لأول مرة في حياته فكر الدكتور علي محمود أن يكتب قصة قصيرة، ولأنه لم يكن قد جرب كتابة القصص القصيرة أو الطويلة من قبل، احتار في الأمر، وأخذ يروح ويجيء في غرفة مكتبه المكتظة بالكتب وهو في حيرة شديدة من أمر هذه الرغبة الغريبة التي انتابته في هذا العمر، وهو الذي أوشك على بلوغ الستين، ولم يعرف لذلك...
اسمي “علية رمضان” ليس بالضبط لأن اسمي في البطاقة الرقم القومي “علية أحمد محمد علي رمضان”، وأنا اختصرته لما قررت أن أكتب قصة، مثل كل البنات اللواتي ذهبن للتحرير في المظاهرات وبدأن يكتبن قصصا، فأنا اخترت اسمي هذا، وهو اسم أدبي حتى يكون خفيفا على السمع، ويتم التداول فيه. … نسيت أن أقول أنه حتى...
وضع (س.س) يده في جيب سترته العميق ليخرج المفتاح كالعادة، لكنه لم يجده في الجانب الأيمن، قال:
ـ لقد تعودت أن أضعه هنا. أسند عصاه التي بدأ يتوكأ عليها منذ عدة أشهر، بعد أن تزايدت عليه آلام الظهر، في الركن القريب من الباب، وأمسك بالصحف التي كانت في يسراه، وراح يبحث بيده الفارغة في جيبه الآخر، بين...
-1-
لأنه كان قد مر بتجارب عديدة مريرة لم يكن يتصور أنه بالإمكان أن يعيش هذه اللحظات التي ظن أنها انتهت من العالم، لم يكن يصدق أن ما يهزه الآن هو محض ما يسمونه الحب، هكذا، بهذه البساطة، وهو عائد من لقائها يحس أن روحه ترفرف بعيدا، وأنه سعيد، سعيد حقا، وأن هذا هو الحب بالفعل، وأنه، حين قال لها...
كان سامي وأخته سلوى يجلسان في حالة ملل بعد أن خرج والداهما للتعزية في وفاة زميل له مات إثر إصابته بالجمرة الخبيثة، ولم يكن لديهما ما يفعلانه، خاصة وأن والدهما كان قد وقع عليهما عقابا منذ الأمس، فوضع جهاز التليفزيون في كارتونة أغلقها بأشرطة بلاستيكية ليس من السهل فتحها، ورفع الكارتونة (وبها؟؟...
كان واقفا على الجسر اللولبي، جلبابه الفضفاض يتلوى من حوله، وكانت الأمواج في قلب الترعة ثائرة، معربدة، ترتطم بالحافتين، تهدأ حتى تنكمش في وسط الترعة، ثم.. تقفز إلى الحافتين، استند إلى جذع نخلة خشن زاما شفتيه، بقايا البصل والعدس الأصفر لا تزال بين ثنايا فمه، استحلب البقايا بتلذذ، تجشأ عن عمد، بطنه...
لا بد أن يكون هذا قد حدث في العام 1966 م، لأنني أذكر جيدا أني قد ارتكبت هذه الجريمة في مدينة أسوان، هذا مؤكد، وأنا كنت في أسوان مع والدي الذي انتقل للعمل مديرا أو ناظرا لمعهد أسوان الديني، وكنت في السنة الثانية الثانوية الأزهرية، قبلها كنت قد قضيت السنة الأولى الثانوية في مدينة قنا (حيث كان...
في الجزء الأول من القصة كنت ترى عبد الستار لطفي وهو يجلس الأن على الكنبة مستغرقا في قراءة قصة، وقد تسبب إدمانه علي قراءة القصص، طوال الوقت، في مشاكل عديدة مع زوجته سلوى، لأنه، لا فقط، ملأ كل فراغات جدران الشقة الصغيرة بأرفف القصص، بل لأنه، أيضا، كان يتركها وحيدة، حتى ولو لم يكن هناك مسلسل...
اسمي ولاء ، لا أعرف بالضبط ما الذي سينتهي عليه يومي ، فكالعادة لا بدمن أن استيقظ ككل صباح مزفت، وأن أرشف كوب الشاي باللبن الحامض ، وأدخل في المريلة كمن يدخل السجن ،وأتدحرج علي السلالم الملطخة بالتفافة والمخاط ، وأخرج من باب البيت الذي شخبط عليه الأولاد شتائم لا يتخيلها أي لسان قذر ،لتتعثر قدمي...
نعم، كان إبراهيم منصور يعتبر نفسه عراب جيل الستينيات، وضع علي كاهله مسئولية تخص الجميع، لكنه يتحمل وحده العبء الأكبر في تدشين وجودها، كحقيقة علي الأرض، أعني في الفضاء الثقافي المصري، وبما هو عليه من تأثير علي المحيط العربي. حسب مشاهدتي المباشرة والمعلومات التي كانت متداولة وسمعتها تكرارا، علي...
في الفصل الأول من المسرحية, كنت تحس بأن الوقت قد جاء لتسـتجمع شجـاعتك, وترفع سمّاعة التـليفون, وأنت جالس في الصالة على الفوتي, بجوار الراديو الخـشبي العتيق, لكنك ترددت وأعدت السماعة.
ذهبت إلى المطبخ وعملت كنكة كبيرة من القهوة, لعلها تذهب بصداع شراب الليلة الماضـية, وعدت تطل من الشرفة, لكنك لم...
القصة مع بائعة الزهور
عبده جبير
اسمي علية رمضان ليس بالضبط لأن اسمي في البطاقة الرقم القومي علية أحمد محمد علي رمضان, وأنا اختصرته لما قررت أن أكتب قصة, مثل كل البنات اللواتي ذهبن للتحرير في المظاهرات وبدأن يكتبن قصصا, فأنا اخترت اسمي هذا, وهو اسم أدبي حتي يكون خفيفا علي السمع, ويتم التداول...