علي حسين

كان من عادتي وأنا صغير في السن إذا سمعت أسم شخص لا أعرف عنه شيئا، أن أبحث عنه في رفوف الكتب، أو أسأل أحد رواد المكتبة عنه، في ذلك الحين وقعت في يدي مجلة إسمها المختار وفيها موضوعا عن كاتب إسمه مارك توين كتبه ديل كارينجي، من هو مارك توين؟ كانت هذه المرة الأولى التي أسمع فيها بهذا الاسم، أما...
(إن الفلسفة ما زالت عندنا موضع ريبة ..وكأن الفيلسوف زنديق ، وكأن التجديد بدعة ، وكأن النقد تشكيك ، وكأن الفكر العلمي دخيل علينا . لقد فرضوا علينا على مر الأجيال قوالب فكرية جامدة قاتلة بلغت ذروتها في سياسة الحفظ دون النقد ، النقل دون التجديد ، الإنحناء أمام ما هو مكتوب بدلاً من البحث العلمي...
مرة اخرى تفاجئنا جائزة نوبل للاداب ، وتسخر من توقعات القراء العرب الذين لا يزالون يصرون على انها ستذهب الى روائي نعرفه وقرأنا بعضا من رواياته . كانت التوقعات تشير الى فوز الروائية الكندية الشهيرة مارغريت آتوود او مواطنتها الشاعرة " آن كارسون " وكنت قد اطلعت يوم امس على قائمة المراهنات على...
لم اتمكن من زيارة باريس ، لكني تعرفت عليها وشاهدتها مرار وحفظت خريطتها جيدا ، ومزاج اهلها منذ ان قرأت بؤساء فكتور هيغو وتعلقت باعمال بلزاك وسحرني ستندال وفلوبير ، وشغفت بروسو وفولتير ، وحفظت ما كتبه سارتر وكامو وسيمون دي بوفوار وفرانسو ساغان . أحببت خفايا باريس وانا اقرا عنها في كتب جان جينيه...
كانت المرة الاولى التي اسمع فيها باسم " سورين كيركغارد " عندما كنت طالبا في الاعداية ، آنذاك كان صديقي الشاعر والكاتب عادل عبد الله مهوس بشيء اسمه الوجودية ، يقرأ سارتر ، ويحفظ فقرات من البير كامو ، ويعرج احيانا على كيركغارد الذي لم اعثر على كتاب له في ذلك الوقت وفي الضفة الاخرى كان لنا صديق...
منذ سنوات وأنا أقرأ كلّ ما يقع بين يدي من كتب عن اليابان، وأدهشني الأدب الياباني من كواباتا وجميلاته النائمات مروراً بكنزابورو أوي وميشيما واعترافاته، وانتهاءً بأشيغورا وموراكامي، وكنت مثل كثيرين أعتقد أنّ اليابان حصلت على جائزة نوبل للآداب فقط، فإذا بها حصدت منذ عام 1949 وحتى العام الماضي على...
في مرات كثيرة يجد بعض الاصدقاء غرابة في تمسكي بلقب الخال ، حتى انه طغى على اسمي في احيان كثيرة ، فما ان تدخل صحيفة المدى وتسأل موظف الاستعلامات عن علي حسين ، حتى يبادرك بالقول سأتأكد هل الخال موجود ؟ وفي المقهى او شارع المتنبي ستجد الجميع يقولون الخال كان هنا او مر من هنا . وفي الأشهر الاخيرة...
ونحن نعيش كابوس كورونا الذي اغلق العالم مثلما وضعت مجلة إيكونوميست البريطانية على غلافها عنوان مغلق ، ولاننا جزء من هذا العالم فقد اطاح بنا الإغلاق القسري ، وهو الامر الذي جعل هواة الكتب يحتمون بمكتباتهم بحثا عن اجابات لأسئلة تحيرهم ، ومنها سؤال : ما الحياة ؟ وكنت قد قرأت في كوميديا دانتي...
إنّه ( علي حسين ) لا سواه ، ذلك الذي تواضع الجميع على مناداته بلقب (الخال) المحبّب حتى صار علامة مخصوصة له وممهورة باسمه كما العلامات التجارية الحصرية . هو الخال الذي يحبه الجميع ويسعون في طلب مشورته كلما إستغلقت أمامهم جزئية في التاريخ الثقافي والأدبي والفلسفي بعد أن صار أيقونة عراقية في كمّ...
دوستويفسكي أم .. تولستوي ، دائما ما يثار هذا السؤال عند قراء الادب الروسي بشكل خاص .. ولئن سعى العديد من النقاد ألى الاجابة على هذا السؤال ..تبقى اجابات القراء هي الأهم ..ويبقى السؤال مطروحاً على الدوام من هو الاقرب لك : تولستوي بواقعيته أم دوستويفسكي بغرائبيته ؟ يقول البعض أن هناك نوعين من...
عندما بلغ د.ه. لورنس الأربعين قرر أن يكتب سيرة حياته ، كان يريد أن يكتب عن حالات المسرة والسعادة التي عاشها ، بعدما تجهّم طويلاً في تأمّل مرارات الحياة وعبث الدنيا.. كانت الفكرة أن يسرد جزءا من حكاية عاطفية ، يكمل بها ما ابتدأه في روايته "أبناء وعشاق" التي قدم في الجزء الأول منها لمحات من حياته...
في نهاية الخمسينات ظهر في المكتبات كتابان ، الاول لمؤلف لم يكن معروفا آنذاك اسمه كولن ولسن ، وكان عنوان كتابه " اللامنتمي " والثاني لواحد من ابرز الكتاب الروس بوريس باسترناك " الطرق الهوائية " . الكتابان صدرا عن دار نشر بيروتية شهيرة آنذاك هي " دار العلم للملايين التي تخصصت من خلال صاحبها...
بدأ اهتمامه بالرواية في الليلة التي قرأ فيها رواية "المسخ" لكافكا . يتذكر كيف عاد الى غرفته البائسة وبيده نسخة من تلك الرواية أعارها له صديق . كانت النسخة بترجمة اديب ارجنتيني لم يكن معروفا آنذاك اسمه خورخه لويس بورخس ، خلع قميصه وحذاءه واستلقى على السرير ، فتح الكتاب وبدأ بقراءة السطر الاول ...
إن القراءة توفر للعقل مواد المعرفة، ولكن التفكير هو الذي سيجعل ما نقرؤه خاصاً بنا. جون لوك كنت أجلس في زاوية من المقهى منهمكاً في قراءة كتاب صغير أحمر اللون انطبعت عليه صورتان تخطيطيتان واحدة لكارل ماركس والثانية لرفيقه فريدريك أنجلز، لم اكن أعرف أن بعض رواد المقهى كانوا ينظرون اليّ بارتياب،...
أخيرا جازفت وطلبت من الاستاذ جبرا ابراهيم جبرا ان يسمح لي باجراء حوار معه .. والغريب انه وافق .. وهنا بدأت المشكلة . ما هي الموضوعات التي سأتحدث بها ، فانا امام روائي وناقد ومترجم وشاعر ومسرحي وتشكيلي ، قلت مع نفسي لأبدأ بسؤال تقليدي ربما استطيع من خلاله ان أمسك بناصية الحوار فسألت ببساطة . •...

هذا الملف

نصوص
45
آخر تحديث
أعلى