سأتلصص على شفتيك
أرقب وقع الكلمات
وهي تتدحرج في غنج
على طبقات صوتك الرخام
أسترق سمع
طنينها الشفاف
همسها البلوري
وهي تردد اسمي
لا داعي للكلام
دعي الهمس يردد
تراتيل العشق الناشئ
للعيون سيدتي لغة
تأبى استنطاقها المعاجم ..
.. عزيز لعمارتي ..
وضعت خارطة أحزاني
على طاولة الغياب
وخمنت كثيرا
أي حزن سأعبر بذاكرتي
لأتكرر في تاريخ الآهات الشاسع ..
لن أتطاول على الألم
سأتركه ينمو على جسدي
أحصي نجومه الذابلات
في سمائي
أفلسفه بما أملك
من هرطقة قديمة
من زخم وجودي
أربك توازناته
وهو يمتطي خيول لغتي
ليصنع لي
خريف حكي
من صلب القصائد ..
.. عزيز...
يحدث أن أحدث الصمت
المطبق على طبقات صوتي
أفك عزلة الكلمات
في داخلي
أهش بعصاي على شبح
محلق في سماء غرفة نومي
أقص له حكاية مطولة
عن أجدادنا الذي هلكوا
لتحيا الفضيلة
لعنكبوت منهمك
في التربص بشعاع
لينسج حبل ضوء
أضعه قلادة على عنقي
ربما استعمله لتقييد
خصر قصيدة تحاول الفرار
من سجن مخيلتي
قبل أن...
لا يكفي أن تقرأ
لوالت ويتمان walt Whitman
تنهم من عشب leaves of grass
لتحكم قبضتك
على مملكة الحقول
أن تشرب من فم
قنينة فودكا بكوفسكي Bukowski
لتنجب قصيدة ماجنة
المخاض عسير لو تدري
يا رفيقي ..
كما لا يكفي
أن تتسكع في شوارع مدريد أو بيروت
عاري العزيمة
تغرق روحك المعذبة
في صهاريج جوني والكر Jonny...
رحل أخي في صباح
من صباحات أواخر أكتوبر
رحل مبكرا
كي لايزعج أحد
رحل وحيدا
دون حقائب
لم يحمل معه سوى أمراضه المزمنة
وٱمال يتيمة
بان يلامس بريق الضوء عينيه
بان يرى نجمة ولو يتيمة
في سمائه الداكنة
قدماه المتورمتان
لم تسعفاه
في العدو بعيدا عن ٱلامه
تخلف عن المضي بهما لاي وجهة و للأبد
حتى جسده...
ولأن الشعر لا يكتب من فراغ
سأكتب ورأسي مسندة
على حجر المعنى
سأهدهد لغتي
على سرير الخيال
كملاك يهدهد نوم رضيع
سأسترق السمع للخفقان البدائي للكلمات
أدون تدحرجها من أعلى قمة
في القواميس القديمة
أرصد حركاتها التكتونية
لتصل إلى فمي
محملة برذاذ الورد
بلازورد المروج
بحجر الثلج
بدهشة الإصباح
ولأن الشعر...
كان من الأجدر لنا
أن نمضي على عجل
دون أن نخدش بأقدامنا سكينة الدرب
أن نوقظ سبات الليل بنحيبنا
أن نبكي طويلا موشحنا بالمواجع
نقلب ٱلامنا على نار هادئة
ليستقيم اللحن على سلم ٱهاتنا
كان من الأجدر لنا
أن نستسلم لليأس المقدس
نراجع كناش العابرين
نرقص على جمر أيامنا
بساق واحدة
كقراصنة فقدوا...
من طينتك خلقت
من صلصال العطر
من خلطة الحناء
وماء الورد
أنقشيني وشم عشق
على جسدك
رددي تراتيلي
للطير للفراشات
حتى ينبت العشب
في فمي
تسيح أنهار
من جبيني
رجاء امزجي ماءك بطيني
عبقا من جسم الحب صيري
اصنعي ماشئت بي
إلى صدر القصيدة ضميني ..
.. عزيز لعمارتي ..
قلبي سفينة
وموج عينيك يحميها
جراحي لك معلنة
بالله عليك
كيف أخفيها
أداري في الهوى
ما ليس يدارى
وخفقة خانت نبضي
دقت باب القلب
كيف أواريها
وبسمة خانت ثغرك
وأشرقت في وجهي
بالله عليك كيف تداريها ..
.. عزيز لعمارتي ..
لا شك أنني
في حياة أخرى
وبوجه غير هذا الذي أحمله
ولا بنفس هذا الجسد
الذي يحمل تعبي
كنت لربما وبدون أدنى ريب
سأصير لاعبا مشهورا
هدافا شرسا
يحب معانقة الشباك
أو حارسا عملاقا
لو لم تمري
بمحاذاة ملعب الحي
لو لم تصوبي
في اتجاهي سهام كيوبيد
أعترف وبكل سذاجة
أنني فقدت اثرها أصول اللعب
قوانين الجاذبية...
يشتعل الغناء
في حلقي
تزقزق روحي المترفة
على لحنك
تتراقص ملامحك
في داخلي
ترسم وجهك الصبوح
يملأ بالضوء كأسي
أناشد الحرف العصيب
لأكتبك لحنا سرمديا
أنثرك عطرا
على حقول العشق
فراشات تبحث
عن مكامن الضوء
لتستحم بالربيع
في داخلي
كيف أسبح بكلماتي
على بحر الشوق
أغرق في هواك مرتين
أشرب من شفتيك
ولا أرتوي...
يحدث أن افتح نوافذ أفكاري
على مصراعيها
ليتجدد صبيب الذاكرة
افتح صنبور الكلمات رقراقا
لتتدفق الفصاحة
أو أن أقفله تماما
كمن يصاب بإغماءة مباغثة
ويختزل موته في جملة ناقصة
أعترف بصراحة فادحة
أن كل حروبي الطاحنة
مع نفسي البريئة خسرتها
بل خسرت آخر رهان
أو لنقل على الأحرى
معركة صغيرة ودية
أن لا أشرب...
كلما تسلقت
اعمدة القصيدة
دب نمل أحمر بين أصابعي
تورمت قدماي
وأنا أبحث عني
في شح المتن
كل استعاراتي تحنطت بالغياب
سافرت إلى حيث رسوت بتعبي
ذات نظم في جرح النص
لغتي مصيدة وأنا الكمين النافق
في خندق الكلمات
كل العبارات التي استقيتها
من قاموس الرحيل
لم تعد تشبع سفري
تشيعني حبرا
وأنا أنزف على خاصرة...
أنفض عن جسدي
بقايا دمي
أقتل الفكرة الأخيرة
تلك التي تناوشني
بصباحات مشلولة
أتقمص دور
جلاد ومشنقة
حبل و مقصلة
أشنق أفكاري النيرة
عند أول فجر
أذبح جسدي المشلول
أنسف شراييني
أتبرع بأعضائي المبتورة
لدمية بنوكيو
هي على الأقل
خرقت حاجز الصمت
إلى الكلام
وببقايا أعضائي
سألوح في وجه الريح
ليصلب حلمي...