فوزية العلوي

كل النجوم تؤدي إلى الليل الا واحدة تؤدي إلى حلمي الآن الآن حصحص القلب وتنفّس كما الفجر.... وتجلى لي ما تجلّى ورأيت فيما يرى التائه الحيران بئرا معطلة وأقداحا من الخزف المحمي الذي ظمئت حوافيه وأفوافا من الزنبق البريّ وأجرانا من القمح لقوم بادت أصابعهم وتساقط الطلّ على أوهامهم فعطا نبات البيلسان...
بعض ما في الشمس لي ولا مطر الا أن نكون من الأشجار تفاحا ولا سحب إلا أن نكون الرعد ولا مواسم إلا ان تدور نوارجنا برق السلالات هنا والغيم الذي خط السهول على الصخور فأولدها صهب البيادر وحثيث أسراب القطا الفت مرابعنا فتناثرت مثل الدنانير على ساحاتنا كي تأكل القمّيح والزعرور وتبيض في طاقات...
كنت ترافق وحدتي هذا المساءْ وتؤجل الترحال عن كبدي وتطيل في عمر الرجاءْ ماذا يضير النجم لو هدهدتني ومددت في عمر الضياء دقيقة ماذا يضير الماءْ لو أن غزلان الفلاة تباطأتْ عند الغديرْ وتمشّطتْ بقرونها لو أنها من فرط غلتها لعقت دلاء العابرينْ؟ ماذا يضير الظلْ لو باغتـني وشددتني ونثرت أوصالي على...
قال سوف آتي مع الغيم أعددت كل الدلاء والمزاريب سألتها أن تغني والسهول وعدتها بالشقائق والتلات بالصنوبر الحلبي لكن الخريف مضى ولم يأت قال سوف اتي مع الشتاء فاعدي عدة الرياح كي نغني واوقدي موقد الطين سنسمر مع انهمار الغيث وسنشوي الكستناء على جمر لقيانا واروي لك ما فعل الليل بالسندباد...
‎لا شيء يسكنني غير التفاصيل المملة والرتيبة قهوة مابين سكرها ومرارة القلب اتفاق صباحي اطباق تغسل كي تتلوث من جديد اثواب اشنقها قبالة الشمس فتتحول عند المساء وطاويط محنطة زوجة البقال تهب اللبن والخبز وكل مايمضغ بوجه لا معنى له وعيناها إلى التلفاز المثبت قريبا من السقف تتابع مسلسلا تركيا ماسخا...
لسنا طيرين ولا شيء فيك يشبهني ولا نجم يخاصرك إذ تشتهيني على وجل ولا جذل يخالطك إمّا وجدت ما يدلّ علّي بقلب البيد ولست وجهي الذي إذا ما تهت يعرفني ولا شبعت من التسهيد ولا قبس يؤانسك إذا سامرتني غلسا ولا نفس من الأنفاس يأتيك على مهل ولست مثلي ولا هواك عراقي ولا من جنّة البيداء ولا في القدس مسراك...
تسألني عنك الطواويس فتتلون كفاي والشقائق فلا يبقى شباك الا ويذوب من الخجل لنخلاتك المساء الاخضر ولي حفيفهن البعيد ووعد بحلاوة الرطب. امس تدانينا فانفطر قلب المدينة وتعانقت كل الكراسي والاطفال مال بهم حجر الرصيف فتارجحوا ممسكين بذيول امهاتهم. ما للباعة بكل هذا الكرم والشاي بكل هذا الرخاء ورائحة...
نلتقي عند السكة نناقش الأسعار والكيل والميزان نشتري بوجه مقطب البرتقال والجزر والفلفل البقلوطي نشتري الحارة والسلق العربي الذي يأتي مبللا على الأكتاف من بوصفة وفوسانة القرويات الجميلات الحزينات بتن يفهمن في اقتصاد السوق وفي الخضر البيولوجية لكنهن بالكاد يجمعن ورقتين من ذوات العشر دنانير...
هم اسلموه لليل وانا أعد نهاره هم يزرعون في صدره العوسج وانا اغري الزنابق بكفيه هم يدعون الأرض كي تعاديه وانا أسر للوطن أن لا يختط رمسه خارج قلبه رجل في قلبه صفصافة وامرأتان وعند قدميه يتوالد الرمان وشجر الحناء والسرو الذي ظله كالسيف أبوابه مشرعة لقرى الطير واليعاسيب وبيته من طين لذلك تشم...
سؤال…. ستسألك امرأة ذات يوم، أحقاّ مساؤك كان رحيقا وكانت يداك كوعْد الشفاء أكنتَ هواء؟ وكنتَ كشطّ تحطّ عليه المياه ضناها إذا تعب البحر من زجره؟ أكنتَ ربيعا وكانتْ خطافًا يؤوب إلى فنن من كلامكْ وكان منامكْ كريش الطواويس حُسنا كان سلامكْ نداء الحساسين والقبّرات وكان الشتاء إذا شفّه الحزن عاد...
وأنت تستفيق من حلمك استعدّ للحلم الآتي ارسم وطنا بلا متاريس شجرا في لون فستان أمّك قرنفلة لم تقطفها يد عابث ارسم شزطيا بثياب ليست زرقاء خطاطيف تعشش في قبة جامع ولدا يخفي كجته في الغيم طفلات يحملن كتبا وزهورا علما مغسولا بالحب حيا من ورد وخزامى عمالا يبنون صروحا مشفى مفتوحا على البحر وحماما...
تخاتلني مثل نجم غريب وتسألني عن ضبابي وتربك طيري وتوغل في الوجع المستراب وتنأى زمانا وتأتي إليّ بلا أي معنى تجادلني مثل رخّ غريب لماذا إذا م وقفنا شمالا يضيع الشمال ويحتار بال ونتعب حين نروم الجنوبَ وما من جنوبِ؟ لماذا إذا مَ صمتنا تُساقط أوراقها الدّاليات وإمّا أتيتَ الى صفصفي سحرةً تراقصني...
لن يفهموك فدع كل هذا الضجيج إذن ولا تنتثر هكذا في الفراغ ولا تنتظرهم فهم قد مضوا الي جهة لا تقول تفاصيلك المفردة ؟ ولن يسمعوك فكف إذن عن غناك وحرر سماك كما تشتهيها طيورك ولا تلتفت لمداهم ولا لقراهم فلا شيئ فيهم سينمو علي راحتيك ولا نجم. من مجرتهم يضيي لك الدرب تقدم إذن ولا تنتظرهم ولا تلتفت...
ستبلى يداك بدون العبير الذي في يدي وتعشى رؤاك بدون الطيور التي قد وهبت لقلبك من مقلتي وتذوي رباك ولا يزهر النوْر فوق ذراك اذا ما هطلت بعيدا وسحت دموعي على خافقي ستصبح قفرا ولا حبق يشتهي أن يراك ولا في ثراك تميد حقول ويطلع برّ وتسأل عني نجوم السماء فلا يستجيب لصوتك غيم ويورق بدر وتبقى كما أرغن في...
كنتُ سأومض صاعدا كيما أمدّ لليلكم هذا الفتيلْ كنت سأوقد جذوة لعيونكم وأدلّكم وحدي على فجر النخيلْ كنت سأسرج في الدّياجي أصابعي وسأعتلي صهوات هاتيك الرّبى لأخبّ مهرا في فراغ الوقت وأردّكم لحقولكم تلك التي لم ترتويوما ولم تنبتْ أقاحيها العذابْ كنت سأنقش في جبين الليل أقباسا من الياقوت لحبيبة ضاعت...

هذا الملف

نصوص
329
آخر تحديث
أعلى