حسن إمامي

سكنه الرعب في دواخله. تدلى عنقه مفارقة وإطلالة على أسفله، وجده مبللاً سروالُه. لم يستطع طلب نجدة، ولا إصدار أمر للشاويش تحت إمرته. اختلطت عليه وامتزجت مخاوف محنته. كل الطفولة التي قضاها منطويا وشاردا عن رفقته، وكل الإهانات التي صبر عليها حتى يتسلق سُلّم ترقيته، لم تُسعفه في استنجاد واستعطاف. جرذ...
صرخة المصابيح مقاومة ضد سياسة محو الذاكرة: تروم الرواية قراءة الواقع عبر مساءلة لحظة اختفاء المصابيح، و لتفعل، تقوم برحلة في أغوار المسارات، و ما يجري خلف الكواليس، تريد تسليط الضوء على الأماكن المعتمة، وتسعى إلى تحريك أمواج البركة الراكدة، تبغي استنهاض الهمم، فسرقة المصابيح هي سرقة للتاريخ، و...
كانت فكرة أن تكتب بواسطة خيط رابط يجمعك مع جوهر الموضوع. كان (حبل الخلود) هو هذا السر الذي سينتقل وسيبحث له عن تواجد مستمر يريد به الخلود والبقاء والاستمرارية، على الأقل في الآتي المرتقب. حينما ترتبط فكرة الكتابة بهذا السر الإكسيري في تحقيق الخلود فإنها تبحث لها عن خيوط من بخار أو دخان أو أشعة...
عاشق هو الحلم يراود الذات طفلا يلاعب طائرته الورقية وهواء يراقص الريح عاشق تبدى حبا يختصر المسافات يوم حساب يصهر هذا الزمن وكل العدم المحكي في الروايات عاشق يسافر بين ظلال هواه والعوالم أخيلة تسكن عيوننا لأجل توقيع حضور الجمع ها نحن نسأل البحر أي قبلة تسكت الهدير أي سفينة يعشق سباحتها وزوج...
جسد يمتد ليؤرقني لحكايات الجنس يحترق بقطرات الهمس وكلتا يدي تناشدهما قبضة الوصل جسد تراءى له الليل لغة بلا حروف تشكل بضفاف الموج هذا بحر مالكه الملح وهذا كلامي دونه يترنح جسد والزمن ثالثه اما نظيره فروح تمتلكها اما بيان صلاته عطش يفرشه بساط اراقص حوافيه سحابا الامس يملؤه وتلك الحكاية من نسجها...
عنوان راود الذهن بين نوم ويقظة. كان هو الحلم أو كان هو اشتغال الذهن. طفا على سطح التفكير. عاين ذاكرة الذات. جال افتراضيا في مكتبتها الخاصة. تصفح خيط الزمن والعلاقات، وبين الرفوف تذكر أن هناك ملفات، مثلما هي في طبقات النفس والوجدان. يمكن تمثيل وتشبيه الحياة الوجدانية مع العقلية بتقسيم شخص...
تقديم جاء في إحدى فقرات رواية (شجرات وخرائط) للقاص والروائي حسن إمامي قوله: “ما دام بحثا في الشجرة وفروعها المتطورة وتوظيفاتها المتشعبة حياتيا؛ فلا بد أن يجعل أساس غرسها أصيصاً معتنى به ومكتملا في مواصفات الرعاية لشجرة قد تكون في حجمها أكبر من إطاره.” قد يكون التورط في فعل الكتابة السردية...
لعل توظيف التاريخ في الرواية يبقى رهين إكراهات اللحظة الراهنة، ويخضع لرهاناتها؛ لا يمكن أن يكون حاضرا لذاته، بل لغيره؛ وأقصد بذلك البعدين: الجمالي والمعرفي. إن المبدع حين يستحضر التاريخ في عمله فإما بغاية نزع القداسة عنه، أو فتح كوة أخرى ترى العين الثانية منها ما تم حجبه، لا تثق في التاريخ...
كفني، بياضٌ ملتحف زمنٌ أطويه ليصل زهرة الربيع ابتسامةٌ، أقتلع يدي لكي تطول كي تصل رسالة تفتحها الزهرة في عيد ميلادها. هو الفرح دائما يزين البياض بالورود. تنبعث الحياة من صمته. في لعبة الليالي الفائتة اغتصاب وسرقة ومحو للذاكرة. لكن البراعم لا تموت أشق جلدي لأزرع لها غصنا جديدا أكونني شجرة الفصل...
لم يعد لليل ما يشتهيه البحر ابتلع الاطلنتيس والعقل سافر بعيدا خارج مدار الحكاية حكايات جدتي إرثي الخاص كلما هجمت علي وحدة الفصول الفريدة كلما مر السراب بتحيته الساخرة كلما راوغتني خطابات الاستهلال الماكرة كنت أخاف من الظلام ان يبتلع حلمي وصوت جدتي سفينة للنجاة كنت أؤمن بأن الخلاص آت وأن هذا الشر...
اختيار العنوان هنا مقصود لكونه سيشتغل في ملاحظات على الحمولة الفكرية والثقافية والدراسية التي تلقاها الكاتب باللغة العربية على الخصوص والتي تأثرت بالدراسات الاستشراقية عموما. لكن هذا العنوان يفرض علينا الحذر حتى لا نكون شوفينيين ومحاذين للصواب والموضوعية والعلمية ومصداقية التحليل في نهاية...
حينما يكون الوعي إدراكا وامتلاكا لقدرة على الفهم والتحليل والاستنتاج، حينما يكون هذا الوعي مواكبة لتفسير الذات والعالم والتفاعلات التي تتم بينهما، حينما يكون الوعي فهما للآخر وللغته وثقافته، فهنا يحضر هذا الآخر كامتداد لحضارة ولثقافة ولغة وأسلوب عيش. فأن يكون هذا الآخر في درجة ما من التطور...
مرت الانتخابات في جو مشحون بين جيل و ثقافة قديمتين ، و جيل و عقلية جديدين أرادتا مواكبة التغيير الذي تريده طموحات الأحزاب الوطنية المناضلة من أجل ديمقراطية حقة ، و التي كافح مناصروها و روادها و مناضلوها من أجل لحظات أشرف في الحياة السياسية ... لذلك ، تجد اللحظة الزمنية التي تواكب و ترافق كل...
كانت فاطمة و يزة ، من بين المدعوات الرسميات لحفل المساء ... و كانتا مع مجموعتهما الغنائية و الراقصة ، من المفضلات في سهرات الرايس ـ المرشح ، و سهرات الضيعة الخاصة ... لا زالتا في ريعان شبابهما و نضارة جمالهما و طراوة جسديهما ... وجدت مجموعتان أخريتان ن نصبت لهما خيمة كبيرة في باب الضيعة ... أقلت...
وقف المرشح ـ الرئيس فوق المنصة ، بعيون غائرة في غياهب الذاكرة التي سيستعين بها في لفظ الكلام في هذا اليوم المشهود ، و الذي يحتاج منه كسب أوراقه العديدة التي باتت مصالح متنوعة و كثيرة ... استعان باستنشاق عطره المسجل بماركة باريسية رفيعة و عريقة ، جلبتها له زوجة أخيه الفرنسية هدية ، و حتى يتغلب...

هذا الملف

نصوص
69
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى