فى عام 1975 كان الفيتوري احد أهم شعراء المربد ,ذهبنا إليه حسن الطاهر زروق , وعوض برير , ومحمد عبد الجواد يرحمهم الله فى فندق الرشيد وسط العاصمة بغداد , كان لفيف من الشعراء قادمون من كل إنحاء العالم العربي موزعون على طاولات الفندق الفخيمة بأبسطها الخضراء وجدرانها المحلاة بصورة ضخمة لصدام حسين...
قصيدة للفيتوري بعد نكسة 67
"قوافلٌ يا سيدي قلوبنا إليكْ
تحجُّ كلّ عام
هياكلٌ مثقلةٌ بالوجدِ والهيامْ
تقرئكَ السَّلامْ
يا سيّدي
عليك أفضلُ السلامْ
***
على الرفاتِ النبويِّ كلّ ذرةٍ عمود من ضِياءْ
منتصبٌ من قبة الضريح
حتى قبة السماء
على المهابة التي
تخفض دون قدرك الجباهْ
راسمةً على مدار الأفق...
أيها السائق
رفقا بالخيول المتعبة!
قف..
فقد أدمى حديد السرج لحم الرقبةْ
قف..
فإن الدرب في ناظرة الخيل اشتبه"
هكذا كان يغني الموت حول العربةْ
وهي تهوى تحت أمطار الدجى مضطربةْ!
******
غير أن السائق الأسود ذا الوجه النحيل
جذب المعطف في يأس
على الوجه العليل..
ورمى الدرب بما يشبه أنوار الأفول
ثم غنى...
في زمن الغربة والإرتحال تأخذني منك وتعدو الظلال
وأنت عشقي
حيث لا عشق يا سودان
إلاّ النسور الجبال
يا شرفة التاريخ
يا راية منسوجةً
من شموخ النساء
وكبرياء الرجال
***
لمن تُرى أعزف أغنيّتي
ساعة لا مقياس إلاّ الكمال
إن لم تكن أنت الجمال
الذي يملأ كأسي فيفيض الجمال
***
فداً لعينيك الدماء
التي خطّت على...
لولا حيائي منك ، لولا خشيتي
لقلت لك :
السم في كأسك ، والخنجر في العباءة
يا أيها الجالس خلف الحجرة المضاءة
على جلالك السلام
.. وأومأ الامير للسياف : يا غلام
اطح براسه
وضاع الصوت في الزحام
واعجبا يا سيدي
كأنما أغوص في حلم من الأحلام
فانني كنت نصحت مذ ألف عام
متوجا مثلك
- مأعدله وأعدلك !
لكنه اذدرى...
يَمُرُّ غَيْركَ فِيهَا مُحْتضرُ
لا برق يخطف عينيه ولا مطر
وأنت.. لا أسألأُ التاريخ عن هرمٍ
في ظلِّه قمم التاريخ تنتظر
عن عاشق في الذُّرى..
لم تكتمل أبداً
إلا على صدره الآيات والسور
عن الذي كان عصرا شامخا
ويدداً تشد عصرا اليها
وهو ينحدر
يمر غيرك
بعض العابريت على بطونهم
يثقلون الأرض إن عبروا
كمثل...
دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استيحاء
والغافل من ظنّ الأشياء
هي الأشياء!
تاج السلطان الغاشم تفاحه
تتأرجح أعلى سارية الساحة
تاج الصوفي يضيء
على سجادة قش
صدقني يا ياقوت العرش
أن الموتى ليسوا هم
هاتيك الموتى
والراحة ليست
هاتيك الراحة
* * *...
وقفت.. والشمس ملقاة على كتفي = وبيرق الشعر في عينيّ غير خفي
وعاصف يكنس التاريخ فهو دمىً = مستوحشات.. وغيلان من الخزف
وساحرات..يغربلن الفراغ وقد = تناسخ الموت في الاشباح والنطف
وكان موج الرجال الراقصين على = حرائق العصر ممتدا على الجرف
وكنت اركض في حلمي اليك وبي = اليك ما بيَ من شوق ومن ..شغف...
أصبح الصبح
ولا السجن ولا السجان باقي
واذا الفجر جناحان يرفان عليك
واذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي
والذي شد وثاقا لوثاق
والذي بعثرنا في كل وادي
فرحة نابعة من كل قلب يابلادي
*****
أصبح الصبح
وها نحن مع النور التقينا
التقى جيل البطولات
بجيل التضحيات...