الفراغُ يملؤُ جنبات المكان، لا أحد يستقصي خبر الرَّجُل المُمدَّد على الرِّمال تحت ظلِّ النَّخلة السَّامقة، لا شئ يلفت الأنظار سوى ناقةٍ شاردةٍ عن مرابض الحيِّ في جوفِ بيداء مقفرة، وشمسٍ شرُفت على الإرتماء بين أحضان المغيب لتتوارى خلف الكثبان الرَّمليَّة بعد يومٍ حارٍّ حافلٍ بالسَّأم، يسمعُ...
لاحت في الأفق تباشير الصباح تنساب من بين شعاب مكة المأهولة بالخواء، وأقبلت الشمس تداعب أصنام الكعبة في تزلف، وبدأت أيادي القيض تحكم قبضتها على أحياء قريش المتجاورة بمحاذاة الكعبة.
جاء من أقصى القرية رجل يسعى يضرب في الأرض على قدميه، تسحب خطاه في تثاقل...
لاحت في الأفق تباشير الصباح تنساب من بين شعاب مكة المؤهولة بالخواء، وأقبلت الشمس تداعب أصنام الكعبة في تزلف، وبدأت أيادي القيض تحكم قبضتها على أحياء قريش المتجاورة بمحاذاة الكعبة.
جاء من أقصى القرية رجل يسعى يضرب في الأرض على قدميه، تسحب خطاه في تثاقل...
لا أدري لماذا كلَّما أقبل عيد الأضحى بكلِّ ما يحمل تحت جناحيه من طقوسٍ، ورمزيةٍ في المخيال الإسلامي، إلَّا ولاح طيفُ الجعد بن درهم أمام عيني كأنِّي ألمحه، وقد تلَّه للجبين خالد القسري عنوةً أمام الملأ، وصاح بهم في أوَّل يوم من أيام عيد الأضحى، وهو يخطب خطبة العيد:
"أيها الناس ضحُّوا تقبل الله...
هُناك فوق سطح داره
(عثمانُ) واقفٌ بلا جندٍ، ولا حرسْ
يرى في غير ما مقدرةٍ على الرُّؤيا أنَّهُ توَّا خلع القميص
يبكي على كتفِ الله، ويسألهُ:
ألست أنت الَّذي قمَّصني القميص ؟!
ألست أنت الَّذي أوحى إلى شيطاني أن يخوض البحر بالفرسْ ؟!
لمن تتركني إذا، وقد دقَّ الجرسْ ؟!
(عثمان) مشدود الوثاق إلى جذع...