عبدالجبار الحمدي

يا إلهي ... يا إلهي هل يعقل اني تحولت الى مدمن!! و إن فعلت فمن انا سوى نكرة أعمل طوال يومي منذ الصباح حتى مغيب الشمس أُكرى ببضع دنانير ... ثم ارى نفسي تجري بي حيث شارع ابو نؤاس تدق اجراس تعلن ان ساحة فقدان الوعي قد حانت... أراودها بخجل ان لا تفعل لكنها كعاهرة خجول تتمنع وهي الراغبة في مضاجعة...
لابد لي أن اعبر هذا الزحام فالشوارع فارغة إلا من تلك الجثث التي ملئت بأجساد الموتى أما الأحياء فقد سلبت منهم هوية البقاء كونهم بعنوان فائض عن الحاجة. يا إلهي!! ما الذي يحدث أتراني في كابوس أما أنه عالم القبور الذي سمعت عنه، فالأموات فيه يتمثلون بالصمت المطبق كما أعرف، غير أن الجثث التي اتخطاها...
يرى جملة من نقاد الحداثة والكُتّاب أنّ السرد سيما (الرواية) ديوان العرب, و سجل يوثق حاضرها وماضيها بشكل فني ؛ فالروية تمتلك طاقة لافتة في رسم أدق التفاصيل, سواء أكان بشكل صريح (واضح) أم غير صريح (ضمني رامز). من هنا ذهب بعض المختصين إلى أنّ الروائي بما يمتلك من أدوات سردية يمثّل (المؤرخ...
بما أن الرواية اليوم أصبحت الشغل الشاغل لجمهور عريض من الكتاب من حيث التأثير وسرد المزيد من الحكايات وجمهورها صار أكبر وأعمق وأوسع، بعد أن بلغ الإنتاج الروائي مستوى فاق حجم التوقعات بكثير، لما تنطوي على ذلك بعد تنويري في أكثر من مجال، الرواية اليوم تنطوي على سردية متطورة أدواتها وعناصر...
يمتلك العالم الفضاء الشاسع، و أمتلك أنا حريتي هكذا علمتني الايام و انا أجوب فضاءات بلد الضباب.. لندن التي لم اكن اتخيلها إلا من خلال عيون أناسها، فبعد ان طفت الشوارع وميادين الساحات المليئة بالاشجار والاحراش والكثير من أصائص الزهور التي اجدها على الكثير من الشرفات، لاح لي شرفة جذبتني زهور...
قالوا له... عفطة عنز ذاك ما تساويه أنت وما تؤمن به زندقة، لقد حرفت الكلمات فباتت كأنها أحجية لا يمكن لقارئها ان يفك طلاسم نواياك وما عنيت... يبدو أنك من المؤمنين المتبضعين الجدد الذي شرعوا بفتق آيات لأنفسهم كأنهم رب الدار حتى ذاقت بكم الناس أنات و ويلات... هلموا تحت منبري هذا تجمعوا قبل ان...
أن تتحدث عن الحقيقة بوجهك المزيف الذي ترتديه لا يمنحك أي حق في أن تكون في محل النصيحة، فما انت سوى وجه تديره أيدي خفية من وراء كواليس سلطة تقبع في دهليز عميق. هذا ما قاله محمود الى من كان متصابيا بعد ان عاثت ذوائبه تقلبات جهل في أيام معدودات والذي يصر على ان يكون مواليا من كان في زمن ولى رفيق...
ما انفكت الملمات، ترافقه في سرابيلها التي حملت كل تمزقات الذنوب المدلهمة، في ليالي عقيمة، رافقه العديد من هم على بينة من الأمر، بإنه لا يتعدى زمن عابر، صقلت الأيام أظافرها ولونتها بالسواد، تجهيزا في طعن أبدان آن لها أن تتذوق عذابات الآخرين، الذين اعتاد ان يراهم كبسولات لأمزجة متغيرة، قد تعني...
أين انا منك يا حلم يقظتي البعيد؟ أين أنت مني وقد تاه ساعي البريد، لم يكن في حسبانِ يوما اني لا أعي بأني خرقت قانون طبيعة الحب، كيف تسنى لي أن أتركك تذهب تنساب من بين أضلعي الى عالم أفقدني الدهشة فلم أدرك بعدها اني في فضاء غير موصول بكل السطور التي رسمت وكتبت... تيه يأخذني بعيدا الى رمال الصحراء...
ألقمني والدي المهنة البائسة التي كسرت ظهره وظهر حماره.. هذا ما أخبرنيه عنها كانت مهنة والده من قبله، يفخر بها كأنه أورثه مهمة السقايا والرفادة ببطن مكة... فيقول: نشأت بين زريبة لحمار وعلف نتن، أزحف على أرض خشنة يغطي رؤوسنا سقف من بعض قطع بلاستيكية، هواءنا يختلف عن هواء بقية البشر فبيتنا... دعني...
خارج الدائرة التي كنت احد ألمقربين من أقطابها بل كنت اقرب الى خط قطرها الداخلي، جاهدا التحرك مثل حركة المكوك الذي في بعض الاحيان يتحرك بنسبية، اما بشكل طردي او عكسي، على اية حال.. ها أنا خارجها الان كما غيري بعد إنتهاء الصلاحية، اتبضع بقايا ما تناثر من هواجس نتيجة الحركة الدائمية لليل والنهار...
لم أحسبني يوما بأن أكون موضع للشبهات فأنا قد جاوزت الستين عاما من العمر غير اني لا زلت احتفظ بأناقتي وهندامي، التقاعد مرض مزمن خاصة عندما يكون واقعا سمجا، المقاهي تنتعش بمن هم على شاكلتي، الاحاديث و فروسية الشباب في محاربة الطواحين، سرد حكايا مثل الف ليلة وليلة، كل يوم نحن في شأن، ما برحنا ان...
منذ نعومة أظفاري و أنا أعيش في محيط من النار، لا سلطة لي في أختياري، ولدت قضاء وقدر هكذا اتخيلني كلما واجهت العوم في ذلك المحيط الناعم الملتهب من حرارة الشمس، لم احظى بطفولة مثل ما سمعت ورأيت بعد ذلك بزمن تسارع وجعلني افترش واحات مياه باردة ملاذ أمن، شغفت صعوبة الحياة التي فرضت عليّ الى أن كابدت...
كثيرة هي شظايا النفس خاصة عندما أتذكر صورتك التي كدت أحطمها في لحظة شك بأنك رجل تبحث عن الدفئ النفسي في غير صورة من العالم الذي بَنَيته من أجلك، لا ادري كيف تحولت من أنثى عاشقة الى إمراة نالت منها الغيرة والشك كداء الحصبة!؟ لا يفتئان يثيران الحساسية في نفسي فأعمد الى مراقبة تحركاتك، الهاتف الذي...
وسط اجتماعي راق، وجه يليق ان يكون ذو مسحة وعلامة بارزة كسيدة مجتمع متحررة اكثر من اللازم، يراها البعض إضافة للكثير من بني جنسها حصان طروادة الحرية، يحمل بداخله وسائل تنقية لأجواء لوثتها انفاس رجل تأبط البداوة والخنجر المخفي وسيلة اقناع على ما يراه من وجهة نظره تمردا، تلك حقبة متى اعترته الجاهلية...
أعلى