مجدي جعفر

[ 6 ] فى منتصف الليل تماما ، تفتح عليه الباب ، وتدخل ، لتجده ، مرتديا " الشورت " فقط ، ومستلقيا على السرير ، ويغط فى نوم عميق ، ويتصبب جسده بالعرق . تتأمل جسده العارى ، وتبتلع ريقها وتقول فى نفسها : هي : ـ ما شاء الله. " وتمرر يدها على جسده " " فزعا ينهض " = من ؟! هى : ـ لا تنزعج . أنا...
[ 5 ] هو " ما شيا بجوارها بحديقة الفيلا " : = المنظر هنا ، رائع وجميل . هى " تشير إليه بالجلوس ، حيث بضع كراسى فى ظلال الأشجار ، وبين أحواض الزهور " ـ المكان هنا أهدأ ، وأروع حين تستقبل الغروب . هو " نافخا " : = الحياة فى القاهرة خانقة ، وأصبحت لا تطاق . كم أتوق لأن أرتمي فى أحضان الطبيعة ،...
[ 4 ] كانت قد منحت الخدم إجازة ، بعد أن أنهوا أعمال النظافة بالفيلا ، وإعداد الطعام ، وأخذت حماما ، وتأنقت ، وتعطرت ، وجلست تنتظره فى تمام الساعة الخامسة مساءاُ ، رن جرس الباب ، همت لتفتح ، وما كادت تفتح الباب حتى وجدته أمامها بطوله الفارع وعطره النفاذ ، وابتسامته العريضة ، لم تستطع أن تدارى...
[ 3 ] ” يزيح الستارة التى تفصل غرفة المكتب عن الغرفة الأخرى ويدعوها لتتناول معه مشروبا “ هو ” واضعا يده على بطنه : = أنا مدين لك بهذا العشاء الفاخر والشهى ، امتلأت بطنى عن أخرها وكأنى لم آكل من قبل ! هى : ـ بالهناء والشفاء . ” مخرجا زجاجة خمرة من الثلاجة “ هو : = أتتناولين معى كأسا ؟ هى : ـ لا...
[ 2 ] " فى الوقت الذى تعلن فيه الساعة المعلقة على الحائط عن الخامسة مساء بدقات رتيبة ومنتظمة ، تُسمع دقات ناعمة على الباب . كأنها نغمات ، يهرول الناقد إلى مكتبه ، ويجلس على كرسيه ، ويفر فى أوراق أمامه " ينادى بصوت مرتفع : = تفضل بالدخول. " يندفع الباب بحذر ورفق ، ومن انفراجة صغيرة بالباب ،...
عبر ( 37 ) نصا شعريا بالعامية المصرية، قدم لنا محمود رمضان تجربة شعرية جديدة، جديرة بالتوقف عندها، والتأمل فيها، فالشاعر صاغ تجربته في شكل جديد، ألزم نفسه به في كل نصوصه، فيستهل كل نص بالحرف " لو " وهو من حروف الشرط، ويقتضي جملتين إحداهما مرتبة على الأخرى، ولا أريد من البداية أن أعيد ماسبق...
[ 1 ] [ غرفة واسعة ، مفروشة أرضيتها بسجادة فاخرة ، فى جانب منها مكتب فخم ، عليه أوراق ، ومقلمة ، ومطفأة سجائر ، وجرائد ومجلات ، يومية ، وأسبوعية ، وخطابات . أمام المكتب . كنبة كبيرة ، وأربعة كراسى "فوتيل " ، وفى الوسط ترابيزة متوسطة الحجم ، يعلوها مفرش " الكنافاه " وفى الأركان نباتات الزينة ،...
" المشهـــــــد الأول " جلست اليمامة ذات يوم مع فرخيها الصغيرين. قالت لهما وهى تلاعبهما : صغيرة كنت في مثل سنكما يكسوني الزغب ، والريش فى بدايته أخضر جميلا. وأول ما فعله أبى وأمي، آخذاني إلى الطريق الذي سار عليه أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم. قالا في صوت واحد ناعم ورقيق : وهل مر سيدنا إبراهيم...
( 1 ) حين جاء الليل، لم يستطع أن ينام فالليل نهار في شقة الجيران، موسيقى صاخبة، ورقص وضحكات مرتفعة، من شيش البلكون تتسرب إليه، حتى رائحة العطور تقتحم الغطاء الذى أحكمه حول جسده فيزفرها ضيقاً وغضباً .. لامّ نفسه لأنه نزل في شقة مفروشة. أزاح الغطاء بعنف ونهض واقفاً مطلقاً تنهيدة شديدة،...
سرى الخبر بين أهل القرية كما يسري الماء في الأرض ( الشراقي ) : والأرض عطشى ، و الماء شحيح ، و الزاد قليل ، و الجوعى كثير ، و الجوع أفعى ... و ها هو آتٍ بعد غياب طويل ... طويل ... قالوا : إنه ركب بحاراً و بحاراً ، ودرس في بلاد الخواجات !! عاب بذرة القطن ، وتقاوي القمح ، وشتلات الأرز ، ونظام...
أمام الدار الواسعة، المطلة على الجسر ، ومن خلفها مساحات شاسعة من الأراضي المنزرعة ، كان يجلس إلى جانب جده ، وجده شيخ كبير ، تسللت الشعيرات البيضاء إلى رأسه ، وانحنى عوده ، وصار يابساً كعود الأذرة الناشف ، وبصعوبة بالغة كان يميز ملامحه من وجهه الفاحم المحروق. يقبع جده على المصطبة وحده ، من بعد...
( 1 ) لم يجرؤ أحد من أهل قريتنا على بناء دار له بالقرب من الخرابة ، التي تتوسط القرية تقريباً وتنطلق منها أصوات في الليل تبث الرعب في القلوب ، الكل يخشى الاقتراب منها ، والأمهات يحذرن صغارهن ، قال شيخ المسجد يسكنها الجان. .. على فتراتٍ متباعدة تمتلئ ساحة القرية بالناس ، يفدون...
(1) أعتقد أنه سيظل عبد العزيز صالح راغب النجار بطل رواية " ظل الحجرة " لسمير الفيل عالقا بالأذهان ، ويُشار له بالبنان - كنموذج للمثقف المقهور والمنهزم والمأزوم – لجيل السبعينات في القرن الماضي – متجاوزاً فى أزمته كمال عبد الجواد المثقف الحائر في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة . فأزمة عبد العزيز...
.. ثوانٍ ، بضع ثوانٍ فقط ، كلما حاولت أن أمر عليها عابراً .. فشلت ، ملايين الثواني مررت بها دون أن توقفني أوأشعر بها .. إلا هذى الثواني ، الزمن توقف عندها .. لتسبب لي صداعاً مزمناً وأرقاً .. قد يسير الزمن هادئاً بعذوبة ورقة ، يمر كنسمة فجر ندية .. وقد يثور كموجة خادعة تسحبنا في دوامة وتلقينا في...
توطئة : " أميرة البدو " هى التجربة الروائية الأولى للأديب مجدى جعفر ، أصدرها عام 2000 عن سلسلة " أصوات معاصرة " فى عددها الحادى والستين ، وقبلها صدر للكاتب المجموعة القصصية : " أصداء رحلة شاب على مشارف الوصول " ، ثم تتابع إنتاجه فأصدر أيضاً مجموعته القصصية " أم دغش " عام 2003 م عن الهيئة المصرية...

هذا الملف

نصوص
100
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى