مصطفى معروفي - هزائم أخوية

كنت أنشئ عرسا
وحولي ربيع من العتبات يراني
ويستنفر الشجرات التي من وريف الخلاص
وحولي سراج يبيح إضاءته عند منتصف اليوم
حولي كذلك قفل رديء المناعة
ناوش مفتاحه ثم أصبح منهزما
كنت مولى لريح تشد خناق التضاريس إربا فإربا
وتلقي المراسي إلى الطير تنوي استمالته
نحو أبراجها المعلنةْ.....
تذكرت أمرا
سأبحث عن شجر ضالع في الأنا
وإليه سأبعث سُهْداً جميلا
أنا عاشق الأرض
أقتات درهمها وأصوغ عشياتها زمنا واطئا
حين يبيضّ جسم السماء،
أنا الآن أعبر وجه خريفٍ شجيّ
أحاول ثني النبيذ عن المصطلى...
من تراه وراء النخيل
يشق عثاكله بالمرايا؟
ومن راح يدنو من اليم
كي يطفئ الناي فيه ويمضي بأهدابِه
ومحجاتُه تعتلي الروح بين يديه؟
أنا حجر الشرق
سوف أرتق حالي بخيط المواقيت
عبر بروقي سأفتح أقواسها عاليا...
من صريح الزبرجد جئتُ
ثم إليه أعود
لديّ انشطار القرى
ولديّ المسافات ثُم لديّ غوايتها
إنني أرتقي أمماً
وأرتب باسمي هزائمها الأخوية.
ـــــــــ
مسك الختام:
الغربة....ما أسوأها
حين تقوم بنهش المرء
و تخطف من بين يديه وطنا
كان البارحة فقط
يسبح في دفئه.

تعليقات

أنا الآن أعبر وجه خريفٍ شجيّ
أحاول ثني النبيذ عن المصطلى...
من تراه وراء النخيل
يشق عثاكله بالمرايا؟

هذه قصيدة عامرة بالكثير من المشاعر والأحاسيس المتناغمة، ولكن
بالرغم من نمط الثقة التي أسبغها الشاعر على أمنياته وأفعاله تبرز مسحة من الضياع أو الشرود نحو أمانٍ غير متحققة تم التعبير عنها بأسلوب
جميل يكاد يكون سمة لشاعرنا في قصائده الأخيرة.
أنه الأغتراب النفسي والوجودي في عالم قاس.
سلم يراعك شاعرنا المبهر الأستاذ مصطفى معروفي
 
أخي الدكتور والشاعر الرائع عادل الحنظل:
في عالم قاس مثل عالمنا الذي نحن نعيش فيه لا يسع الشاعر
إلا أن ينازله بكل ما أوتي من قوة...
عالم لا تتحقق فيه إنسانية الإنسان لا يستحق المهادنة
وخاصة من طرف الشاعر.
دامت لك المسرات مولانا.
 
أعلى