اقول احياناً، لو كنتُ ساكون كاتباً سأكون كافكا
لا يتعلق الأمر بالاب، وحبيبتين، وبعض الرسائل
تُعجبني فكرة الموت المُبكر
تعجبني أكثر فكرة أن اموت وقد قلت كل شيء
ولو كُنت سامتهن وظيفة ما
سأكون مصمم ثياب نسائية، ذلك أنني بحاجة الى الايمان بالله
ليس هناك اعجاز أكثر صرامة
من خصر يتحدث الى اصابع...
تُرهقك الأسئلة الغامضة، تلك التي تتسلل الى منزلقات ليلك
فتقول
لم يعد الليل اخضر كما كان
احترقت النافذة الخشبية
وضاعت عصافير الشُرفة عن اغنيات الفجر
تُرهقك الأسفار، لأنك فقدت الأيدي الملوحة
والمحطات لا تملك أذرعا ومناديل
تُرهقك المُدن الفضولية
تلك التي ما إن تلمح عيونا دامعة
الا وحملت اقمصة...
كم بلغتُ الآن يا اُماه ؟
ثلاثون حربا، واُنثى، وبعض البلاد
ربما
ثلاثون خدشا، وبعض الشتاء الحقير
ثلاثون حُلمِا
وبعض القبور القصيرة المدى
ثلاثون وشماً، اسفل السُرة وشماً اضافيا
لقُبلة مدببة مثل الرُصاصة تماماً
كل هذا الوقت الذي يأكل وقتاً مُقرمشا
ويجلس مثل مسيح اعيد انتخابه
لصليبِ جديد
يتوعدني...
انا رجُل اُحب الكُتب
وهي طريقة اخرى للقول
اُحب النساء اللواتي لا يُجدن وضع المكياج
ليس لأنهن ساذجات
بل فقط يعجزن عن اعطاء الأمر الوقت الكافي
اُحب الصمت
ليس ابداً لأنني سوداوي، وعدمي، وقارئ نهم ل(كامو)
فقط لأنني
مُحب جيد للنوم
وأحب الليل
لأنه من السهل جداً أن لا ارد على الهاتف
بحجة أنني نائم
ولأن...
اعرف ما تحاولين فعله
اعرف جيداً
لقد رأيتني انزف من قبل دم برتقاليا
تريدنني أن اُحبك بعنف
ثم تمضين
مللت من الاحمر
تُريدين رجلا هشا بما يكفي لينزف لأجلك.
دمُا برتقاليا
هكذا اردد في سري، كلما قابلت احداهن في موعد
وصادف أن ابتسمتها ذات لحن شجي
اعرف ما تفعله
تُريدني أن اركض، أن تُطاردني
منذ اخترع...
ربما لم يكن التاريخ نزيهاً يوماً
لكنه ابداً لم يكن بهذا السخف
قبل اختراع التلفاز
ربما العنب هو الام غير الشرعية للنبيذ
لكن والدها المؤكد هو الزمن الذي عتقها
ربما النهر
شاهد كثيرا من الغرقي
لكنه ابداً
لم يمد يده لأحد يستغيث
ربما ومنذ الأزل السماء دولة الطائر
لكنه ابداً لم يُفكر
في بناء حامية...
حسناً القميص الأزرق الذي إلتهمت المكواة جلده جهة القلب تماماً
شحن الهاتف التآلف
قنينة عطر اسمارت الفارغة
الزر الأخير الذي سقط من الفنيلة الشتوية في شجار ما
رائحة البحر حين تكبل أطرافه الأعشاب، كامرأة مُستثارة
أبي وهو يوقظني للفجر
امي وهي تقدم لي القهوة وتنسى كعادتها وضع السكر
جارتي حين تلتفت...
