"لأي نوع أدبي تنتمي كتاباتي"... سؤالٌ يُطرَح عليّ أحياناً، فأراني مدفوعاً إلى الجواب عنه، مع شعوري أنَّ ما سأقول لن يكون مقنعاً. ربما من المفيد، لتوضيح السؤال، ربطه بآخر: إلى أي نوع تنتمي قراءاتي؟ ماذا أقرأ؟ ماذا قرأت؟ وبادئ ذي بدء، ما هو أوّلُ كتاب قرأتُه؟ في كل مناسبة أقدّم عنواناً مختلفاً،...
تحمل مداخلتي عنوان « التخلّص من المقامة «، و لأنّنا في الغالب لا نعثر على العنوان المناسب إلاّ بشكل متأخّر، فإنّ هذه المداخلة ستستظلّ بعنوان جديد : « الدّيك السّاهي le coq égaré «.
المقامة جنس أدبي ازدهر خلال القرن العاشر الميلادي مع الهمذاني و خلال القرن الحادي عشر الميلادي مع الحريري؛ يتعلّق...
لا يرد ذكر مؤلف الحكاية، أبي المطهر محمد الأزدي، في أي من كتب التراجم القديمة. واستطاع آدم ميتس ان يقرر عبر سلسلة من المقارنات، أنه ينتسب الي النصف الثاني للقرن الخامس الهجري. ويعرف أبوالمطهر نفسه في مقدمة مؤلفه بأنه جامع مختارات من الأدب يهتم علي السواء بالشعر القديم العربي وبنصوص المحدثين...
"كيف يصير المرء قارئا؟
أعتقد أنّه ليس بإعطاء نصائح للنّاس سنشجّعهم على القراءة. النّصائح لا تُجدي.
في يوم ما، سيتحقّق للطفل لقاء بكتاب، يصيرُ مغرما بكتاب، وعندئذ تبدأ قصّته مع القراءة.
القراءة، في البدء، قصّةُ حبّ.
إن أحببت، تستمرّ في حبّك، لا تنقطع عنه.
كلّ شيء هو في هذا اللّقاء: لقاء شخص جيّد...
«لم أحتفظ بما ألقيت من دروس، فما إن تنتهي الحصّة حتى أمزّق أوراق التحضير، لم يبق أيّ أثر لسنوات من الكلام الأكاديمي» (في جوّ من النّدم الفكري، المتوسط 2020، ص70).
بوح صاعق وعنيف!
من المعلوم أنّ عددا من الأساتذة الجامعيين يحرصون كثيرا على محاضراتهم التي يلقونها على الطلبة، فيجعلونها أحيانا كتبا...
كلّ كاتب يعرف عادة، وبكيفية حدسية، بأيّ لغة سيكتب، كما هو على علم بلغة جمهوره. بالنسبة إلى الكتّاب المغاربة، أو لنقلْ الكتّاب المغاربيين، ليس الأمر هيّناً بهذا القدر. كلّ الكتّاب المغاربيين لهم حكاية مع اللغة أو اللغات — العربية، الفرنسية، الأمازيغية — التي تشكّل صميم ما يكتبونه، بحيث لا شيء...
أثارت مقالة «سرقات كيليطو» التي نشرتها في العدد الأخير من مجلة «الجديد» اللندنية جدلا شيقا. وقد اتسعت دائرة النقاش أكثر لَمَّا بادر الملحق الثقافي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» إلى إعادة نشر المقالة في العدد الماضي. ولئن كان القارئ المتمرس قد تلقى هذه المقالة المتواضعة بشغف وتقبلها قبولا حسنا، فقد...
يتماهى عبدالفتاح كيليطو مع أصدقائه من الكتاب القدامى كما المحدثين.. لكن، ومهما بقي صاحبنا منشغلا بصداقة ثيرفانطيس وشكسبير وكافكا وبالزاك وبورخيس وبارت، وأقرانهم، إلا أنه يظل أكثر انجذابا إلى أسلافه في تاريخ الأدب العربي الكلاسيكي، من الجاحظ إلى التوحيدي، ومن الهمذاني إلى المعري، ومن ابن حزم إلى...
(ملحوظة هامة : هذا النص كان عبارة عن مداخلة قدّمها الأستاذ عبد الفتاح كيليطو يوم السبت 14 فبراير 1998 بالمعهد الفرنسي بالرباط ضمن حلقة Le temps des ados، ثمّ أعيد نشرها في كتاب يحمل العنوان ذاته لتلك الحلقة وصدر عن منشورات الفينيك عام 2002.
لكنّ الحكاية ليست هنا : هذا النص لم يدرجه كيليطو ضمن...
في معنى النّدم..!
ضمن الأنشطة الثقافية والفكرية لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، قدّم الأديب عبد الفتاح كيليطو، هذا اليوم الجمعة 23 أبريل، محاضرة قلّب فيها "تجربة الجاحظ" على أوجه أخرى مختلفة ومتجدّدة...
وكتمهيد للمحاضرة، قرأ الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي ورقة لامس فيها، بأسلوبه الدّقيق والكثيف،...
تتمّة للمنشور السّابق، أقدّم ترجمة لمقاطع واسعة من ردود الأستاذ عبد الفتاح كيليطو على تساؤلات الطالبات والطلاّب الذين استمعوا إلى عرضه الشفهي الذي كان موضوعه "لغات الأدب في المغرب"...
1 ـ "يمكن أن نكتب في أيّة لغة وبأيّة لغة. ليس هناك أيّ منع تجاه أيّة لغة لحسن الحظّ. يلزم أن نكتب بلغة نشعر...
ألقى الأستاذ عبد الفتاح كيليطو أمام طلبة "مركز ماهر"، خلال الأيام القليلة الماضية، عرضا شفهيا باللغة الفرنسية تناول فيه موضوع "لغات الأدب في المغرب"...
لإفادة من يهتم بكتابات كيليطو، أترجم، فيما يأتي، أهمّ ما ورد في مداخلته :
"أتجرّأ، في البداية، بطرح هذا التساؤل: هل هناك أدب مغربي؟ أو أيّ مشهد...
بصفة عامة، يتحدث الناقد أو الباحث باسمه الشخصي ويتحمل عبء ما يقول مباشرة وبالكامل، بينما صاحب الكتابة الأدبية لا يخاطب القارئ إلا بصفة غير مباشرة لأنه ينسب الكلام إلى رواة وشخوص لهم أسماء وسِيَر وتصرفات خاصة قد تكون في بعض الأحيان شبيهة بما يجري في الأحلام. واستنادًا إلى تجربتي الشخصية يمكن أن...