أرفعُ حاجبيَّ ثمَّ أعقدهُما، أُقَارِبُ بين عينيَّ بتكشيرةٍ وزمَّة فمٍ ثمَّ أُبَاعِد بينهمَا بفمٍ ممطوط..
ماذا لو واصلتُ الاستماع لأحاديث الجارات وأُصِبتُ بفوبيا الخطوط! ماذا لو كرهت الخطَّين العموديين وقد تبجَّحا بالظهورِ بعد أن استأت ثم انكمشا بعد أن ارتحت..
حقنة "بوتوكس" صغيرة كفيلة...
في ثانيةْ
في لون المدى المتأصِّل في شفتيكَ
غُيَّبتْ سنوات
كانت فيها الأوردة كرة صوفٍ بالية
يدحرجها الندم
على ظلال
على أنفاس
رماديَّة..
في ثانيةْ
انكمش الموت
ثابَ القبر
تنفَّستْ شاهِدةْ..
كانت خادعة
لا يهم..
كانت عابرة
لا يهم..
كانت رقمًا، ثانية
لا يهم..
ثالثة أو رابعةْ
خامسة أو سادسةْ
لا يهم...
تلكَ المرأة الَّتي تتخلّلني
وتسيرُ فيَّ وبي ومعي
ليست على مقاسِ الوقت
الَّذي تشطَّر
لحزنين غائرين
في اغترابِ الصوتِ
عن ذاكرةِ الجسد..
ليست أمًّا للمعارِك
لأضيقَ بِها
لتضيقَ بي
نحنُ
المُعترَك..
يتركونَ جثثًا
أسلحةً
نياشينًا
أحذية ثقيلة..
هي الَّتي على مقاسِ كلّ القبور
أنا
الحكَّاءة
الحفَّارة
أنا...