عبد الحميد الديب

عبدالحميد الديب
عبدالحميد السيد الديب.
ولد في قرية كمشيش (محافظة المنوفية - جنوبي الدلتا المصرية)، ( 1898م)
وتوفي بالقاهرة، وثوى جثمانه في مسقط رأسه. ( 1943 م)
حفظ القرآن الكريم في كتّاب القرية، فتأهل للالتحاق بالتعليم الديني (الأزهري)، ثم انتسب إلى معهد الإسكندرية الديني وهو في مطلع العقد الثاني من عمره، ثم سافر إلى القاهرة فالتحق بالأزهر (1920)º ولكنه ما لبث أن عدل عنه إلى مدرسة دار العلوم ليظفر بالمكافأة الشهرية التي تمنحها لطلابها. لم يُتم دراسته بدار العلوم لما درج عليه من إهمال دروسها وإيثار القراءة الحرة في دار الكتب.
عمل في مهن خشنة في زمن مبكر من صباه وذلك لفقر أسرته، فاشتغل «صبي جزار»، حين كان يدرس في كتّاب القرية، وعمل مدرسًا بالمدارس الأهلية حين كان يدرس في دار العلوم.
كان به ميل إلى حياة التصعلك والضياع، فلم يحتفظ لنفسه بعمل ولم يحرص على مصدر للرزق، بقدر ما أدمن التجول في مقاهي القاهرة وشوارعها، وتعوّد الاتكاء على أصدقائه في تدبير معايشه. ثم كان إدمانه المخدرات منعطفًا إلى النهاية المحتومَة، إذ جرب السجن ودخل مستشفى الأمراض العصبية،
عمل مصححًا لغويًا في إحدى المجلات بأجر زهيد، ورقّ له قلب وزير محب للأدب فعينه في وظيفة (على أدنى درجات التوظف: التاسعة) بوزارة الشؤون الاجتماعية، وكان ذلك في أواخر عام 1942، فلم يذق جدوى الوظيفة غير أشهر قلائل.
كان يعرض موهبته (الشعرية) لخدمة من يؤجره من رجال الأحزاب المتناحرة، فبدأ بحزب «الوفد»، ثم انتقل إلى حزب «مصر الفتاة» فاتخذ منه الحزب بوقًا يدافع عن مبادئه ويروّج له، في مقابل توفير المأوى له، غير أن الحزب نبذه وقطع المعونة عنه لما رأى من تقلبه.
الإنتاج الشعري:
- «ديوان عبدالحميد الديب» - شاعر البؤس - تحقيق ودراسة محمد رضوان - مراجعة وتقديم فاروق شوشة - المجلس الأعلى للثقافة - القاهرة 2000 .
الأعمال الأخرى:
- تضمّن الديوان في طبعته المشار إليها بعض القطع النثرية التي كتبها الشاعر عامي 1940 و 1941 تحت عنوان «خواطري» - وهي تأملات ذاتية تكشف عناوينها عن محتواها: شاعر البؤس، يوم من أيام الجنة، الخمر والشعر، أنا وأمير الشعراء، أنا وزوجتي، الشعر والنظم، نقد شاعر لشاعر، السماجة والجسارة، في حضرة الخديو.
ديوان هذا الشاعر تعبير صاخب وصادق عن حياة بائسة معدمة، يغلب على قصائده ضيق الصدر بالحياة، والتبرم بها، والتمرد عليها، بل رفضها، يصرّح ولا يكني
أو يرمز إلى فقره وما يعاني من ذل ونكران يتجرعه من مجتمعه في المدينة الكبيرة، سجل قلمه هجاء مفحشًا لا يقبل الذوق نشره، مع هذا لا تملك غير الدهشة المعجبة بالطاقة الشريرة التي تدفعه وتلوّن إقذاعه. أما الوجه الآخر الوطني والإنساني فإنه لا يقل إثارة للدهشة والإعجاب، فقد هاجم الاحتلال البريطاني، ونقد رجال السياسة كما نقد الطبقات الاجتماعية، كما لم يخل ديوانه من شعر الدعابة والملح. جدد في القافية أحيانًا.
أطلق عليه في حياته (وألصق به اللقب بعد مماته): «شاعر البؤس»، لم ينازعه شاعر حديث فيه. وقد أطلقت محافظة القاهرة اسمه على شارع في حيّ «شبرا».
مصادر الدراسة:
1 - رجاء النقاش: عباقرة ومجانين - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1998 .
2 - طاهر أبوفاشا: الذين أدركتهم حرفة الأدب - دار الشروق - القاهرة 1981.
3 - عبدالرحمن عثمان: الشاعر البائس عبدالحميد الديب - مكتبة دار العروبة - القاهرة (د.ت).
4 - محمد رضوان: مأساة شاعر البؤس عبدالحميد الديب - دار الهلال - القاهرة 1976 .
: فيلسوف الصعاليك - مركز الراية - القاهرة 1999 .
أعلى