ها أنا في المدار البعيد
أستبيح دمي وأعد الرقى
رقية رقية
كي يجيء القصيد
غنني يا غزال الصدى
لم يعد بيننا من مدى
كي نحب اليمام أو نحط الغمام
فوق كف الرعود .
ها أنا اقتفي لغتي جذوة جذوة
في قناني المجاز
اشتهي قمرا عابرا
في سماء الحجاز
امتطي املا نافرا
كي يظل السراج موقدا هاهنا
وتسحّ المنى فوق طمي...
يعادونني
ويلقون في بركتي حجرا
وإمّا زهت وردة في سياجي
يسلّون أوراقها
ويستقطرون النّدى هكذا ترفا
ويستبعدون الطيور
لكي لا تحطّ على شرفتي
وينتثرون كملح الطعام بلا سبب
يعادونني كي أصير أجاجا
وأنسى الرحيق
ويسرون مثل الشكوك هنا عند عقلي
ويتّهمون الفراش إذا راقه
أن يعيد الرّبيع إلى لغتي
يعادونني
هكذا...
كنت أدفأ قليلا لو أن الريح
أشفقت بالنجوم
أو أن بيتنا غدا طينيا كما كان
أو أن صباح الخير لم تصبها هذا التشقق
وظلت على طراوة العجين
الذي يعطّر االروح كلما هبّت أمي من ظلمتها
كنت أدفا مثل الطيور الصغيرة
وأتكوّر كالهرر المدللة
لو أن المكان لم ينحرف بي
لأرى كل هذه الطرق الوعرة
وهذا الركام الذي به...
لن يفهموك
فدع كل هذا الضجيج إذن
ولا تنتثر هكذا في الفراغ
ولا تنتظرهم
فهم قد مضوا
الي جهة لا تقول
تفاصيلك المفردة ؟
ولن يسمعوك
فكف إذن عن غناك
وحرر سماك كما تشتهيها طيورك
ولا تلتفت لمداهم
ولا لقراهم
فلا شيئ فيهم
سينمو علي راحتيك
ولا نجم. من مجرتهم
يضيي لك الدرب
فسارع إذن
ولا تنتظرهم
ولا...
لاختفاء الهلال
حكايتان
إما ان عاشقا نسي الباب الذي
يفضي إلى زمن امرأة
او أن شاعرا سقطت من قلبه المحبرة
فتلطخ الليل
لاختفاء الغزال روايتان
التي أهمل الرواة فانتقشت
في بال نجمة مرتبكة
او تلك التي يغنيها صعلوك مجنون
فنسي الفرق بين التلال والوديان
ولم يعثر بعدها
على اثار القطعان الشاردة
لاختفاء...
حين عبرت هنآك
كانت الشمس على أهبة الرحيل
وكان الظل ينام بين فراخه
كنت غريبا وكنت احسن قراءة الاحداق
واللون في طرفك مكسور
ربما خفت من ذهاب الشمس
ولا باب تأوي اليه
لكن المدن الخلفية تحسن ايواء الغرباء
الغرباء يتشابهون في كل مكان
كما المدن
والابواب التي في اسوارها
كثيرا ما تفتحها الصدفة
الحراس قد...
كلما سكنت جذوتي
في رماد القصيد
واستحال المدى قطعا من جليد
ونسيت اخضرار المجاز
في مغاني الحجاز
ولبست الجوى برقعا من حديد
ورميت الهوى في سفوح الوسن
ورنا خاطري لأعالي الشجن
جاءني عاصف من هواه
وهما وابل من ذراه
فاستحال المدى وردة من شذاه
ولبست الهوى في اخضرار النشيد
فوزية العلوي
لم أخبر أحدا بالذي كان
الكل كان مشغولا بما حصل له وحده
صاحب المقهى المحروق
يندب حظ كراسيه ونثار اكوابه
والأغاني التي انتثرت مع السكر
الرجل الذي أضاع دراجته
يفكر كيف يقفل راجعا إلى بيته
في أقصى العمر
امرأة العنب خمّنت ربما جففت محصولها
في ظروف مريبة كهذه
العنب الطازج عرضة للتلف
كاي قلب مرمي...
ابي كان رجلا كبيرا
في السن والأنفة
لم يكن يجري للقاء أحد
لكنه يهرول إذا ارتفع صوت الأذان
ليس يأسف أبدا على مواكب الضجيج
يقول إذا افتقدوه
كان عندي صداع وكان لا بد
من سقاية الزيتون
أبي كان يصمت رغم انه يعرف عيوبهم جميعا
ويهب القليل من القليل الذي يملك
يضع اذا خرج خبزا لقطط الحي
قمحا للطيور...
اختلفنا في الحب
هو يفكر في غراسة النخل في واد صخري
وانا اميل لجعل النحل يالف بحيراتنا
قال النخل مبارك لذلك لا يغرنّك الصخر
سترين كم نخلة ستكون لنا
قبل ان تلدي اولادك جميعا
وترين كم يأتي التجار الينا
والسلاّك وذوو المسغبة
وترين كيف تصبح السماء
مظلة من النعمات
وكيف إذا مددت يدا لواحدة من الرطب...
النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل
ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة
ومن رتق جوارب العصافير
والنسور المتغطرسة
ومن تذوق وجبات الملح
الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى
ومن فراغ قاموس الحب
الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر
والغارسات شجرا من الزيتون
في حقول الاحلام
المسجلات في دفاتر اليأس
لأنهن بتن...
تلك امرأة لا تعرفني
لكني اعرف عنها معظم التفاصيل
الزر الضالع من قميصها
لطخة الخوخ التي في تنورتها
والتي تحاول إخفاء ها بخقيبة يدها
غرامها بزوجي وادعاؤها انها تشتري منه اللوز
الذي لا تجده في البقالة المجاورة
حديثها الذي يشبه نصا هيروغليفيا
والكلمات المتقاطعة التي تريد أن نتشارك فيها
في لعبة...
نستعيض عن العالم بالنص
. وعن زهور البرية بألوان المجاز
وعن الشوق بالاستعارات البعيدة
وعن عناق الفراق بالتشابيه البليغة
نسري في ليل الأحبة أبياتا منجمة
نثرتها الصعاليك في ثرى محل وربوع محصبة
. تمطر احداقنا
فلا يتلقّاها صدر ولا عنق
ولا راحة يد ولا معصم يرجفه النبض
تمتد دلاء العين والفاء والقاف...
لم أكن أعلم بوجود شاعرة كبيرة و متميزة و هامة لها حضور خاص و متميز في المشهد الشعري التونسي و العربي ، و إني لآسي حقا لأنني لم أتمكن من معرفتها أو التعرف على تجربتها الشعرية منذ سنوات ، و سأبقى ممتنا لليوم الذي عرفتها ، حيث أهدتني إسمها إنها الشاعرة فوزية محمود العلوي .
من خلال قراءتي لأوراق...
سأكون مشغولا
فلا تقلقوا بشاني
ولا تكتبوا لي فوق السياج حروفا
ولا أيقونات
تخافون شراسة البوليس الذي عاد معتمرا
قبعة بألوان الربيع
لكنه أبدا يكره الشعارات التي
تسوي بين سكان اسبرطا
وسكان اثينا
لا ترسلوا لي سلالا من العنب
ولا حتي سجائر شقراء
سأكون مشغولا
ولربما اجد وسط الرواق
علامة حمراء
ممنوع...