رضا أحمد

ﻟﻮ ﺃﻧﻚ ازْدَدْتَ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﻌﻮﻱ ﻟﻴﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ؟ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﻠﻖ ﻻ ﻳﺜﻖ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻣﺰﻻﺟﻪ، ﻭﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺸﺮ ﻋﻦ جلدهِ ﺻﺮﻳﺮَ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ. ﺑﺎﻷﻣﺲ التهمَتْ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓُ ﺷِﻌَﺎﺏَ ﺟﺴﺪﻱ؛ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺗﻠﻚ ﺍلأﻳﻘﻮﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺮﺑﻞ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺩﺭﻛﺘﻚ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔُ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ. ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻳﻤﺘﺪّ ﺃﻣﺎﻣﻚّ، ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺟﺜﺚٌ ﻣﻠﻔﻮﻓﺔ...
ليلة أمس أحصيت خطوات كانت تلزمني لأهرب من البيت وكذلك التي عليّ محوها لأعود إليه، دون مراقبة مساري النهائي توقفت عن العد لسرد حكايات من قابلوني في طريقي، كنت أدون أخطائي وأطمئن نفسي أنه لا خطر سيدوم؛ تحتي أرض مرصوفة بالحصى والرماد والنسيان. بمزيد من الاعتياد بدأت صنع وجبات رديئة تعينني على قضاء...
ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ. تاركة ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ النافذة، كعادتي؛ ﺟﻠﺴﺖُ أترقب شفتيك وأنا ﺃعيد قراءة نبضك بشيء من التردد في حضرة النوم. الخوف يدهس قلبي كلما أمسكت بنا أطراف الليل، ابتسامتك لا تطمئنني؛ الموت ينهض مبكرا يريح ظهره على أول أشعة الشمس ويسير معها خطوة بخطوة. ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺑﺪﺃ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ...
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻱ ﺷﻤﻌﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖٌ ﻃﻮﻳﻞٌ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻱّ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺼﻨﺪﻭﻕ ﺗﺒﺮﻋﺎﺕ ﻟﻠﻤﻮﺗﻰ، ﻻ ﺗﻌﺠﺒﻨﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﺍﻟﻄﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﻤﺔ؛ ﺳﺄﻣﻮﺕ ﻭﻣﺮﺁﺗﻲ ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﻲ تابوتي ﺍﻟﻼﻣﻊ ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻑ ﺑﺎﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ. ﻟﻦ ﺃﻣﻮﺕ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﺤﺎﺗﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﺟﺴﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺤﻲ، ﺃﺧﺸﻰ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﺘﺖ ﻭﺟﻬﻲ...
إلى جواري ليل نائم يشاركني سريري، أمسح عن عينيه كوابيسه وأبكي دون أن أعرف ﻛﻴﻒ ﺃﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ عجينة قلبي الرطبة؛ ﻳﻠﺘﺼﻖ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﺣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻓﻲ غرفتي ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ؟ ﺃﺻﻌﺪُ ﺭﻫﺎﻧﺎﺕٍ ﺧﺎﺳﺮﺓٍ مع النوم، ﺃﺣﺰﺭ ﺃﻳﻦ ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ في كل مرة وﻗﻄﻌﺎﻥ ﻣﻦ النجوم ﺗﺴﻴﺮ ﺣﻮﻟﻲ، ﻓﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ يندف غبارها ﻓﻮق رأسي؛...
تطمئنكَ ﺍﻟﻌﺮّﺍﻓﺔ: ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻚَ، ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﺑﻊ ﻛﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ، ﺣﺎﻓﻴﺔ، ﺗﻀﻊ ﻗﺼﻴﺪﺗﻚ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ، ﻭﺧﺎﺗﻤﻚ ﺍﻷﺭﺟﻮﺍﻧﻲّ ﻓﻲ ﺣﻤّﺎﻟﺔ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ. ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ تلعق ﺷﻔﺘﻴﻚَ؛ ﻓﺘﻨﺴﻰ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺪﺃ وخيبة ﺍﻟﻘﺒﻼﺕ. ﺳﺘﻘﻒُ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﺗﺒﺎﻫﻲ ﺭﻓﺎﻗﻚَ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺣﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺩوّاﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻭﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻳﺘﺒﺨّﺮ ﺧﺠﻞُ...
ورغم حمله الغبار سأكتب للهواء الذي يقفز مرتجلا أحبال الغسيل ويجهض سعال جارنا المحتج. للغراب الأحمق الذي يظن نفسه ديكا وينعق قبل الفجر بقليل وصوتي يسقط صافيا من ثقوب الستائر ويقرأ لطيورنا قصيدة الصباح. سأكتب لضحكة جارتنا المعجونة بماء الورد التي تتحاشى البلل الواضح في كافولة صغيرها وتطير إلى...
ولدتُ في السابع عشرَ من مارس، لم أخطط مطلقا لهذا؛ أمي لم يكن يعنيها انتظارُ الغرباء ووالدي لم يحتط ليتركني آمنة في سلَّة ظهره. كان الحبُّ هادرًا وقتها، شابًا، قادرًا على العدو أمامنا، ولم يكن شارعُنا ثكنة أسمنتية خالية من سخف الأشجار وانفلات الزهر. سقطتُ من رحم السماء في حجر أمي، ولم تمنحها...
كيف يمكن لكلمة أن تمحو أصابعك؟ متى حدث أن اختفى عقلك في حب ما؟ لماذا يؤذيك شروق الشمس وأنت خلف بندقية أو مدرعة؟ هل استمتعت جيدا بمطاردة الخوف؟ أين بدأت أعراض ألزهايمر تصيبك بعد أن فقدت قلبك مباشرة أم قبل أن تخترق الغمامة التي تربيها في رأسك منام الرجل الملقى قبالتك في صالون العزاء؟ حسبتك فريسة...

هذا الملف

نصوص
174
آخر تحديث
أعلى