جوهر الإبداع هو صناعة المدهش. أنْ تجعل المتلقي يحبس أنفاسه. أنْ يلهج بكلمة (الله). أنْ تصعقه الغبطة. أنْ يستدعي صوراً من حياته وهو غائص في العوالم المبدعة. وأنْ يستعيد الأمل.
الرواية كأية صنعة فنية إبداعية لها قيمها الخاصة، والتي يستبطنها الصانع الروائي حتى وإن لم تكن محدّدة بوضوح في ذهنه...
ـ آسفة، ليس اليوم..
ـ ............
ضغطتْ بإبهامها على صدغها.
ـ أنا مريضة.
ـ ...........
ـ ليس أمراً مهماًً.. صداع ثقيل.
ـ ...........
ـ يمكن غداً..
أغلقت الموبايل.. عصرت كتلته الصلبة بكفِّها.. رفعته وطلبت رقماً ما وانتظرت.. الرقم الذي كررت طلبه منذ ساعتين مراراً...
مثلما يحدث عند فجر كل يوم أيقظها هدير القطار الصاعد إلى بغداد.. تمطّت قليلاً قبل أن ترفع جسمها بتثاقل وتفتح النافذة.. كانت العربات قد اختفت فيما وراء منعطف السكة، حول البيوت العالية، ومضت بين حقول القمح.
نزلت الدرج إلى الطابق الأرضي ودخلت المطبخ.. كانت أمها هناك تعد الشاي مثلما تعودت منذ...
صناعة الكتاب كأية صناعة عصرية بحاجة، إلى إدارة فعّالة وستراتيجية في العمل، وأخرى لفعاليات الترويج والتسويق، إلى جانب عاملين مختصين أكفاء. وفي ضمن هذا الإطار يبرز دور المحرر الأدبي ووظيفته عنصراً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه.
تتطلب هذه الوظيفة موهبة خاصة. فعلى المحرر الأدبي امتلاك وعي حاد...
جلسا يلعبان الورق ويدِّخنان.. كانا ضجرين، لا يأبه أيّ منهما إن كان سيفوز أو سيخسر.. بدا وكأنهما يريدان أن يمضي الوقت بأيّ شكل، ليس إلاّ.. قام الرجل الذي يرتدي كنزة صفراء، مثقوبة عند الكتف، إلى الثلاجة وأخرج زجاجتي بيرة.. لم يسأل صاحبه إن كان ممن يشربون الخمر. وصاحبه الذي يرتدي قمصلة جلدية بلون...
يصدر في أمريكا، في كل سنة، مجلد ضخم يحوي مجموعة من أفضل المقالات التي نُشرت خلال السنة السابقة. وقد اختارت غادة حلواني أربعاً من مقالات المجلد الصادر في عام 2009 لتضمها في كتاب ( فتنة الحكاية/ كتاب مجلة الدوحة المترجم 2011 ) وفيه احتفاء بفن المقال بوصفه "رحلة طليقة للعقل"، و"النوع الذي يفكّر...
لتوّي أدركتُ أن الآخر الذي ظلَّ يراقبني منذ ساعتين هو أنا، أيضاً!! هذا الإدراك المفاجئ ملأني بالخوف والحيرة، إذ ما الذي عليّ أن أفعل الآن، وهو هناك، على مسافة مترين مني ليس إلاّ. واقف بنظرته الباردة الحيادية، لا يتحرك فيه سوى أجفانه. يحدق بي كما لو أنه إزاء حيوان يحتضر.. في يده شيء ما، لا...