فتحي مهذب

يوما ما سيطردونك من السجن من الظلمة التي تلتهم عظامك من الأماكن الهرمة من روائح الساعات النافقة من بطش الكلمات سيئة السمعة من البقاء معلقا على حبل الأسئلة الحرجة يطلقون سراح حواسك من غيوم النوستالجيا ستحاول نسيان خشخشة مفاتيح السجان الثعالب التي تطل من عينيه الغابيتين حركاته الغامضة وابتسامته...
فعلا أنا مجنون شلخت جبهة قديس بمطرقة. إختلست خبزه ونبيذه.. جرنه المليء بماء المتناقضات.. مزقت روحه القرمة بمخالبي.. بلت أمام كنيسة مثل أرنب مسن.. أمام قساوسة يبيعون تذاكر مزيفة. قذفت قائد الأوركسترا بالحجارة. باركت غريبا يستمني. يبدو مثل ثور مكسور الخاطر.. رغم ذلك لم يطردني ابن الانسان. ***...
لم يعد ثمة متسع من الضوء الغيوم تتساقط من عيون المارة المنكسرين (الدموع من عنق الحصان)** الأجنحة في سلال السهو الجسر مليء بالنجوم وخيول اللامبالاة سيعبرون وتبقى زهرة الأقحوان السماء قنبلة زرقاء تضحك بندقية الغول في الهاوية تنضج لكمات الحضور الذهني في حلبة الرماد تينع الحواس في الحرب أشكر جدا...
البارحة الخامسة مساء رأيت حفرة عميقة في السماء جناحا محروقا يتدلى يكاد يلمس ذؤابة رأسي وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا مثل فراشة تتخبط في الهواء الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم عرق الله يغسل نوافذ السيارات آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق مثل عجلة...
أنا لست صيادا ماهرا ولكن كلما أقترب أكثر يتخبط نهداها في السوتيان مثل أرنبين مذعورين وأرى الله في عينيها يلوح بمنديله الأبدي هذه المدينة خليط من الطين والنار من الملائكة والشياطين لا تقترب أكثر ستمطرك بصواعق من الشهوة ويخطف بصرك برقها الثاقب لا ينقذك السحرة ولا يدلك المنجمون على أسرار الهاوية...
قريبا جدا ستخسرين الحرب سينتحر جنودك المتعبون الواحد تلو الآخر سنتهار قلعتك المنيعة سيفر الشيطان من شقوق أظافرك سيخطف طائر العقعق تاجك المرصع بذهب الليبيدو ستملأ الغيوم عينيك الكاسرتين وعلى ظهرك المقوس ستحملين نعشك دورقا من الدموع السوداء طيورا نافقة من الوداع سيعضك الزمن من شفتيك المتهدلتين...
الرصاصات التي تلقيتها تكفي لارتكاب إبادة جماعية .. أو إسقاط دويلات من الفرح اليومي.. تكفي لإسقاط إله في قمة مجده.. محاطا بحراس من الشمع الأحمر.. وأنا في القماط رافعا خطمي إلى أعلى.. سابلا جناحي أذني لقنص مستدقات الأصوات في الغابات المجاورة.. أعوي مثل ذئب في البرية.. أرشق ثديي مرضعتي المنتفخين...
سنجلب أرواحكم أيها الغرقى بأسرار الموسيقى . لقد قرأنا قصائدكم بصوت النوارس.. ورأينا دموعكم في عيون الأسماك. سمعنا وصاياكم عبر أزيز الأمواج. من أجلكم بكينا كثيرا مثل باخرة عجوز تودع أرض الوطن .
الأشجار أكثر نبلا من الانسان الأشجار لا تذرف الدموع.. حين تحاورها الفؤوس بنبرة القتلة.. وترن أجراس البرقماتيزم في دم الحطابين.. حين تتكسر ظلالها مثل زجاج الذكريات المريرة.. تواجه مصيرها بضحكة مجلجلة.. تعامل الريح بحكمة الفلاسفة.. الأشجار لم تك عدوانية بالمرة.. لم تهدم ضريح شاعر موهوب.. لم تطلق...
يا لسخرية عالمنا الفاني. يا لضجيج النوارس! على الجسر الريح تكاد تتكلم أيضا. **** يا للريح! تحرك الأغصان ونهديك المتبرعمين. **** يا للقيظ! الشمس تحتكر جميع المقاعد في الحديقة. **** صراخ الخطاف; قلبي مذعور جدا مما يخبئه الغد. **** ضربة شمس; الفزاعة تتدلى كما لو أنها مغمى عليها. **** على الحائط...
كلما أممنا البحر هاربين من جحيم البغايا والصيارفة.. من خدع المهرجين ورماد المعنى. هاجمتنا قافلة الدموع والنوستالجيا. رفقا يا عمنا إسرافيل الريح تضرب قاربنا بعصاها الغليظة مثل خادمة مقوسة الظهر تلسع جباهنا بنبرتها الرجيمة خذها بعيدا في سيارتك الليموزين لتذرنا نتطوح في عرض البحر تربكنا نواقيس...
صرت أكتب قصائد وألقيها في حديقة مجاورة أمام أصدقاء عميقين .. - بلابل مكسورة الخاطر لم تحظ بوابل من الفرح اليومي.. - شجرة ضربت حد الموت.. - غيمة ترتدي قميص حداد.. - تمثال نائم إلى الأبد.. دبور يصقل نثره اليومي . ولأني أحب الحدائق جدا. أضع رأسي إلى أسفل قامتي. ساقاي متجهتان إلى السماء.. مثل شجرة...
الرعاة يتقاسمون النجوم في القمة وأنا الوحيد الذي يفرغ جيبه من الغيوم ويملأه بغموض ريتا. بضحكتها المليئة بالكستناء أنا حزين يا ريتا حزين جدا لأن الذئاب إفترست شياه هواجسي والرعاة عالقون في رؤوس الأشجار لأن النهار مغمى عليه العميان يضربون الشمس بالحجارة بئرك يعج بالغربان والرهائن وحدي يا ريتا في...
أدعو إلى نهاية العالم أدعو الشمس إلى إضراب شامل النجم الطارق النجم الثرثار إلى تأبين الأرض علماء النازا إلى الإختفاء القسري البراكين إلى هيجان مطلق أدعو إلى قتل النقاد في حانة مهجورة تشييع المنتحرين على عربات الإسكيمو أدعو الأشباح إلى قنص المخلوقات العذبة أدعو إلى جزيرة اللامعنى سرقة وجوه...
*** المرأة التي كذبت علي طويلا. التي إمتلأ نهداها بنبيذ الذؤبان. برائحة البحارة والمفترسين بالوحل والرماد والضغينة. المرأة التي سرق الغراب بكارتها.. المرأة التي وضعت أعصابي في قفص من اليورانيوم. ثم فتحت النار على قطرس الوعي. ظلت مثل خبير في التشريح تقلب جثتي ذات اليمين وذات اليسار. معلنة فوزها...

هذا الملف

نصوص
858
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى