــــــــلى فؤادي
مـن دعـابـات القـــــــــــــــــــــدرْ
فـالقـلـبُ يـا عذراءُ فـــــــــــــــــي
صدري يُصـارعه الـــــــــــــــــــــحذر
إذ كـنـتُ يـومًا عـاشقــــــــــــــــــا
وهـب الصـبـابةَ للخـــــــــــــــــــفر
فـي قصةٍ قـد عـشـتُهــــــــــــــــــــا
وجعـلـتهـا حـبَّ العـــــــــــــــــــمُر
كـانـت لشعـري مــــــــــــــــــــنهلاً
ولهـا غدا قـلـبـــــــــــــــــــي وَزَر
أودعتُ فـيـه حـبـــــــــــــــــــــيبةً
أيـقـظتُ فـيـهـا الــــــــــــــــمستتِر
مـن فتـنةٍ وأنـــــــــــــــــــــــوثةٍ
ومحـبةٍ لا تــــــــــــــــــــــــنحصر
وجعـلـتهـا حـلـــــــــــــــــــمَ الغد
فـــــــــــــــــــــــنسجت آلافَ الفِك
أصـبـو إلى مستقبــــــــــــــــــــــلٍ
فـيـه السّعـادة تـنهـمـــــــــــــــــر
فإذا بحـبّي الطـاهـــــــــــــــــــــر
وإذا بقـلـبـي الــــــــــــــــــمزدهِر
وإذا بحُلـمـي النـاعـــــــــــــــــــم
وإذا بـوجـدي الـــــــــــــــــــمستعِر
فـي لـمحةٍ قـد أصـبحـــــــــــــــــــا
وهـمًا وبــــــــــــــــــــــدَّده القَدَر
منقول
تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة القرية الابتدائية، بعدها التحق بمدرسة المطرية الثانوية الصناعية، فحصل على الدبلوم عام 1955.
بدأ حياته العملية متنقلاً بين عدة أنشطة، بعدها عمل موظفًا في جمرك السويس عام 1960، كما عمل فترة في شركة الحديد والصلب بضاحية حلوان جنوبي
القاهرة، كذلك كان يرسم أفيشات السينما في السويس.
كان عضوًا مؤسسًا في جمعية الندوة الجديدة الأدبية بالسويس، كما كان عضوًا في جمعية فناني السويس، كذلك كان عضوًا في الحزب الشيوعي السري (حدتو).
شارك في الندوات والمهرجانات الشعرية، كما نشط سياسيًا في الحزب الشيوعي (حدتو)، وقد ذكره رفعت السعيد في مذكراته بوصفه ناشطًا يساريًا.
كان يهوى العزف، والرسم، والشعر.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد متفرقة نشرت في النشرة الدورية التي تصدرها الندوة الأدبية بالنادي الاجتماعي - العدد الأول - ديسمبر 1978، وله ثلاثة دواوين مخطوطة: «الحلم الأخضر»، و«غداة الحلم»، و«خفقات القلب».
شاعر متمرد غزير الإنتاج، جدد في معانيه وموضوعاته واستغرق في رسم أبعاد ذاته وعلاقته بالعالم عبر بعض المشاعر الإنسانية مثل: الحب والحزن والخوف من
المصائر المجهولة، وقد رثى نفسه قبل وفاته بشهرين، في شعره طابع مناجاة على نحو ما نجد في قصيدة «أهواء النفس»، لغته سلسة دفاقة تعكس سجية شعرية متحررة من التقاليد القديمة، له قصيدة «الروح والجسد» تعرض للمعاني الإنسانية بين الجوهر والمظهر، يتميز شعره بوضوح المعنى وجلاء الصورة، غير أن أغلب معانيه متكررة وأوزانه غير متنوعة، وإذا كانت القصيدة لديه تمتثل للوحدة الموضوعية والشعورية، بسيطة البناء والتراكيب إلا أن بعض قوافيها مجتلبة فيها هنات عروضية، مجمل شعره يعكس صورة لنفس تغالب نزعات من اليأس والإحباط وعدم التحقق.
حصل على جائزة جمعية الندوة الجديدة بالسويس عام 1963، كما كرمه محافظ السويس في حفل تأبينه بمنحه شهادة تقدير.
مصادر الدراسة:
1 - رفعت السعيد: مجرد ذكريات (الجزء الأول) - الهيئة العامة للكتاب - القاهرة 2003.
2 - محمد عبداللطيف حمدان: شخصيات سويسية - أم القرى للطبع والنشر - القاهرة 2004.
3 - لقاءات أجراها الباحث محمود خليل مع أسرة وأصدقاء المترجم له - السويس 2005.
غربتي الخرساء
عُدْتُ وحدي من جديدٍ أقطع الدّرب الطويلْ
في قفار الغربة الخرساء مجهولَ الرحيل
أمضَغ الإخفاقَ والآلام والجدّ القليل
تائهًا عبرَ الليالي هائمًا بين الطّلول
غرقًا في بحر أحزاني ومالي من مقيل
أين مني واحتي الغناء والظلُّ الظليل؟
جَفَّ نبعي وأنا ظمآن للحبّ الأثيل
والسّفوحُ الخضرُ في دربيَ يعروها الذّبول
هل تُرَى هذا سبيلي أم ترى تاه السّبيل؟
فإلى أين رحيلي؟ وإلى أين القُفول؟
عدتُ وحدي يحمل القلبُ شقائي وارتيابي
وهديرُ الشّك في قلبي تناءى بالرِّغاب
فانسياب الماء رقراقًا ليبدو كالسّراب
فحياتي لم تعد غيرَ اغترافٍ للعذاب
وأمانيّ فيافٍ غارقاتٌ في ضباب
وأنا في حَيرتي قد طال صبري وارتقابي
فمتى أعرفُ دربي صوبَ أحلام شبابي؟
هل تراني في ابتعاد؟ أم تراني في اقتراب؟
فإذا ما كنت أنأى فإلى أين مآبي؟
عدتُ وحدي يملأ العينَ سُهادي ودموعي
ورؤى الآمال تبدو شاحباتٍ كالشّموع
فألوكُ الوحدة العمياءَ في صمت الدّموع
وأغني حشرجاتٍ نابعاتٍ من ضلوعي
إنها دنياي بين اليومِ والأمس الصريع
وأنا فيها فَراشٌ حائرٌ بين الرّبوع
أتُراني في خريفي؟ أم تُراني في الرّبيع؟
فطريقي مُدلهِمٌّ ذاب في صمٍت مُريع
ليس فيه غيرُ ليلٍ وذبولٍ وصقيع
قد مللتُ السّير فيه فإلى أين رجوعي؟
***
الروح.. والجسد
أنا لستُ شيطانًا خبيثًا فاجرا
بل لم أكنْ يومًا ملاكًا طاهرا
إذ إنني بَشرٌ فكنت كليهِما
أو هل يكون الطين شيئًا آخرا؟
أنا لستُ شيطانًا يحنّ إلى المجون
بل لن أكون فلست أرغب أن أكون
أنا لست أيضًا بالملاك فإنني
لا أستطيع لأنني ماءٌ وطين
إن كنتُ من طينٍ فذاتي من ضياء
أهَبُ الصداقة للصّداقة والوفاء
والحبّ عندي آيةٌ قدسيَّةٌ
فأنا الذي وهب الصّبابة للنّقاء
لا يخدعنَّك في الخلائق مظهرٌ
إن الملاحة في المظاهر تبهر
فدَعِ الملاحة والدمامة جانبًا
فالخلق ليسوا مظهرًا بل جوهرا
فلربَّ وجهٍ مشرقٍ فيه الصفاء
لكنما في النفس خبثٌ والتواء
ولرب وجهٍ مستصاغٍ من سواء
لكنما في النفس إشعاع النقاء
***
لحظة حب
إنِّي أخـافُ عــــــــــــــــــــلى فؤادي
مـن دعـابـات القـــــــــــــــــــــدرْ
فـالقـلـبُ يـا عذراءُ فـــــــــــــــــي
صدري يُصـارعه الـــــــــــــــــــــحذر
إذ كـنـتُ يـومًا عـاشقــــــــــــــــــا
وهـب الصـبـابةَ للخـــــــــــــــــــفر
فـي قصةٍ قـد عـشـتُهــــــــــــــــــــا
وجعـلـتهـا حـبَّ العـــــــــــــــــــمُر
كـانـت لشعـري مــــــــــــــــــــنهلاً
ولهـا غدا قـلـبـــــــــــــــــــي وَزَر
أودعتُ فـيـه حـبـــــــــــــــــــــيبةً
أيـقـظتُ فـيـهـا الــــــــــــــــمستتِر
مـن فتـنةٍ وأنـــــــــــــــــــــــوثةٍ
ومحـبةٍ لا تــــــــــــــــــــــــنحصر
وجعـلـتهـا حـلـــــــــــــــــــمَ الغد
فـــــــــــــــــــــــنسجت آلافَ الفِك
أصـبـو إلى مستقبــــــــــــــــــــــلٍ
فـيـه السّعـادة تـنهـمـــــــــــــــــر
فإذا بحـبّي الطـاهـــــــــــــــــــــر
وإذا بقـلـبـي الــــــــــــــــــمزدهِر
وإذا بحُلـمـي النـاعـــــــــــــــــــم
وإذا بـوجـدي الـــــــــــــــــــمستعِر
فـي لـمحةٍ قـد أصـبحـــــــــــــــــــا
وهـمًا وبــــــــــــــــــــــدَّده القَدَر
منقول