مصطفى الحاج حسين

الدَّمعةُ سقطتْ في وديانِ القلبِ بلَّلتْ يباسَ النَّبضِ وشربتْ من رمادِ الشَّهقةِ وأشعلتْ قناديلَ الأنينِ تفتَّحَ أفقُ الحنينِ وأزهرتْ موسيقى الرُّوحِ وتناهتْ خلجاتُ الحلمِ إلى شطآنِ الوميضِ رفرفتْ بسمةُ النّدى حلَّقتْ أجنحةُ البوحِ رقصتْ دروبُ الانتظارِ ماجتْ أنوارُ الأملِ هاجتْ أمواجُ الرّحيلِ...
تقدّمَ القاتلُ البريءُ بشكوى للقاضي العادلِ، بحقِّ القتيلِ المجرمِ، فقال في شكواه : - حينما كنت أقتلُهُ ببندقيَّتي، لمحتُ في عينيه الحاقدتينِ، نظرةً تنمُّ عن كرهٍ واحتقارٍ، فيها من العنصريَّةِ الشيءُ الكثيرُ. - فتأثَّرَ القاضي وأبدى انزعاجه الكبير صارخاً بانفعالٍ شديدّ على غير طبيعته قائلاً: -...
تتثاقلُ أوجاعُ الموسيقى يتلظّى الصّمتُ وينتابُ المكانُ الكثير من الضّجرِ الليلُ يزخرُ بالمتاعبِ والسّماءُ بلا شرفاتٍ تطلُّ على وحدتي أنفاسي مثقلةٌ بالجبالِ وآهتي تصطدمُ بالجدارِ القلبُ مركونُ النّبضِ ودمي يسعرُ الشّريانَ قصصٌ تستعصي على الذّاكرةِ وجراحٌ تلحُّ على الرُّوحِ وغيومٌ في العينَينِ...
حاجزُ الكراهيةِ يستوقفُني يعتقلُ لغتي يدهسُها يطالبُني بإجازةَ تنفّسي وأوراقِ نبضي وكان عليَّ أن أُثبتَ لهُ أنِّي من نسلِ آدمَ جئتُ إلى الأرضِ أحملُ جوازَ سفرٍ من الجنةِ التي طردتني سأبصمُ لكمْ بكاملِ دمي وإبهامِ روحي أنِّي مستعدٌّ لأسكنَ في أقذرِ البيوتِ وأهزلِها وأن، ألتزمَ بسدادِ الآجارِ...
أنتزعُ من السّماءِ مكاناً يليقُ بجلالةِ ضحكتِكِ أنتِ طبيبةُ الشّمسِ إن توعّكتْ بالظّلامِ النْورُ يولدُ من أنفاسِكِ تلمسينَ النّدى فيتفتحُ الكونُ والنّجومُ تتمسحُ بظلِّكِ سامقةُ التكوينِ أنتِ باهظةُ الارتقاءِ عفيفةُ المدى ساطعةُ الرّأفةِ أحبُّـكِ بقدْرِ ما لدى الحبِّ من طاقةٍ واتِّساعٍ تتجلّى...
تلبَّدَ النّدى وجفّتِ النّسماتُ وازدهرَ القتلُ تدفّقَ الحطامُ وأينعتِ الحربُ تدحرجَ النّبضُ وترامتِ البلادُ إلى الجحيمِ السّماءُ انكفأتْ على غيمِها الأرضُ تصاعدتْ أرواحُ جبالِها وأمطرتِ الدّروبُ بالمشرّدينَ وأبحرَ الضّوءُ في عتمةِ الهلاكِ ضحكاتّ مذبوحةَ الوريدِ وقصائدَ مبتورةَ الأنفاسِ خرابٌ...
* نَجِم.. صديقي.. الذي أحبُّهُ والذي لا أنامُ قبلَ أن أطمئنَّ عليهِ أودعَ خنجرَهُ بقلبي وذهبَ برحلةِ استجمامٍ وقالَ لذكرياتِنا: - حاذري أن تتبعيني كما أوصى طَيفي بعدمِ الاقترابِ منهُ وحذَّرَ الخبزَ الذي تقاسمناهُ أن لا يتسبّبَ لهُ بالغصَّةِ ولكي لا يبقي أثراً لي بداخلِهِ أحرقَ الكتبَ التي...