وفي نكهة الليمون سنلتقي
في مسرح العشب
ومرجحة الذكريات
نفرك يد الحظ بالحظ
نُمشطُ ضفائر الليل
النجوم البنات
و نكسر رأس الأيام الشقية
ونجلس كالسكينة الجديدة
على بُعد اجر
من السيئات
في حافلة العطر المُحملة بالكلام الفصيح
نلتقي
في العناق المريح
في ساحة العُرس
حين يقفز المرح الشقي نلتقي
في المساء...
تعرفين
لطالما كانت لديّ مشكلة مع الأظافر الإصطناعية، وانتِ تُحبينها
قبل أن نلتقي، كان يمكنني أن اُحب قاتلة،
عاهرة، طبيبة أسنان، طالبة آداب، او حتى امرأة تؤمن بأن الله يتصرف كزوجة الأب الشريرة حين نُخطئ
يمنع عنا الطعام
لكنني لم أتخيل
أن اُحب امرأة تضع أظافر إصطناعية
الأظافر ينبغي أن تكون طبيعية،...
لقد عُدت في هذا المساء
ثملاً
كنت بحاجة لأكتشاف هذا الشعور عن قرب
هذه الخفة الزائفة
هذه القدرة المخيفة على إرتكاب الصبر
هذا الحزن الإباحي المُخل
ثم فكرت
كنتِ تحبين هذا الضعف القوي في
هذه الهشاشة التي يتطاير لعابها الساخن
حين اضمك
حين اهمس في اذنك
بينما تنصت اللحظة والنافذة والفراش
كيف مضى كل هذا...
سنكبر من جديد
غداً
سيكون رقم يُضاف
كما يحدث منذ قال الله للأرض إستديري
أعطني مؤخرتك الدائرية
كما كبرنا من قبل
ما بين المُراهق المرتجف أسفل عمود انارة
ينتظر فتاته القادمة من الدرس
و حتى هذا الشاب المُقبل على الثلاثين
ينتظر فتاته في المقهى
ويتبادل النظرات مع القهوة والنافذة والشتاء الجريح
وبين...
أكثر ما قُلته لي
بينما أنتِ تطقطقين أصابعكِ، كما تفعلين في أيامنا العادية
وبينما أنا اُدخن، ويدي تحك شعري بين الحين والآخر
كما أفعل في أيامنا العادية أيضاً
قلتِ أنا راحلة
بهذه البساطة لم ينتبه الفنجان للحدث حتى
الطاولة الصغيرة واصلت الإنصات لثرثرة اطرافها
لا شيء من حولنا إنتبه
حتى يومنا الذي...
الى الخال كما اناديه دوماً، الى الحاج كما اُناديه في ذات سقطات،
الى الأستاذ كما اُناديه، حين اُصاب بدوار اللغة، وأكتشف عمره في القصيدة الأخيرة
إله وعدة رُسل
(بابكر الوسيلة)
اُهديك حصتي من الحب، والقليل القليل
من طعنتي الشابة في صدر البلاد
في زمانِ أقل حيطة إتجاه السقوط، من دفتر الحظ، حين كان...
هُناك قطيع من الألغاز
في الخارج
ليس خارجا جداً
الخارج المجازي
الخارج الذي أحياناً يبدو بعيداً جداً
بالنسبة لرجل وقع في الحبِ لتوه
يبدو الخارج
في المريخ
وربما خارجه
وبالنسبة لامرأة تعرضت لخيانة
يبدو وكأنه يشاركها الغرفة خارج جسدها ، قرب ملاءتها تماماً
بالنسبة لشاعر وحيد
يبدو على النافذة
ولكن...
اول مرة اُجرب أن اكتب شيئاً
كان إثر محاولة فاشلة لرسم قطتي التي ماتت
ماتت شهيدة خلافا مع أبن الجار
أبن الجار الذي فقعت رأسه بحجر
كُنت حزيناً حينها
لم ارب قطة بعد ذلك قط، او كرهت القطط
كرهت جميع الاشياء التي تموت
في لحظة ما نظرات الحبيبة تتحول الى قطة، تموت بصورة شنيعة
اللحظة التي لا يكون...