حُزني انا وطن
اسكن خارج صندوقه
ولكني من فرط
ما احس اني فيه
لو وقع مطر علئ ارضه
تلحفت بغطائي من البرد...
هكذا اُقيم طابور صباحي
مع الطيور الواقفة علئ
اسلاك التيارات الثابتة
اساومها علئ فتات الخبز
لتصبح كورال تردد معي
نشيد الوطن كم انا ظالمة ي الله...
ارسم ذاك الكوخ الذي كنت
ارسمه في طفولتي...
تسللت عبر الانفاق منذ قليل
وها انا ذا اصبحت داخل المدينة
لم اختبئ في اي حصان
انا الحصان والهارب والمتهم والضحية....
وجدتُ نفسي في غرفة مهجورة
امامي نصّ ضائع
لا ادري من كتبه
ايّ ظرف اصاب صاحبه قبل ان يكمله...
اتحسس في زوايا الغرفة
عن جثة اسالها عن النص
اكان يتحدث عن ذكرٍ ام انثئ...
لعلي اضيف...
كثير هذا الليل
يوزّع نفسه بسُخي
يمتد علئ المرافئ والسفن
يسرق احمرُ الشِفاة
يتسلل خلسة من
الابواب الموصدة
ليختبئ بخبث
في مذكرات الغائبين
وتارة يحط علئ الارصفة
بهدوءٍ ودفء
يذّكرني انبساطه
بكفوف الجدّات
وهي تمسد روؤسنا
المندفعة نحو الحياة
كم قرية مررت بها
أيها المساء المرتحل
ايّ نايّ استوقفك
ايّ...
لعله نفخ في الصور
لكن لم ندرك ذلك
لا انت ولا اناي وطني
ربما كنت شاردا في
ايام صباك الخضراء
وانا لم اوقظ من مرقدي
ماذا غير الحشر إذن
علام الناس يتهافتون خوفا وصرعى؟
ارى وجوها اعرفها تتحاسب
تسرق القمح من سنبلة الحياة
وتوقد في الهشيم فتيل نيران
كلنا مخدوعين سنتحاسب
امام الله دفعة واحدة
سيسالنا...
متكئ على وحدتي
كما قال كافكا ..
شاك إلئ البحر اضطراب خواطري
كجبران ...
اغفو بيأس فتعبث بمناداتي
رباعيات ام كلثوم
وهكذا تمر الايام ..
ارتدي لباس غربتي
بعد ان جرّدني
القدر من كل مقاسات الوطن ..
الزهور حولي والشدى
يخطف انفاسي
واعبث بالطبيعة
اهمس للفجر كدرويش
لا شي يعجبني..
اكتب نصا يسلمني...
عائدة مني إلي
بلا غنائم
بلا خُفيّ حُنين ايضا
يداي في مهب الريح
وبقايا اسمي سرقته
إمراءة اسمت به طفلتها
المتكررة منذ قليل..
عائدة مني إلي
ماءي موسيقـــــئ
زادي إقتباس رواية
حولي جوعئ
يتخطفون خطاي
قاسمتهم صفحة
عبست وجوههم
حفظت رقم الصفحة
تركتها لهم ومشيت..
عائدة مني إلي
ترن اجراس الهاتف...
في إحدى ليالي تشرين
والعام يعد عدته للرحيل
تاركاً علئ الأرصفة بضع ملامح وذكرى
أطفأتْ صوت أم كلثوم
تعاركت مع آخر رشفة من فنجان قهوتها
بجانبها كتاب وشمعة
تسابقها في الذوبان ومازال الدرب معتما..
فتحت نافذة إلى العالم الآخر
لم تكن تاء التأنيث هذه المرة
لم تشعر برهبة التجربة الأولى
كان ذلك الموعد قد...
كتائهة بين قصائد الشعراء
أقرأ لهذا قصيدة قمح
ولآخر قصيدة حب
أنظر أيهما أجاد وصف حزنه أكثر
أيهما ستندم أمام قصيدته امرأة ثكلى
وأيهما ستفخر بوجودها داخل قصيدته
فتاة تحضن ملامح حبيبها
عاد صورة بعد أن كان كياناً حرام عليها
نطق اسمه
سوى في خانات الذاكرة .
كتائهة وسط نصوص الحزانى
اتعمق فيها
أقارن بين...
كان عمر الحب في
قلبي قصيرا جداً
مات يانعاً يا حبيبي
لم أرَ
علامات الشيب تغزو عشقه .
النور الذي برق
وأنا أحضنك تحول
بعدها إلى ظلام سرمدي.
من يخبر القبلةُ التي
رسمتها على شفاهك
أن قد أرتوينا بالقصائد عنها
ولم يعد يغري عطشنا
لذة السراب.
تمزقت فساتين البهجة
في خزانتي
استبدلتها برداءات حزن بالية...
أنا إرتداد الضوء
لست الشمس ولا عمود إنارة
كنت وميضاً يختفي
بعد ثوانٍ
وحين سرقتني من الشتات
خلدتني نظرتك
لا أدري أي نظرة كانت
تفر عيناك حين اصطدمت بي
أتراها كانت هاربةٌ من إلتقاطة
جريئة أم جنازة مارّة.
كنت عابراً أمام مقهى في طرف المدينة
أسابق أنوار الشوارع
إنعكاسات المرايا واحاديث المسنين
حين...
أتساءل عن تلك الهالات حول عينيك
أتراها إشتياق أم أنها هالات الحزن
عن الآنات المتدحرجة من نغمة صوتك
جُرحٌ هي أم نّاي
وعن الآلام التي تملأ قصائدك
أيُّ حربٍ شهدتها ولم تتتحدث عنها نشرات الأخبار
أعلم أنك جسداً من دون روح
وجثة حية تشغل حيزاً من عالمنا اللعين
تصارع همومك وحدك
تسهر مع نفسك
تطالع القمر...