حسن إمامي

صدّقيني القصيدة بحر هذا المساء و المدّ مستمر في زرقته و العيون تسقي انهار هذه الأنفاس كلما ابتسمتِ أعلنت الرياح قدوم الساعة تدق طبولها هامسة لا شراع يهدي ظمئي لا بوصلة تنقذني سماؤك لباسي من عريي و نوارسك ملائكة بوحي يوم اعلنت إضرابك عن المرافىء كانت جنسيتي نوتية و هويتي ارتماء مَن تكونين في لعبة...
لقد سبق تناول موضوع التجريد والتجسيد كبعدين تعامل معهما الإنسان في مختلف الظواهر التي عاشها، بين حواسه وعقله، بين الملموس والمعقول، بين المجرب والمفكر فيه*. وهي ثنائية شقت مجرى التاريخ التقاء وانفصالا، تناقضا وتكاملا، ما خلق جدلية كبيرة عبر مسار التاريخ الإنساني. ويمكن تناول هذه الثنائية كذلك في...
طوّقتني في ليالٍ صبغت بقانيّها الفضاء صوّتت لهذا الألم وفتحت للزمن كهوفا وغورا بليدا دون أسحار حروفها من عدم ومنابرها فوق حصير شوك ينسج السحاب لا تحليق لسربي هذه الزوايا ضيقة هذا الهواء برميل بارود وانفجر هذه الثانية صامتة في الإعدام هذه المرايا دائمة العري أعدّت لي قداس جنازتي ووصفتي في...
*ويبقى المتن منفتحا على تطويره. ربما ينقصه الكثير طبعا. لكم ولكن الاضافة* ـ الذاكرة الموشومة... الرأس الموشوم. كانت جملته التي بدأ بها حواره ومزاحه ونقاشه مع صديقه نجيب. جملة ستعطيه متسعا من الحق في الكلام والاستحواذ عليه. أمام نظر ابّا الساحلي، الذي يتابع حوارهما في هدوء هذه الليلة من أواخر...
بائع الإسفنج، رمز ثقافي واجتماعي كبير في المدينة. قد لا يولي الناس الاهتمام لشخص البائع خارج أوقات بيعه وشرائه. يصبح مثل عامة الناس، له علاقاته، كما له حياته الخاصة. لكن اشتهاء الإسفنج للأكل أو انتظار نوبة الحصول على الكمية المرادة، وطقوس تحضيره ووضعه في سطل معدني خاص أو طست مناسب كعجين، ثم بعد...
عللت لمحتها بخصلات شعرها المتدلية على طرف ومدار حاجبها الأيسر. بسبابة حادة الرمح المصبوغ بأحمر شفاف مناسب للون حُلِيِّها التي زينت مشهدها أمام المرآة، ذهبت حركة الجسد كموج، والأطراف كشُرُعٍ، والحواس كرياح، رسالةً صوب هذا الرفيق المنهمك في مطالعاته. قائمة رفوف مملوءة بالكتب والمجلات، كلها تشكل...
زمن السرد، نفسية وتفاعل للذات والذهن مع الواقع، ومع الحدث! 27 نونبر 2008 وصلت فاطمة إلى جانب السكة الحديدية، بعد أن نزلت أسفل القنطرة. عيناها جاحظتان مجهشتان، لكن، لا دموع منهمرة، فقط احمرار في عروقهما وجوانبهما. الطفلة الصغيرة ذات الثلاث سنوات كافحت بخطوها كي تنزل المنحدر مع أمها ماسكة بيدها...
(4/4 طرح واحد من أربعة زائد واحد يساوي أربعة) *ربما ستقلق الأستاذة فاطمة المرنيسي من هذا العنوان، او سأسمع احتجاج الأستاذة نوال السعداوي من ارض الشمس، او وقفة المناضلة خديجة الرياضي من داخل صفوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، لكن المباراة بدأت منذ عقود وما تزال حامية.* فريدة فتاة من مدينة...
كلما احتجت إلى جواب عن جوانب أجهلها، التجأت إلى والدي. صعدت الدرج. كان الصعود منذ الصغر أملا كبيرا يقترب من التحقق كلما أوشكت من الوصول إلى الغرفة أو الصالة الصغيرة كما نسميها. مدخل بباب ونافذة على اليمين. خامية بحسب الفصول السنوية سميكة أو شفافة مزينة بورود. على الشمال من باب الغرفة مكتبة تجمع...
في حركة شبه احتفالية، رفعت ذراعيها بشكل تراقصي يفتح قوسا متصاعدا إلى السماء ليلتقي في شبه استدارة لملاقاة شَعر أسود منسدل على كتفيها وظهرها. تأخذه بأناملها الرقيقة والناعمة، في اختلاج متداخل يمتلك هذا التموج السمفوني الذي يرفع ستارا عن المشهد الاحتفالي المسرحي لابتسامة تستبين معانقة الأفق بين...
صرير الباب الحديدي اخترق هدوء الممر الضيق للزقاق. الخطوةُ الأولى لولوج هذا العالم الخارجي في هذا الصباح. تحتاج فيروز لقفز بضعف الخطو فوق مجرى المياه العادمة الذي يدب سيلانا خيطا حلزونيا منعرجا. قاومت بملء كفها الذي خللته بعطر القارورة داخل المنزل. استطاعت أن تعيد التنفس الطبيعي لهواءٍ سليمٍ...
بيد مرتعشة، في عتمة الليل المنسية، حيث لا تمر مشاعر البشر، ولا يوقظها ضميرها في عز النوم، استل الحقنة، باحثا عن عرق ما زال ينبض بإشارة حياة. بإبهامه وسبابته والوسطى، أخذ يجس نبض هذا الجسد، أين يا ترى يمكنه غرس هذه الشوكة اللعينة التي تبعث الرحمة بعد ألم، والحياة بعد إطلالة على شرفات البياض، هذا...
فَرْمَل بحوافره على حدود التماس. تناثر غبارا وترابا متراقصا ومتخللا في لوحته دمعات العرق المتصبب بغزارة مفاجئة، كأنه رعد انفجر من أعماق السماوات. وما كانت من غيوم منتشرة في هذا الفضاء. كانت رعدا مدويا ترجمه الصهيل المخرس الذي لوى به اللجام عنق هذا الفرس الأصيل. كانت اعتراضا على رغبة هذا الفارس...
ها نحن التقينا على شاطئ جميل. على متن القطار المتجه شمالا، تصفحت الجريدة. جعلت أملا في الأبراج، قرأت محتوى المهنة والعاطفة والصحة. ابتسمت للتلاقي، استغربت لغرابة التخمينات. طويت الصفحة لأعود إلى نفسي. فتحت الرواية على صفحة علمتها بتذكرة قاعة سينما، تذكرا لفيلم لم أرد أن امحوه من ذاكرتي، عشقي...
ارتسمت على وجهه بوادر حيرة. تصلبَ لسانه في وضعه الأفقي داخل ثغر فمه. علّقت رقبته علامة تعجب لم تجد من نقطة لتقف عليها شاهدا، سوى وقفة جسده العمودية والحاجزة لاختراق أشعة الشمس لصفحة وجهها الماثلة بانعكاس ظله، بعينين جاحظتين ومدار كحلي براق، ولسان لا يتوقف عن الكلام، والاحتجاج ، والتساؤل، واللوم،...

هذا الملف

نصوص
69
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى