في الاتيليه "( نادي الفنانين )، قرب " ساحة طلعت حرب" كنا مجموعة و عبد الحكيم قاسم جالس معنا ليلا وقد اقتربت الساعة من العاشرة، لكنه قام فجأة قائلا : أنا خلاص ذاهب الى البيت .و قال لي : أتأتِ معي ، أنا اليوم وحدي والعائلة مش موجودة، و عندنا فرصة ، نجلس هناك و نكمل الحديث.
لم أجبه، فأخذ بكفي و...
شجرات الجميز متباعدات على شطآن الترع، أمهات قاعدات هنا منذ الأزل. شجرات الصفصاف دلين غدائرهن فى الماء عبر غبش جاثم على السطح الصقيل. الحقول امتداد شاسع من عيدان ناعسة. على الأوراق مخمل من أوائل الندى. الكون صفاء شفيف. كومة البيوت سوداء عند الأفق. كومة جراء ساكنة فى حضن كلبة أم.
مجالس الرجال فى...
فى ضحى ذلك اليوم كان المعلم القمىء المتغضن الوجه يحس بإحساسات مجيدة، حينما وقف على سلم المدرسة الوسخ المتآكل وإلى جانبيه مساعداه. فى الباحة الصغيرة قدام المدرسة تحت ناظريه امتد صفان من العيال، رثين مهلهلين تقف وراءهما أكوام السباخ. على البعد وقف الآباء ينظرون. فى الفضاء صمت معلق متدل مثل حبل...
كنت مخمورا أحاول جهدي أن أستجمع وعيي. سائق التاكسي رصين الكتفين. والعربة تمرق علي الإسفلت المبلول المضاء بمصابيح الطريق .
يبدو أنني مريض بالكبد. كمية الخمر الرخيص معدتي تثقل علي وعيي مثل كلكل الجمل لكنني يقظ وعارف ومن طرف خفي أرقب تتابع ا؟الأرقام في عداد التاكسي. هذا السائق كتفاه تتساوقان في...
وجوه العيال حيثما نظرت نحيلة رقيقة شاحبة غضة. عيونهم واسعة دعجاء كثيفة الأهداب تملأ القلوب حنانا. لكن الجباه إذا تشق بهذه السحجات البنية، إن الرجال إذن يرتابون، تغيم آفاقهم بسحب الخوف.
وحينما تسخن الشمس فى الضحى، وتتلوى البهيمتان تحت النير فى محاولات أليمة، وسلاح المحراث يشق الثرى الهش، والرجل...
لم يودع قدميه أبدا صون الحذاء، مفرطحتين غليظتين، علمتاه السير الجسور. يسير وسط الطريق، لا يتسكع جنب الحيطان ولا يتخذ سكة مطروقة وطأتها له من قبله الأقدام.
لم يرتد طوال عمره سوى جلباب وحيد مهلهل لا يدارى من جسده شيئا. لم يتعود لحمه رفه الحزن تحت طيات الثياب الثقال. جلده أسمر خشن جاسر مثل ظاهر...
بائعة البلح. امرأة شامخة، أثيثة الشعر، تكاد تدرك غدائرها عجزها. عيناها صحنا عسل، شباكان مفتوحان على المتاهات الغريبة. وهى امرأة لينة الصوت مبتسمة ماكرة.
يقولون إنها متاع متاح، وإن من له زند وحبل وقلب جسور، قادر على أن يجتنى شهدها. أما هى فإنها ميادة، تدور تنادى على بضاعتها، تملأ القلوب بالحنين،...
أجرى، لا أدرى ما الذى أهرب منه ولا الذى أبحث عنه، لكن أجرى بكل ما فى القلب من عزم وما فى الجسم من مروة. صفا المصابيح على جانبى الشارع يدهشهما وقع خطوتى على ثلج الرصيف، ينظران إلى بعيون صفراء تتسع دهشة واحدة بعد الأخرى، وأنا أحث الخطى، تغوص منى الأقدام فى هشاشة هذا السكون السرمدى المليء بأسرار...
· الدعوى
زفر مقهورا ..! -
انا لم أقتلها ..!-
فك اللفاع الصوفى عن رقبتة قليلا ليتنفس . الناس يقولون عن هذا اللفاع، أنه يأكل من رقبته فتنحل يوما بعد يوم . كلهم ذاهبون الى مأتمها. يحس تزاحم خطوهم وأنفاسهم وخشيش جلابيبهم حوله. راجعون من صلاة العشاء. لذعه البرد والخوف فتشبث باللفاع، يلتف حول...