* ضجر القلب.. تأخّرتِ.. والعمرُ مهرةٌ تعدو تأخّرتِ.. وعلى شطآنِكِ أسفُّ السّرابَ أشعلتُ دمي غرّدتُ على النّوافذِ وأنتِ.. لم تعرفي دربي تأخّرتِ.. وأنتِ السّرابُ الذي غمرَ رؤايَ وخرابَ جنوني تسلّقي جذوعَ روحي تدثّري بقلبي والجمي براكينَ الموتِ.* حلب.. عام1984م * في المنفى.. تبكي في وجهِهِ...
* جَمَرَاتُ الجُنُوْنِ.. أمشي على نبضِ اشتياقي أحنُّ إلى دفءِ المساءاتِ وإلى أضواءِ روحِكِ وصخبِ الحنينِ بعينيكِ أسألُ الفراشاتِ عن بعضِ رحيقِكِ والهواءَ النقيَّ عن شطآنِ ابتسامتِكِ حنينُ قلبي يحرقُ المسافاتِ الفاصلةَ وأمشي صوبَ حُلُمٍ كنتُ افتقدتُهُ وَقَدْ زرعْتُ في أرضِهِ فؤادي وبنيتُ على...
* معجم العشاق.. لو تقتلينني دفعةً واحدةً كنتُ سأشكرُكِ وأسامحُكِ بدمي وبكلِّ سنواتِ عذابي وكنتُ سأمتدحُكِ أمامَ العشّاقِ كي لا يذمَّ بِكِ أحدٌ وسأبرِّرُ الأمرَ لكِ أمامَ قصائدي التي تفهمُكِ تماماً وتعرفُ كلَّ شيءٍ عن علاقتِنا التي لم تكن أسامحُكِ بعمري الذي لم أملكْ سواهُ وبدموعي التي ذرفَتْها...
//مقدمة لديوان ((تلابيب الرّجاء)).. للشاعر والأديب السوري .. (مصطفى الحاج حسين). (قراءة من المغرب الأقصى.. لشلال جمال متدفق) بقلم الكاتبة : مجيدة السّباعي. ألف تحية وسلام لهذا الدفق الشعري العذب السلسبيل، لهذه النوتات السحرية، والمعزوفات...
* إنصهار.. ترتعشُ نهودُ النَّسمةِ حينَ يُقبلُ عليها دمي وَتَنكمشُ الآهةُ عن تدفقِها إنْ لامستها ناري وتصيحُ ضحكتُها الراكضةُ لو همست لها أصابعي أموتُ على كسرةٍ من فتنتِها أتسربُ إلى وميضِها ألملمُ الموجَ من إشراقتِها أتنفسُ هديرَ الأنوثةِ وَيَدِي تَتَحَسَّسُ هالةَ قدومِها هي سماءُ شغفي هي فضاءُ...
" قصيدتي مقبرتي " للشاعر : مصطفى الحاج حسين ... * بقلم الأستاذة غزلان شرفي لطالما صادفتني مقولة( الإبداع يولد من رحم المعاناة)، ولطالما استوقفتني آراء المناقشين لها ،بين مؤيد ومعارض، بينما كنت أخذ موقف الحياد من الأمر، مُقنعة نفسي بأن الإبداع رهين بحاجة صاحبه للتعبير، سواء كان سعيدا أو...
* ليلةٌ في وطني.. يحتمي الجدارُ بآهاتي والسّقفُ يتغلغلُ بأنفاسي ويلتصقُ البابُ الموصدُ بظلِّي والنّافذةٌ تدلُفُ إلى قلبي النّسمةُ خائفةٌ والضّوءُ يرتعشُ والمرآةُ تندسُّ بقلقي وكتبي المركونةٌ في الزّاويةِ تسألُني: ما مصيري إن تعرّضتُ للإعتقالِ؟! حتّىٰ أنًّ قلمي كان منكمشاً يقرُضُ آفاقَهُ ذعرٌ...
* قُولِي لِي.. قُولِي لِي.. مَنْ يهتمُّ بكِ غَيري؟! وَمَنْ ينتبهُ لِحُضُورِكِ؟! وَمَنْ يَتَذَكَّرُكِ في الغيابِ؟! ويرسلُ لكِ الشَّمسَ في الصَّباحِ وَيَدِلُّ عليكِ القمرَ عندَ المَساءِ.. ويبعثُ الوردَ لعندِ بابِكِ والعصافيرَ لعندِ نافذَتِكِ ويشعلُ أصابِعَهُ شُموعاً ليضيءَ لكِ الدَّربَ وَمَنْ...

هذا الملف

نصوص
306
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى