أنس الرشيد

في كُلِّ ليلةٍ وأنا على السريرِ -أثناء اليَقظةِ الكاملةِ التي تسبق النوم- أتلو هذا الوِرد: [مَنِ المُتَغرِّب عَن الآخَر: أأنتَ أم الحَياة؟ وإن رأيتَ نفسَكَ في المِرآةِ، فمَاذا تَرى؟ أتَرى غَريبًا في الحَياةِ، أم حياةَ غريب؟ ها أنتَ تَركضُ لاهثًا إلى المِرآةِ كُلَّ سَاعةٍ؛ لتَرى ما الجديد الذي...
في يوم تكريمكِ، -يومِ الحفلِ الذي فاز به كتابُكِ الذي عِشتُ معكِ فيه خطوةً بخطوة- كنتُ قائمًا وراءك، وأقتربُ منكِ؛ كي أنظر لعينيكِ وهما تبرقان، من فَرطِ إبداعكِ...! ولا أنسى ساعاتِ الكتابة، ساعاتٍ كنتُ فيها أنظر إلى الكلمات وهي تنتظر بجوارِ قلمِك، تتسابق إلى أوراقكِ، كأنَّه مشهد راقص بين حبيبةٍ...
بدأت الخُطواتُ في ذلك المقهى -المعزول عن صخب المدينة- ربيعَ ٢٠١١م، حيث كنتُ أُطِلُّ على نافورةِ القسمِ الغَربي منه، جالسًا بزاويتها أكتبُ مساراتِ شخصياتِ نَصّي العَصِيّ على النسيانِ والاكتمال (كتاتيب أكاديمي)...؛ وكنتُ -آنذاك- أناظِر في نَقدِ الخطابِ الدينيّ مع شِلَلٍ مشلولةِ الواقعِ...
ها نحن نستقبل تشرينَ مرةً أخرى يا حبيبتي، هل تَذكرينَ الأولَ من تشرين عام ٢٠١٢م في عَمًّان؟ كانت الأرضُ تَتَفتَّق والسماءُ تتشقَّق؛ لتستقبِلَ حُبنا...؛ أمسكنا الشَّمسيةَ وتكوَّمنا كجسدٍ واحدٍ، فالتصقَ العِشق ُ بنا...! قلتِ ضاحكةً: هي الآنَ مَطريّة وليست شمسيّة...!! فقلتُ: وهي على مَرِّ الأزمان...
لنهاياتِ أيلول شُعور غامضٌ حزينٌ يتطلع للسعادة...!؛ في يوم ٢٨، أيلول، ٢٠١٣م أمسكتُ بدفتري الصغير تحت ضوءٍ ضعيفٍ في طعسٍ هزيلٍ من طعوسِ ثمامةِ الرياض، وكتبتُ بلا وعي سطرًا قصيرًا: "أيلول يا مبدأ التدوين". شعور ذلك اليوم أخفى أشياءَ وأظهر أشياء: أظهر جنازةَ حياتي السابقة تتحرك أمامي من تحتِ...
(١) هُنَا... فِي المَقهَى: امرأةٌ على فُوَّهَةِ العِشقِ، صيَّرتنا مَهدييّن على أُهبَةِ الانتظار؛ لأنّا هزمنا بنادقَ الزمان، ودخلنا روضةَ الخيال. (٢) وهناك...؛ في الحُلمِ: سَماؤها ورديةٌ في الفَجرِ، تَضحكُ للضُحَى. برتقاليةٌ في المَساء، تُمشِّط شَعرَها، تَقرأ شِعرها. تتفتّح الأزهار لانتظارها. (3)...
فِي مَقهَىً صَغيْرٍ، لَم يتَّسِع لِخَطواتِها...؛ نادتِ النادلَ مِن خَلفِ الزجَاجِ...! لم يَنتَبِه لهَا...؛ فأشَارَت بالمَدى، كأنَّها تَدعونِي..؛ أو.. هَكَذا تَمنَّى مَداي. خرجتُ إليها...؛ قلتُ: هل طلبتِينِي؟ نظرَت إلَيَّ بأعينٍ حِداد؛ كأنَّها مَلَكُ المَوتِ، مُتَعجّبًا من بَقائِي حَيًّا...
همسات إلى (مها الرشيد) بعد عَامٍ من موتها. هَمسةٌ أولى: قيل يا مها إنَّ اللهَ وضعَ أسرارَه في أعماقِ المحيطات منذ ملايين السنين، وكلما خرجَ كائنٌ حيّ من الماءِ إلى اليابسة خرج معه سر...!، وليس للإنسانِ كي يَكشِفَ السِرَّ إلا أن يَغوصَ في أعماقِ تاريخِ قلبِه العتيق، ذلك الذي عاشَ حيواتًا...
