ماجد سليمان

لـ ماجد سليمان ــ السعودية 1ـ ذكريات: ليَ ذِكـرَيَــاتٌ آفِـلَـةْ تَذوِي عليها أَدمُعي مِزَقٌ لأحـلامٍ مَضَتْ تَـهْفُو إِلَيْهَا أَضْـلُـعي. 2ـ شبح: كَـمْ مِـلْــتُ بِـالــقَـــدَحِ يَا حُـزنـيَ السَّــــكْـرانْ أَذْوي إِذَا شـــــبَـــحِـي...
في طفولتي وبداية مراهقتي، كان العالم الأول لنا هو عالـم الرسم والألوان، العالـم القريب من روح الطفل وجنون الـمراهق، والـمساحة الـهائلة التي نُطلق فيها مـخيلتنا لتعدو حيث شاءت، والأرض اليباب التي عزمنا أن نسكنها بـما أوتينا من فن الرسم، وأن نـحرثها بـخطوطنا الـخاصة، وإن كانت مـحدودة الأدوات،...
ما أسهل النقد، والتنظير، والهرطقة، وما أصعب إنتاج الأدب والمعرفة، وبناء شواهق الإبداع كافّة، وما أسهل التمسّح بالثقافة، وما أصعب الحَسْم في شؤونها، إذا أردت أن تكون ناقدا في فن، عليك أن تكون ممارساً له، محترفاً في صناعته حتى لا تكون ناقداً مجانيّاً وما أكثر المتكلمين في غير فنهم. لقد رَأَسَ...
اعتادت الأمم العظيمة أن تُفاخر بمبدعيها، وتُبرز وَرَثة بيانها ونهضتها المعرفية والعلمية، وأن تزهو بأعلامها من حملة مشاعل البيان والكلمة والعطاء الأدبي والفكري والتاريخي، فأوجدت لهم خدمات خاصة تُشير إلى عالمهم الثقافي الخاص، كما أسست لهم أندية ومؤسسات تحمل أسماءهم، وترفع رفرفة أعلام معانيهم التي...
هناك كُتب أعتبرها رفيقة درب، تُقرأ باستمرار لثراء مادتها، وإخلاص ضبط كاتبها، وحسن تناولها لموضوعاتها، ومرونة أفكارها، فدائماً تبقى العبرة في جودة المقروء. * الكتب، خمر العزلة، وجليس السّهر، وليتني أعرف كيف يعيش من لا يقرأ، ومن لا تربطه بالكتب علاقة مهما كانت صغيرة، الكتب، الصوت العالي الذي يضج...
أَيُّهَا الأَمِيرْ، دُونَكَ نَـجْدِيُّونْ سَهِرُوا مُنْصِتِينَ إِلَـى القَمَرْ يُرَاقِبُونَ لُعَابَ الفَجْرِ فِـي فَمِ الغَدْ يَشْهَدُونَ سَاعَةَ تَدَلَّـى الضَّوءُ عَلَى حُزْنِ الرَّمَادْ ظِلَالُـهُمْ فِـي ضَوءِ نَارِهِمْ تَرْسِمُ عَزَاءَهُمْ الـحَجَرِيّ. نَـجْدِيُّونْ يُدَحْرِجُونَ...
يَا لِلنَّجْدِيِّينْ! سَاعَةَ انْـحَدَرُوا آفِلِينَ مَعَ عَتْمَةٍ تَذُوبُ فِـي يَدِ النَّهَارْ، سَقَطَ الصُّوَاعُ مِن يَدِ الـمَلِكِ، وَتَدَحْرَجَ تَاجُهُ إِلَى بَابِ الـحَاجِبْ. فَيَا أَيَّتُهَا القِلَاعُ الـمُدَجَّجَةُ بِصَيْحَاتِ الفُرْسَانْ، وَالـمُحَاطَةُ بِأَحْلَامِ الـمُلُوكِ...
يَومُ العَلَم السُّعُودي (11 مـارس) قَبْلَ الرُّوَاةْ رَأَوْكَ مُرَفْرِفَاً لِلعَادِيَاتْ وَتَـحْتكَ نَشْوَةُ السُّرَى وَالسُّرَاةْ وَخَلْفكَ رَفَّ سِرْبُ الأُمْنِيَاتْ. قَبْلَ الـحُدَاةْ رَأَوْكَ وِشَاحَاً عَلَى أَكْتَافِ النَّهَارْ رَأَوْكَ ظِلَالَاً عَلَى لَـهْفَةِ الأَرْضِ نِدَاءً عَلَى...
