الأمهات والآباء والأهل في الأدب

فى سنوات مراهقتى كنت شديدة التعلق بأبي. كنت أراه أعظم رجل في العالم، وكان يعرف ذلك ويردد على مسامعى «كل فتاة بأبيها معجبة»، أي أنه كان يرى ذلك أمرا طبيعيا لا جديد فيه. فكل فتاة تحب أباها وتعجب به. وكانت أسعد كثيرا حينما أسمعه يقول إنى ورثت منه أشياء كثيرة. ولعي بالقراءة أولها، الذى مازال يلازمنى...
تعرف الأماكن روعة السرد في حكايات ليل متدثر برداء الظلام، إنه يناغم بتفاصيل الأحداث يستوعبها كأنما تمثل أمامه حية لم يمض عليها ما يقارب ثلاثة أرباع قرن استوعبه بكل تفاصيله. تمعنت في خطوط وجهه الذي يبدو مثل البدر في تمامه، كانما هي سطور نص، ياله من بارع في تمثل الحكاية فهو صانعها لا راويها الذي...
قال الفلاسفة الإغريق قديماً ( لا شئ يخرج من لا شئ )... مما لا شك فيه أن للأسرة أثر عميق ودور كبير في بناء الشخصية , شخصية الوالد على سبيل المثال تعتبر العمود الفقري للأسرة ويكون لها أثر جلي على شخصية الأطفال مستقبلا حتى يصبحوا راشدين وفي مراحل عمرية متقدمة , لقد أكد علماء النفس مدى أهمية الخمس...
يوم تملك العشرين قيراطا أرضه التي كان يؤجرها؛ أحس بأن الدنيا لاتتسع له، فستتبدل بطاقة الحيازة الزراعية من مؤجر إلى مالك؛ وهذا في عرف الفلاحين زهو ومبعث فخر؛ يسحب ماشيته ويمضي يومه في تلك الأرض يفلحها؛ والعهد أن صغاره في مراحل التعليم المختلفة؛ كان الفتى كاتب السيرة في الصف الأول الثانوي؛ يأخذ...
# الذكرى_الأولى لرحيل أمي تغمدها الله بواسع رحمته، ورزقها الجنة. لست أدري هل كان شوقي يعني نفسه أم كان يعنيني بقوله: ماذا دهاني يوم بِنْتَ فعَقَّني = فيكَ القريضُ وخانني إمكاني؟! فما أصدق قوله معبرًا عما مررت به من مشاعر حين رحلت والدتي رحمها الله؛ شعرت أن آخر حصوني قد هوت، ولم يعد لي...
1/2 كنَّ كثيراتٍ، طفلاتٍ وشاباتٍ، وعجائزَ، يملأنَ الفضاءَ الجرادي شعابا، وطُرُقاً، وفِجاجاً، ذاهباتٍ آيباتٍ، وهن يحملن على ظهورهن حُزْماتٍ من حطب وأخشاب وأعوادٍ لأغراضٍ شتى؛ ومنها على الخصوص: بيعها للمتعاونات والمتعاونين الأجانب، مهندسين، ومعلمين، وأساتذة، وإداريين لغزو البرد والقَرِّ، ودَحْر...
ذاك أبي حين أذكره أذكر سندي حين غاب عني فقدت عضدي فمن ذا ؟؟؟ يعيد عضدي ذاك أبي وأنا ما علمت معنى أبي إلا حين اشتد عضدي فصار لي ولدي يناديني أبي ذاك أبي زين الرجال أبي بلمسة منه كان يمسح عني كمدي ويزيل عني نكدي دونما تعب ويفرح مثل صبي وحين يغضب تسمع صوته مثل الرعد ذاك أبي ثم يصير غيثا مزنا قمحا...
هذا الرجل الذي أحتفظ له بملامح الرجولة والشهادة، صاحب النظرة الثاقبة والبطولة النادرة، واليد الكريمة في مساعدة البسطاء والمحتاجين، هي شهادة وصلت إلي بالتواتر عنه منذ عرف رحلة الحياة لم ألتق به ، ولم أعانقة أو أقبّله كما يفعل كل الصغارلمن لهم صلة القرابة والأبوّة، لكننّي تشممت عطر روحه في شخص...
بالنسبة لعامة الناس كان أبي هو «سعادة الرئيس»، وبالنسبة لمن يعرفه منذ زمان كان «فضيلة العلامة»، أما أمي فقد كانت تدعوه بـ «السي عبد السلام»… وأنا؟ أنا منذ عقلت وأنا أناديه «بابا» (Papa). ولم يهمني أبدا أن يقول الآخرون عني «بنت بابا». لم أغير هذه الكلمة، حتى بعد أن صرت راشدة وأما وجدة، لأنها تحمل...
يبدو أن الحكي سيصاب بضعف الذاكرة؛ ذلك أن الراوي العليم قد ارتحل إلى الجهة الأخرى من ذلك العالم، تدثر بثوبه الأبيض؛ أشار بيديه إلى كل ذريته؛ جمعهم وأفضى إليهم بنظرات الوداع، أوصاهم بالحب؛ ترك البيت الكبير مطمئنا أنه أدى رسالته، في نسك الأولياء أتم شعيرة الصلاة؛ حوله الأطفال يتلون الآيات؛ أي قلب...
عندما وضعت " دادَهْ " مولودها الأخير، كان عمرها قد أناف على الخمسين... منذ الأشهر الأخيرة للحمل، عندما بدأت بطنها في الانتفاخ، انسحبت من المجال العامّ، وبقيت أشهرا بعد الولادة لا تغادر البيت، وهي تشعر بنوع من الفضيحة تكاد تقترب من الخطيئة ... طبعا لا علاقة للأمر بما قد يتبادر إلى أذهانكم، فالابن...

هذا الملف

نصوص
56
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى