الفرحُ الكبير يا جميله
يشوبهُ الإعياءْ
وعندما يخيّم المساءْ
تجهشُ بالبكاءْ
أختي التي تحلم بالبطولة
وتقرأُ الأخبارَ عن جميله
* * *
وفي مدينتي
يفكّرون يا صديقتي
بهذه التي
تنظر من شبّاكها الصغيرْ
في سجنها المملِّ
كأنها تصلي
وقلبها...
أحدثكم اليوم عن شوقى بغدادى. وشوقى بغدادى شاعر سورى لا أظن أن الكثيرين يعرفونه فى مصر، مع جدارته بأن يكون معروفا عندنا وعند غيرنا، خاصة فى هذه الأيام التى يجب علينا فيها أن نعرف للسوريين حقهم، وأن نقف إلى جانبهم فى محنتهم هذه التى يتقلبون فى سعيرها منذ ثمانى سنوات.
شوقى بغدادى شاعر مثقف، وإنسان...
قبَيْلَ أن أموت
اريد أن أقول كلمتين
لا ترفعوا بيتاً من البيوت
ألا وراء قلعتين
لا تغرسوا الزهرة
الا بين شؤكتين
لا تبلعوا اللقمة
ألا بعد غصتين
كي تذكروا من مات
قبل أن ينال كسرتين
لا تسمحوا للنوم
أن يكسّر الجفون
الا لكي تروا بلا عيون
كابوسنا الرهيب كالجنون
●
لا ضحكة اليوم ولا ابتسامة
لا شيء الا...
أقبل الليل
وكان الباب مفتوحا
فأفسحت مكانا للتي تأتي ولا تأتي
فتقضي ساعةً عندي
وتمضي في أمان
إيه يا زائرة الليل
التي تقرع بابي
ثم لا تدخل إلا في غيابي
من تُرى في هذه المرة
من غيرك
أم لا أحد إلا أنا والريح
في الكهف الذي امتص كياني
أتقرّى فوق ثلج الحائط الصخري
تشكيلا بدائيا
لما يشبه صيادا على ظهر...
يؤسفني يا ذات الزنار الأخضر
والسبعة أنهار
أن مواهب عاشقكِ
لا تتجاوز صحن الدارْ
لا تقدر أن تتسلق
اعلى من قافيتينِ
ومجموعة أشعار
يا أيتها الشمس الباردةُ
على حيطان دمشق
ليس سوى انبوب ألاصفر فوق الشجرِ
وعند الأفقْ
في الغوطة فلاّحٌ مذهولٌ
يتساءل كيف يموت البقدونس والنعناع
بلا سببٍ مفهومٍ
كيف تضاءلت...
أحبك..
أعرف أني أخاطر بالفسحة الباقية
وأعلم أن مسافتها قفزتان
على حافّة الهاوية
وأنّي لا أستحق سخاء كرومك هذا
ولا أستطيع احتمال مسرّاتك الطاغية
ولكنني حين أجثو على ركبتيّ
أصلي صلاتي التي تجهلين
أراني أولد بين يديك
فيكتنز القفر بالماء والعشب
والبحر بالجزر النائية
***
أحبّك..
أعرف أن مقارنتي لا...
لا تسألوني من هو الله
الذي لا تعرفون مياهه
إلّا إذا شفّت مياهي
أنا لست إلا ذرّةً
في نقع هذا الكونِ
كيف لذرةٍ
أن تمتطي سرج الغموض الفذّ
ثم تصيح
إني قد كشفت السرّ
في التيه المحيّرللإلّاهِ
لا تفقدوه قداسة الألغاز
حين يصير ديّانا على حزبٍ
وملاكا على أرضٍ
فيغضب
أو يناور
أو يمجّد شعبه المختار
أين...
مَنْ يأمرني أن أبسط كفيّ
أو أقبضها
من يملأ رأسي بالأوهامِ
و بعد قليلٍ
يطردها
و يطهّر جُمجمتي منها
و يقول إذن أنت الفاعلُ و المفعولُ به
و أصدّقُهُ معتزاً بدماغي القادرِ
أن يخلقَ من لا شيء
الأشياء جميعاً
من يعشق عنّي أو يكرهُ
ثم يُحرضني أن أفعلَ ما فَعَلَ
فأومنُ أني العاشقُ أصلاً
و الكارهُ حقّاً...
في يوم الجمعة
يوم الغوطةِ
يوم عناق الأشجارْ
عربات الخيلِ
وسيارات الخدمةِ
وترامواي القصاع ودوما
في أحلى مشوار
في يوم الجمعةِ
يوم دمشقَ
وقد خرجتْ
في عرس الغوطةِ
كي تتزوج من آذارْ
او لتصلّي
لإلهٍ يعشق زهر أللوزِ
وهسهسةَ الماء الثرثارْ
?
لكنّ جدار الخوف طغا
من سبع سنين
على الزوّارْ
صدّ العشّاقَ...
انظر الى دمشق عند الفجر
لا تخف
انظر الى الضباب يستبيحها
واشهدصقيع الصمت
يستكين في ضلوعها
واغرق كما سفينة
ضائعة في لجة الظلام
●
تخالها..ماذا تخالها
ماتت ترى
ام أنها سلطنة المنام
هذي اذن دمشق
ام انها مدينة ألأحلام ؟
لا ..لا ..دمشق لا تنام
أنصت إلى دويهم
وانشق دخان نارهم
واسمع ولاويل النساء
يستغثن...
تشاء المصادفة وحدها أن أقع بين مقتنياتي على عدد قديم من مجلة الآداب يعود تاريخه الى نيسان (أبريل) عام 1962 لأقرأ فيه مقالة مطوّلة لنازك الملائكة عنوانها «قصيدة النثر» قرأتها بإمعان، وقد شعرت بابتسامة أسى وكآبة تشيع في كياني وأنا أتابع ما كتبته تلك الشاعرة المعروفة جداً كرائدة في الشعر الحديث كيف...
الطرف الأوّل:
هذا الأنف الضخم، هاتان الوجنتان الناتئتان. هذا الفك العريض. هذا اللون الأسمر الشاحب. الوجه يصلح لرجل وليس لامرأة. حتى في مثل هذه السنّ لا يملك الصبا أن يخفف من جهامة مثل هذا الوجه.
كنتُ أتأملها وهي واقفة في الزحام قريباً منّي. لا أدري لماذا توقّف نظري عندها متأملاً وقد بزغت بغتةً...