نحن أمة بيان قبل أي شيء، أمة مفتونة بفنون القَول من شعر ونثر، أمة لغتها مدارات واسعة شاهقة المعاني، مصقولة تبهر من طالعها على الدوام، فقد أدركنا ذلك مبكرا مذ أنشد امرؤ القيس واصفاً الزمان ومؤرخاً للمكان: قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ...
حَكَى النَّجْدِيّ: تَاجِرُ حِنْطَةٍ هِيَ مِهْنَتِي في طَرِيْقِ القُفُولْ غَرَسَ الفِتْيَانُ عِظَتي عَلَى رَابِيَةْ سُوقُ حَجْرٍ(1) نَاعِسَةْ أَبْوابُ حَوَانِيْتِهَا تَتَثَاءَبْ قَدَ لا أَرْى بَاعَةً يَهْذُرُونَ بِالأرْبَاحْ وَلَا هَسِيْسَ عَرَبَاتٍ تَـجُـرُّهَا حُـمُرُ الإبِلْ لَيْسَتْ دَمْعَةَ...
ظهيرةُ يومٍ مُشْمِس (سَــرْدِيَّــة) شاهدت مـحطة فضائية إخبارية، أَطَلَّت منها الـمذيعة ترتدي بزّة صفراء مُنطفئة، شعرها أسود لامع، فأبطأت غارقاً في تَـمَلّيها، مُتلمّساً حسنها، ثـمّ تَسَلَّقت عيناي على جيدها الـمرمريّ الـمرتشف للضوء، أشرب فنجاني وَأُكملُ مُتأمِّلاً خدَّيها الـمُتورِّدين...
I قبل الليل صادفتني أجساد هائمة، بعضها لا يقف عن الـحركة، والآخر يدهشني سكونه، في الناحية الأخرى فتاتان تنظران إليَّ وتتبادلان النظرات الـباسـمة. II أوَّلُ الليل سَقَطتُ نائماً دون غطاء، فرأيت في الـمنام: ثعباناً أصفرَ يزحف إلى فراشي، رافعاً رأسه كاشفاً عن نابين لامِعَين، يقترب مني مُتهيئاً...
1- وَرَقَةٌ مِن ذِكْرَيَاتِ سِكِّير حِينَ أُنْـهِي زُجَاجَتِي سَآوي إِلَى النَّوْمِ لِأَحلُمَ بِـحَانَةٍ أَمْلُكُهَا. حِينَ أُنْـهِي زُجَاجَتِي سَأَرْسُمُ عَلَى جُدْرَانِ عُمُري وُجُوهَاً مُتَعَدِّدَةُ لِلضَّيَاعْ. حِينَ أُنْـهِي زُجَاجَتِي سَأَكُونُ مِثَالَاً فَرِيدَاً فِـي عَمَلِي اللَّيْلِي...
نَكَتَتْ الرَّمْلَ بِسَبَّابَتِهَا اليُمْنَى ضَمَّتْ فَخِذَيْهَا إِلى صَدْرِهَا كَانَت الأطْوَلُ بَيْنَ رَفِيقَاتـِهَا الـجَالِسَاتْ تَبَادَلْنَ النَّظَرَاتِ الـمُنْكَسِرَةْ حَاسِرَاتٍ شَارِدَاتْ عَاجَلَتْ حُرْقَةٌ حَنَاجِرَهُنّ وَبـِحَرَكَةٍ يَائِسَةْ مَسَحْنَ أَحلَامَهُنّ بِأَطْرَافِ...
خطوطٌ على حائط الـمغيب أَطْيَافُ غَائِبِينْ تَقِفُ عَلَى أَهْدَابِ الـمَاضِي يَـمْسَحُونَ أَعْيُنَهُم الضَّرِيرَةْ دُونَـهُم تُـحْجَبُ الطُّرُقَاتْ وَأَعْيُنٌ مُعَلَّقَةٌ فِي أَسْقُفِ العَتَمَةِ يُغَازِلُـهَا فَرَح ضَامِرٌ فِي الصُّدُورْ يَتَحَسَّسُ جَفَافَ الـمَرَاقِدْ يَبْقُرُونَ بَطْنَ...

هذا الملف

نصوص
69
آخر تحديث
أعلى