في الأساطير العربية ان لامك كان أول من صنع العود والدف والطبل وتنسب الى أخته دلال صناعة القيثارة أو المعزف . والاشارة الى اخته تؤكد الدور الذي لعبته المرأة في صناعة الموسيقى عند العرب منذ القدم .. وقد أوجد البدوي الحداء لكسر رتابة الرمل المحدق به من كل صوب . والحداء هو ترتيلة بحر الوجز في القويض...
في أيام اهتماماتي التراثية، قرأت في كتاب «الموسيقى في البلاد العربية القديمة وإسبانيا» للمستشرق الإسباني خوليان ريبيرا أن هناك لحناً من القرون الوسطى كان العرب الأندلسيون والمسيحيون الإسبان يتغنون به على حد سواء، وكان شائعاً في شبه جزيرة إيبيريا كلها. وقد نشرت الكاتبة كارولينا ميخالس دي...
اسمي الروائي هو محاسن الديواني. أما اسمي الحقيقي فهو معروف، ولا أريد أن أكشف عنه لئلا تصبح هذه الأكتوبة سيرة ذاتية، مع أن قصتي التي سأرويها كان يمكن أن تكتسب صدقية أكثر لو تمسكت باسمي أو لقبي الحقيقي.
أنا عائدة إلى العراق في زيارة موقتة من الولايات المتحدة التي لجأت إليها أنا وعائلتي قبل عشرين...
في شتاء كانون الثاني وفي شارع من شوارع لندن، شارع لا أريد ذكر إسمه تمتد على ضفتيه أشجارالبلاتانوس العلية وقد خلت من أوراقها، بعضها يبدو وكأنها صف من كائنات بأيدي عارية من الأصابع وأخرى ذات أيد كلها أصابع تمتد بدعاء مبهم نحو السماء ، شكل هذه الأشجار مبهج في الصيف وغريب حد السوريالية في الشتاء ...
اليوم، الأحد، لا أدري متى تأتي المعينة، وهي أخرى لأن الأولى في إجازة. لذلك استيقظت في السابعة والربع، تحسباً للاحتمالات. ورأيت أن أكتب تزجية للوقت.
كنت دائماً أتحاشى الكتابة بسبب معاملة أبي لي في طفولتي، احتراماً له، تلك المعاملة لم تكن جميلة. شاءت المصادفات أن يكون أبي مختلفاً عن بقية الرجال،...
أنت لا تستطيع أن تكتب ما لم تكن لديك خلفية من القراءة. في الغرب يبدأ التلاميذ بقراءة الكلاسيكيات منذ مرحلتي الدراسة المتوسطة والثانوية. ويعدّونهم لممارسة الكتابة منذ هذه المرحلة. أما نحن، ففي أيامنا كنا نقرأ ما يسمى بالمطالعة العربية، فيها مقالات مثل «فتح الأندلس» أو ما الى ذلك. هذه كانت...
تعلق في ذاكرة كل منا أبيات من الشعر الكلاسيكي، أو العمودي، بحكم موسيقيته في المقام الأول. فنحن لا نحفظ النثر إلاّ في نطاق ضيق. وأنا هنا لا أريد أن أزج نفسي في معمعة الصراع بين أنصار المحافظين وأنصار المجددين في الشعر، ومن هم بين المنزلتين. ولا أريد أن أدلي بشهادة الى جانب هذه أو تلك من مدارس...
حينما نتتبع مسيرة الثقافة العراقية لنرى ما كانت عليه بالأمس وما آلت إليه اليوم وقد نستكشف ما ستكون عليه غداً ، فسوف نجد على طريق هذه المسيرة رموزاً ظلت منتصبة رغم عاتيات الريح ورغم قلة الزاد وندرة العون الذي لم يثنِ من شموخها ويكل في سواعدها. الثقافة العراقية ، التي لا أعني بها ثقافة...
كنا نلتقي في مقهى «رينسانس» قبل ان يُزال من الوجود وتحل محله مخازن لبيع العطور، والأعشاب الصينية، والأقراط النسائية. كان مقهى « رينسانس» يقدم أيضاً ألواناً من الأطعمة الخفيفة. وكان فيه ثلاثة أجنحة، أحدها للتدخين، يوم كان التدخين مسموحاً به في الأماكن المغلقة. وكنت أنا أدخن أربع أو خمس سجائر في...
في يوم من أيام عام 1947، أو ربما 1948، كنت أتمشى وحدي في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، وفجأة اتخذت قراراً بأن أصبح كاتباً. كنت موفداً من الحكومة العراقية، مع طلبة آخرين، لدراسة هندسة العمارة. لكنني كنت مولعاً بالقراءة. وأغرمت بقراءة "الحب الأول" لتورغينيف، و"دير بارم" لستندال، و"قصة رجل مجهول"...