رضا أحمد

قبل أن يودعونا تفاهموا تماما مع الحزن؛ تركوا ملامحنا خارج الذاكرة تحرثها مخالب الوقت فطر أبيض نما شفقة غامضة تخنقها تجاعيد وصدأ أصاب مكابح القلب. مِمَّ صنعت الكدمات؟ من قبضة خائفة وخطة جيدة وأصابع على امتداد حيرتك وجدت فيك الأحمق المناسب لتلقي الصفعة بمحبة. أعلم أننا لو اجتمعنا في جنازة تعارف...
نجمة قفزت من الطابق السابع فضحكت الفوانيس مَن ذا الذي يقود الجراء إلى بركة التماسيح؟ نجمة قصدت شرفتكَ لا قصدت صورتك المنسية في رف الكومودينو ألم مشبوه جاء بها وقبلات تتكاثر في فمك جعلتك تستمع إليها بصبر، حكة في عظامك تمزق غبش الحنين في صدرك ودمع يؤنس اسمها البعيد عن لسانك، أنت وحيد والباب مغلق...
حين تبدأ بتذكر أول كدمة في ركبتك ستدرك أن الطّين كله ينتمي إلى الأرض والدم فرصة سيّئة للتعارف وتبادل الذّكريات. الكدمة أرشيفك عتبتك والنص السيئ الذي تقرأه بحب، جسدك نشيدها قاوم الأغصان المكسورة تواصل النموّ والتحليق وغدا سوف تتعلم الخوف والحذر. تركت لها سذاجتك وفراشك، كان يجدر بكَ اجتياز الخطر...
قبل أن يودعونا تفاهموا تماما مع الحزن؛ تركوا ملامحنا خارج الذاكرة تحرثها مخالب الوقت فطر أبيض نما شفقة غامضة تخنقها تجاعيد وصدأ أصاب مكابح القلب. مما صنعت الكدمات؟ من قبضة خائفة وخطة جيدة وأصابع على امتداد حيرتك وجدت فيك الأحمق المناسب لتلقي الصفعة بمحبة. أعلم أننا لو اجتمعنا في جنازة تعارف...
يقول المجنون: أنا الرجل الذي يبتسم لكل جدار لا يجد ظله عليه. ٢- يطمئن الفيلسوف وجهه في المرآة: لقد رأيت كل شيء إلا حقيقة كونك أبله يعد رأس العالم لجريمة. ٣- "أمي دعتني لوليمة على شرفها هذه الليلة" يخبر التمساح رفاقه أنه اضطّر إلى أكلها مرغمًا؛ لأنها كانت تبكي إخوته الصغار. ٤- لست ﺑﺎئسًا جدًا...
كم هي مربكة محنة الليل؛ أفتح حواسّي على آخرها وأستعيد تجربة كوني مشعّةً بعيدةً ووحيدةً! 1- أدرك أنني أصف حياتي على نحو عادل؛ أدفن وجهي تحت صفحة بيضاء وأدع كل امرأة ضجرة تطلب من رجلها أن يشتري لها هذه المأساة. ذاكرتي السّخيفة حملها مَلاك إلى السّماء في أجندة؛ والرب يعيد قراءة ما أكتبه ويحاسبني...
يومًا ما سيجلسُ ظلكَ في المقعد المجاور وعبثا تحاولان سرد قصتك كاملة؛ سيحشو معطفك بالضوء وأنت تبكين ذاكرتك التي يأكلها الليل. هذا التمثال ليس محطمًا؛ الأطفال يقذفونه بالطوب، البلدية لا تعتني به لأنه ينحني كل صباح ليقطف لكِ زهرة حين تمرين. لستِ واهنة الآن؛ ﺃنتِ فقط تستيقظين صباحًا وتخشين أن يخمش...
غارقًا في جريمته يتلفت ظلها قلقًا، وهي تخفي حبتي مشمش تنفلتان من فستانها الحريري. هذه المراهقة التي أوقفوها، مراتٍ بتهمة تبديد أخلاق الرجال. تصحو، ملاءتها ترفل خلفها كجناحين، وعلى مرمى البصر ترى الناس تترنح كأجولةٍ بيضاءَ مثخنةٍ بالجروح. هي عاشقة؛ تجوب نصف الحقل مرتين في اليوم لتعطي حبيبها...
على سور المدرسة الابتدائية؛ كبر النهر بعروق رمادية وظهر محدودب لم يبتسم حتى إحالته إلى التقاعد كان لديه دموعه الموروثة وحجّة غيابه المقنعة، هنا... لا يمكنه الاستياء فحسب؛ الغضب ببساطة أن تستكين يدُكَ في جيب جلبابكَ وتنبح أمام بيتك في محاولة لإضفاء الجدية ولو لمرة واحدة على جوعك. على سور المدرسة...
لا يمكنني التخلص من الحنين هذه مملكتي ضحكتي اليابسة وتفاحة لم يلتفت إليها غيري، عائدة إلى جداره ألحس ظلي وخيباتي، عائدة من دموع غربتي أشبه رصاصة أرتقت شجرة وتركت يقظة المنافي للعصافير، مطرقة على مفاتيح بيانو كل الأنغام التي تعرفها تتبادل السباب حول خيط دماء، وأشبه كل البدايات صحن كلام حلو لا...
البندقية ذراعك الثالثة ابنة عمك التي تستعين بها على الغرباء وآخر إوزّة فوق سطوح أمكَ ستكسر عنقها إكرامًا لك حين تأخذ ثأرك فيما تشيّعكَ إلى منفاك الطويل بملابس العرس، أنقلب الأمس ضدك تركت حياتك تتعفن أسفل ساعة الحائط ولم تقل لي لِمَ لا تبتسم العقارب عند الثامنة والثلث؟ ذهبت الأسطر التي تفيض سعادة...
أعرف الحياة، بجمالها وهشاشتها؛ وردة في مزهرية تتنكر لسجنها ويفزعها صوت المقص البعيد، رحيقها هو اللدغة الوحيدة التي توقظها في الذاكرة وفي طيات الكتب، على رأس المقابر والمواكب وفي صدور العوانس والأميرات... أعرف كذلك الحواس؛ الشوك النفيس الذي عبر بالورود إلى الموت. * بيد مبتورة رسم أبي لبذوره...
أقيم في القاهرةِ البعيدةِ عن خط الاستواء وليست بمنأى عن الرحيل إلى القطب الشماليّ، البعيدةُ عن الكعبةِ وبيت لحم؛ أكشاك الكهرباء المرخصة التي تطارد الفارين من الظلام وكشارة على مكانها هذا الوميض السحري لابتسامة عجوز يغمر التردُّد العالي لأنفاس الصبايا في فراش الرغبة. البعيدةُ عن الحروب المستأنسة...
أمي أخبرتني عن صرختي الأولى عن سيل قصدير تدفّق من رحمها، دلقت عليه القابلة الماءَ والدعاء رقى البخور وبعض التوابل؛ أَلَمْ تكن هذه خطة الرب في إيقافي لأكون فتاة مطيعة حقا؟ فكرت فيما آل إليه الهدهد بكل هذا التاريخ من الولاء والخوف؛ هو الذي قضم من حلاوة الشمس وجه امرأة حقيقية خصّته بالمعرفة، بخطوة...
صورتك تشبه رغباتي ناعمة وشرسة، قاتلة ربما ومحايدة... أنفك رأس سهم عالق فوق زهرة صامتة وعيناك باردتان؛ تتعقبان خروج روبوت من شرنقة إلى سيرة الضوء الأولى ومحنة حطاب جلب الطمأنينة إلى شجرة عائلته. * أصلي أحيانا لتكون صورتنا الحديثة معا قريبة من نافورة لكيوبيد وبعيدة عن طوابير أشجار مستأنسة تتمسح...

هذا الملف

نصوص
162
آخر تحديث
أعلى