لقد راوغني الحب و راوغته
سرنا معا في دروب مقفرة
قفز أمامي كالبهلوان
كان نحيلا و ذليلا
كنت أيضا نحيلة و ذليلة
لقد عذبني الحب و عذبته
رمى صواعقه و ناره على قلبي
رمى كل سحره و خفته
من دهشتي و ذعري هربت منه طوال عمري
و كلما لحق بي أسخر منه و أضحك
حتى يموت يائسا بين يدي
لقد غلبت الحب بخوفي منه ...
لقد تركت الأنوار تشتعل في غرفتك
مر شهر ايضا على غيابك و لم يتغير شيء
الغرفة مضاءة بالكامل و مرتبة غير انك لست معنيا بالامر
حشرات غريبة على الجدار أحبت ذلك و نامت فرحة
والمنزل الذي امام منزلك يشعر أهله بحضورك
يذهبون الى النزهة و لا يغلقون الابواب
وعند عودتهم يتفقدون الإنارة من شباك غرفتك المهجورة...
حياتي تلتقي بحياتك في ليلة مظلمة
احداهما تقول للاخرى:
اعرفك !
أستطيع تمييزك من خلال حزنك و خفتك .
هل بامكاننا ان نجعل هذين الزوجين أقل تعاسة
لتكن معظم اوقاتهما في الحقول أو على السرير ، فوق ملاءات مشعة
احدهما يتفحص حرارة الآخر و يقع بسرعة في حب انفاسه و لحمه و دمه و قذارته دون ملل
فليفهما هذه...
أجل أنا البيت المحطم
بلا ابواب و غير مرئي
لكن ما من أحد سوف يدخله
وان صادف و أتى من يسكنه فسوف ينام فيه إلى الأبد
لقد وجدت ما يربكك غير انك في تمام السعادة
تتنقل من زاوية الى أخرى
تنفض الغبار عن الأروقة و تفتح الدفاتر القديمة دون أن تجرح جلدي
تضغط براحة يدك على جفني إلى أن تنتهي من جولتك
يعتريني...
مم تخاف
إنك حتما تشعر بالسأم
لقد بالغ احدهم في أذيتك و غدوت كسيرا
هكذا إذا يفعل أحدنا بقلب الآخر
فيصير كلبا مريضا أشد منك تعبا
بني اي -كلبي- ، يا أيها الصبي العاجز
انهض و امش
غادر مخدعك الى الغابة حيث ستفتح عينيك
و تحت شجرة مظللة يمكنك البكاء دون أن تخجل
وعلى بساط من عشب و ماء تستقبلك...
آه! لقد حسمت الأمر
لو كنت الزهرة التي ستتفتح وحيدة عند ولوج الفجر
عارية و مستكينة في الأسى
وديعة ،ناعمة و جاهزة لكل يد عابثة
من مكاني سأسقط سريعا
راحلة نحو المد الأرضي الغامض
تاركة حفرة مليئة بالأنياب
أمضي نحو المجهول ناسية كيف كنت متألقة
لو كنت الطير الذي سيغرد مهتاجا و مريضا
في الظهيرة...
رأيتها غمدية الأجنحة و متقدة
كلماتك المؤذية مثل يراعات متوحشة
تحوم بجنون في أرجاء المنزل ،تريد حرق المكان
هذه المرة النار ليست باردة
إنها جحيم يكفي لتدمير مدينة بأكملها
أشكالها مذنبة تخترق الجدران في لمح البصر
لم أستطع إيقاظك لتساعدني في إخراجها
خشية المزيد من الإساءة
قلت سأفعل ذلك بمفردي و في...
إشتريت لك يدين من السيليكون
بعد أن أضعت يديك الحقيقيتين
لن أذكر أمر البتر
لأن هذه الكلمة أصابتك بوسواس قهري
قلت لك هذه هديتي الأولى
ولو بإمكاني نقل يدي إليك لفعلت في الحال
كنت راضيا لكن شيء فيك يشعر بالأسى
قلت لك من البداية
إنهما بلا حرارة و لا دماء
حتى البشرة ليست حقيقية
لكنك ستعتاد الأمر و...
سيدي يبالغ في أذيتي
يمد أصابعه الجامحة نحو أشيائي الرقيقة
فجأة لم يعد ثمة حب
و بحزم ليست فيه عاطفة كأنه يجز عشبا ميتا
أما أنا فقد تعلمت أمر الإختفاء
روحي لن يجدها بينما اللحم ينضج أمام عينيه
مضطجعة على صفيح من النجوم
بلطف أستسلم للكسل اليومي
حتى الشمس التي تدثرني بوهجها الحريري
لا يمكنها أبدا...
آه! لقد حسمت الأمر
لو كنت الزهرة التي ستتفتح وحيدة عند ولوج الفجر
عارية و مستكينة في الأسى
وديعة ،ناعمة و جاهزة لكل يد عابثة
من مكاني سأسقط سريعا
راحلة نحو المد الأرضي الغامض
تاركة حفرة مليئة بالأنياب
أمضي نحو المجهول ناسية كيف كنت متألقة
لو كنت الطير الذي سيغرد مهتاجا و مريضا
في الظهيرة...
آه! مسكينة أنت ايتها الفتاة الخجولة
حتى ملابسك تبدو لائقة و متناسقة لأنك محبطة و وحيدة
حتى هذا الوجه الذي يعاني
يبدو مشعا و فيه أسرار ليس من السهل كشفها
لكن كل ما في الأمر هو أنك طيبة و غير مبالية بالخطر المحدق بك
و سوف تنجو روحك الضائعة
بالخطوات التي تهبينها للأرض
فتدب حركة غير مفهومة
و اكثر...
تناغمنا معا في الحمض النووي
وحتى الكربون حينها لم يكن كريها
مشكور هو الآخر ، كان متعاطفا خفيفا
كيفما يخترق كتلنا اللحمية ،يتغرغر زبد من الحمم
حمرة داكنة و منك انت انبثقت يا أمي الحبيبة
مبيتا آمنا كنت و وسط قامتك كانت تنمو كل فروعي.
يرن اسمي مع أجراس الكنائس في الأصقاع البعيدة
يلمع في قلائد...
حتى في الأحلام الأكثر رحابة
رأيت البيوت فقيرة تحوطها الأشجار
أبوابها مشرعة دوما و بلا أقفال
تسكنها الطيور و تحرسها الأشباح
تحضرها أرواح الكسالى و المحزونين و الطيبين
يبارحون تلك البيوت بلا عودة
نحو قوس المطر الفضي
رأيت محبوبي نائما على بساط من عشب أسود و أزهار ميتة
غافيا تحت سماء ملؤها الزوابع و...
لو كنت قد انجبتك حقا
لو كنت حقا قد صنعت في الظلمات القاتمة
و بجهل اتيت الى هنا حيث أعيش بلا ضمان
لو أنك تكونت في الشعاع الداخلي لروحي و أعضائي الثمينة
أيها الابن الراعي لأمه الوديعة
ايها السليل الذي باركك الرب سابقا و كنت صديقا للضائعين و الموتى و الملائكة الصغار
لو أنك سريعا اتيت و ورثت أحزاني...
ريثما تسافر جثتي على جناح طير كاسر
وجدت في السماء الغفران و السلوى
و بعض الأمور التي يصعب تحديدها
إنها تخترقني بقسوة من زجاج عيني
حيثما علي أن استقبل الضيوف الجدد بكامل أناقتي
حشد و خيول تتمشى على بساط الحرير
كنت مدركة أنك ستأتي لرعايتي
تعلق القناديل في الحجرة الباردة
و بين ذراعيك تأخذ...