1- ابتداءً لابدَّ من إيضاح أنَّ هذا المكتوب تحقيقٌ لمخطوطةٍ كُتبت عام 1970م، لأحدِ أفرادِ القرية التي أنتمي إليها، وهو حين غادر وعيُه إلى حيث لا أدري، تركَ أشياءَه في صندوقٍ بُني قديم. لم أجد من هذه المشاهد إلا ما هو مُدوّن هنا، ومازلتُ أبحث عن أوراقٍ تُكملها أو تُضيف عليها. وقد أنشر لاحقًا...
مع كل خطوةٍ؛ من خطواته؛ تاريخٌ من عرقٍ تصبّبَ في (ثلاثين) كوبًا؛ هي زمنُ الصراعِ الطويلِ بينه وبين مَن يرقد في الغرفة (٣٠). (ثلاثون) خطوة من باب المستشفى، حتى غرفة الموت. .. في الخطوةِ الأولى: رأى كلُّ مَنْ بالمشفى رِمشَه يَسَّاقَط من وميضِ الوجع. وفي الثلاثين: دخلَ الغرفةَ؛ ليبحث عن رموشِ...
قالت له بعنف: .قِف. رَدِّد ورائِي: - "أقسِمُ باللهِ العظيمِ، أن أقولَ الحَقَّ، ولا شَيءَ غَيْرَ الحَق". - أُقسِم باللهِ العَليّ، أنَّي: أنا (الموقع أدناه) ليْسَ لِي دَورٌ فِي مَا سَأقُوله، إلًّا: أنَّ المَجازَ أيقظنِي مِن سُباتيَ المَجازِيَّ؛ لأكتُبَ هذهِ الحقيقة...
أُذيع جزءٌ من لقاءٍ هامشي لميشيل فوكو، مع التلفزيون الهولندي، في خريف 1971، لقاء مُعد بصفته مقدمةً للّقاءِ المركزي (مناظرة فوكو وتشومسكي)؛ بهدف أن يُعرِّف فوكو بـ (ذاته)، وأفكاره. ولأنَّ فعلَ النار -هنا- جزءٌ من تمثلات الخطاب المؤسسي، فلم يبقَ من اللقاءِ إلا جزء بمقدار ربع الساعة، أي أننا أمام...
يعودُ بصري حديدًا حين يرُفع عني غطاء الفكرة المتجولة بلا نص، من خلال السخرية الفوكويّة، تلك الاستراتيجية التي لم يفصح عنها ميشيل فوكو؛ بل هي تأمل في السيرة القصدية -وهذا مفهوم أقوله هربًا من ثنائية الذاتية والموضوعية- ورصدًا لهروب فوكو من التمركز. من هنا تأخذ السخرية، لنفسها معنى جديدًا. أي أنها...
دَيرُ الراهبات ...، نَزلَ فُجْأةً مِن السماءِ إلى الأرضِ...؛ خَلقهُ الله بيديه...، وتجلّى بجلالِ إحداهُنَّ التي ترى كل ليلة في المنام صورةَ شابٍّ على هيئة المسيح، لكنه يُشبه موسى ومحمدا، فتقومُ مفزوعة...! . .. لا تدري كيفَ رأتْهُ على هيئةِ يَسوع، وكيف هو يشبه محمدًا وموسى...! .. حتّى تلقّت...
في عام 1402/ 1982...؛ قَدّمَ الموسيقار السعودي جميل محمود برنامجَ (وتر وسمر)...؛ امتدت الحلقاتُ؛ لتجمَع التراثَ فوقَ التراث، حتى تَبيْنَ خيوطُ الجمالِ من خيوطِ الضباب...، وحتى تَبيْنَ حجارةٌ تَحِنُّ إلى الجبلِ، مِن مدفعيةٍ تحنّ إلى ماوراء البشر. وحتى يَرقُص الذين حَنّوا الى الوتر...! . في إحدى...

هذا الملف

نصوص
59
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى