فوزية العلوي

كعادتي دوما أمشي في الأزقة الخلفية حيث العيون الغافية والطيور التي عادت الى افنانها لتنام القمصان ذاتها ارتديها الكحلية والرمادية لا شجرفي اديمها لا نخل ولا رمان حتى التي بلا اكمام كففت عن ارتدائها مخافة ان يعجب شاعر بذراعي أو باستدارة مرفقي فيكتب قصيدة ويفتضح امري ولا عجب ان تطلب مني...
أضم حزني الى حزنك يصبح لدينا فنجان مفعم بقهوة ثقيلة نتجاذب خيوط الحديث ننسج بردة كافية تقينا ثلج الشتاء نتبادل أسماء اشجار معظمها لا ينبت في قارتنا اغرس بعضها في قصائدي على سبيل الإيقاع لا غير تضحك أنت وتصدقني تقول كيف يبلغني نشرها بهذه القوة ؟ أقول لك الشعر أخ الجنون لذلك ليست تغيب شمسه...
لا شيء يجبرك على شيء لا الزمان ولا المكان ولا ريح السموم.... لا شيئ يجبرك علي ولا حتى وصايا اجدادك اطمئن إذن وامش وئيدا كما عقارب الساعات في معاصم الحكماء ولا تسرف في التشفي من الليل إذا طال ولا نجم يومض في جمة شعره لكن حذار ان تسخر من الشعراء او تتبع سنة افلاطون وهو يطردهم لهم مدائنهم فلا تخش...
يلوذون بي هل انا سدرة كي أذود عن الراحلين ؟ وهل ينبع الماء من قدميٍ فاروي البطاح وأنبت نخلا فاطعمهم وترسو على هامتي الطير فجرا وأنثى الرياح يطوفون بي ولكنني لم أعد كعبة للحيارى لأغدق المنّ على روعهم ولا من بنات الجبال فابني لهم خيمة من قصب واطعمهم من عروقي رحيقا ودمع عنب فوزية العلوي
مازال تكفاريناس ينهض قبل الفجر ومازال يمشي مع الغيم إلى السفح ومازال في جذل الصبيان يجمع الكمأ والتوت الحامض ويعلّم بقرن الغزال على الصخر السنوات التي مرت بلا طوفان وبلا أغنية من طفلة التلة الغربية ذات الطواقير الفضية والوجه المصهور بجمر الكشريد سنوات مرّت بلا رعد وبلا ماء والشجر يرابط كالغيلان...
في الحقيقة لم اكن أحب كثيرا تأمل وجوه الشعراء ليس فيها ما يحث السفرجل على الضحك ولا المشمس على ان يقول كلمته الاخيرة ولا أغصان ياسمين تتحدر من جباههم كلها موعودة بالقلق والريح ودواوير الرمل كلها تفتح على الردهة الخلفية للجحيم حيث تلقى الجماجم العصية على الرسكلة أكره قبعاتهم التي لا علاقة...
قلت لي ألا يكفيني من هذه الكتب وهذا الغبار وهذا الانتظار هم يكذبون وانا أصدق هم يبكون وانا اشتري ملح دموعهم هم يشتاقون وقلبي يتفلّج كرمانة ساشتري فجلا هذه المرة وتفاحا قارورة ماء ورد او زيتا للشعر من الهند حتى تطول ضفيرتي اشدها حبلا تصطف فوقه الخطاطيف ساشتري طوق مرجان وقرطين من فضة مكحلة زجاج من...
لا شيء غير أن الريح رفعت ثوبي قليلا وكشفت عن ساقيٍ لم يكن في الحكاية هدهد ليروي عن لمعان التوق عند الكعبين او عرش ينتقل في طرفة عين. غير ان الرجال الذين بنصف قلب رووا حكاية أخرى واسروا ان ليس ثمة من يحكم السّهل غير جيادهم وبيارقهم لذلك لم يكن لزاما ان تمر امرأة من خليج الريح حتى تتعرى على النحو...
النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة النساء اللواتي قصصن اصابعهن وهن يرتقن جوارب العصافير والنسور المتغطرسة اللائي تعبن من تذوق وجبات الملح والشاي المرّ الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى ومن فراغ قاموس الحب الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر والغارسات شجرا من...
أنا لا أحبك إنما أحب ارتجافي لفكرة الحب. تبدّدي وانا احاول صوغ جملة تختزل لهفتي شوقي والليل يحط على المدينة باكرا ذات ديسمبر جليدي مقمر انتظاري البلوري والسماء تقذفني بالبرَد تدثري بشال مخرم لا يستر عري قلبي المثقوب لكني مصرة على أن أبدو انيقة انا لا احبك وإنما اعشق طعم البن في مقهى الميناء...
تشتهيك ظباء الماء وامراة نسيت قرطها في عدوة النهر توقد لك الغريبات مباخر السعد وبنات القرية يبتسمن وهن يتمتمن التعاويذ أبدا لن يرحل عنا ولن تفرح الغريبات بمواله وهو يغازل سنابل القمح رجل في مثل طول الليل وفي بهجة الصبح اذا تنفس ومن اصابعه وهي تنضمّ على قبضة المنجل تنبثق شهوة الطيور العطاش...
لم يكن لي غير شتاء بلا قفازين ومطريّة بها ثقب يتسعّ كلما هطل المطر المقهى الذي يعزف فيه الناي الحزين بعيد وانا بلا قدمين فمن ترى يختزل لي الطريق او يدلّ خطافا عليْ الليل يحلّ باكرا في هذي المدينة كل الفوانيس اغمضت اهدابها حتى النجوم منذورة لعاشقين غريبين اسقطا ازرارهما عند النهر لا ورق التوت كث...
امرأة أنا تجرّ كتابها وتمشي وحيدة ترفل في استعاراتها وتتعمّم أبيض المجاز لا تحرق زرعا ولا تؤذي ضرعا ولا تحشّد جندا على سلطان لا تخرق سفنا ولا تقيم جدرا متهاوية كل ذلك شأن الانبياء وانا بالكاد أردد اورادي كي لا يصيبني فزع..... ولا تخطف حدقتي العنقاء فأصبح عمياء واتيه اذاك عن نهر الحبر وتصم...
لا شيء يمنعنا من غرس الخزامى ولا من جني القرنفل ولا من تعليق غصن زيتون على مدخل المدينة الأرض اشتم ريحها مضمخا بعبق الفصول والحقول تحلم بأجنة القمح والذرة السدرة لي باخضرار رئتها ونبقها الحلو والعنزة الشاردة أراها هناك عند الاكمة ستعود لو حركت أجراس المساء والخطاف الأخضر واليمام والسلاحف التي...
قلت لي ألا يكفيني من هذه الكتب وهذا الغبار وهذا الانتظار هم يكذبون وانا أصدق هم يبكون وانا اشتري ملح دموعهم هم يشتاقون وقلبي يتفلّج كرمانة ساشتري فجلا هذه المرة وتفاحا قارورة ماء ورد او زيتا للشعر من الهند حتى تطول ضفيرتي اشدها حبلا تصطف فوقه الخطاطيف ساشتري طوق مرجان وقرطين من فضة مكحلة زجاج من...

هذا الملف

نصوص
329
آخر تحديث
أعلى