للراحلينَ قبل الأوان
للناقمين الثائرين على العتاة
الرافعين للإنسانِ جبهة
للخالدين في دسائس الرب
لكل كنانةٍ
لثرى البطولة في عتمة اليأس
لكل جدثٍ ورمس
دفنت فيه جثث الصعاليك
لمن لاذ بالفرار
للأحذية المتعبة بالطينِ
لكل مقتدر يروض نفسه ذئباً في القفر
لكل نهر بلا مصبٍ
لكل عقلٍ غاص بالغضبِ
سنعيد ضحكة...
أتسابقُ مع الأبطال في غرفِ الآلهة ..
ثمة شيء يستحق الركض
يثير ريبتي ..
بصحبةِ العذاب وأنا اجتث اقوالي المتسربة من أعماقِ البوح
في برزخ أوجاعِي أتصفح الوجوه عبر برامج الموت الاصطناعي
وميادين القتل وبيانات القمع والقهر ..
جميع الأسماء التي تعرفت عليها كانت رهينة مشردة تلغمها الحروب ..
أرى وجعي...
- بينما كنت أرسمُ مراحلَ عمري في دفاترِ الظل
كانت جراحاتي تُداعِب نقراتَ العصافير
- كانت أمِّي تغزلُ الصُّوف وتنظر إلى بيتها المتواضع
- فتَطبع بعينيها قبلةً لي
- كانَ العالمُ بتلكَ اللَّحظة يولد ، يتمخَّض رحمة ويقذف ثعبان أسود مثل القار
- أما أنا وأمي فنغفوان في مضجع واحد نلاعب الأحلام...
نصف شاعر أنا ...
سجين حرفي
استباحني الحلم
اشهق حروفي بالصدفة
اتكئ على أحد اضلاعي
قصائدي طافحة بالهذيان
وابجدياتي باكية
تبحث عن مأوى وظل وافر
طالما امتطي صهوة عنادي
في فم يهذي عبارات
الاستغاثة
ثورتي عارمة
تشتهي المكوث
فوق لافتات غفت على الأرصفة
هذه القصائد نزعت خجلها
تمشي خلف ظلي وريح...
هل فشل المثقفون والمفكرون في إعطاء صورة جديدة للإنسان في اللحظة الراهنة ؟ . وما الخطوط البيانية الصحيحة التي تزيد من فرص النجاح ؟. وماهي الاستراتيجية الصحيحة لبناء أبعاد حضارية مجتمعية إيديولوجية في فهم قضايا الإنسان وحياته في عطاء إنساني بحت ؟, يفهم من هذا ان فكرنا ما زال يعاني نفس الأزمة...
إن الأزمة الفكرية المستعصية لدى المثقفين انتجت عجزاً فكرياً وقصوراً في الوعي الثقافي باتجاهاته الدالة على وفق المنهج الحي بيد أن الازمة الفكرية والثقافية تمتد الى واقع المثقفين انفسهم فلكثرة إمكانيات هذه الفئة واتساع صفوفها ومشاركتها في العديد من الأحداث الصاخبة في الساحة الادبية والتاريخية...
نحن الضاحكون من قصص الموت
وترهات الساسة ونبوءاتنا المتطرفة
انا ذلك الجندي الذي حمل هزيمته على كتفه مهرولا
اتفقد فراغ جيبي
بحثا عن اعقاب خطايا
وبعض من آيات مستنسخة
منغرسة بين ثكنات الحروب
انا المحشور في كومة افكار .. !!
اسرق ضحكة طفل من جعبة شهيد
بلباقة تحت وابل الرصاص
اخرج من حلمي...
قبل ان نتطرق عن دور الثقافة كمرجع تنموي وتوعوي لابد ان ننوه عن مدى الحاجة الى الأفكار الناضجة ومناهج تطرح من خلالها النظريات تجدد الفكر الإبداعي في محاولات لتفسير الأحداث ضمن منهجية الكتابة في تتابع صحيح من أجل تحقيق قاعدة تنتقل من العبثية والتشتت المسيطر على ذهنية المتلقي إلى الاتزان النهضوي...
لا شك ان الجوهر اهم ركائز الفكر النير الإنساني , فلا نبرر الوجود وواقعه تحت مسميات لربما تكون بعيدة كل البعد عنه في جوهر فلسفي خاطئ . لا يمكن ان يكون الواقع إلا ضمن فكر انساني بحت في مقاطعة ونظريات صحيحة ملتزمة نحو فلسفة متزنة لا تحدد بقاء أي شخص ضمن جدليات الفلسفة التنظيرية بقدر اداركه ماهية...
لاشك أن ما لا يسهم في الإبقاء على واقعية البوادر الصحيحة ضمن أخلاقية الثقافة في سياقاتها المعهودة مع تأصيل الذات هي تلك التقاليد والعادات الموروثة التي تتناقض مع فكرة الإلتزام الأخلاقي والثقافي التي يتبناها العقل المتزن وما لها من أثر في تجميد الفكر, مما يجعل الموقف على غير مساره الصحيح...
كان ومازال الأدب بكل اجناسه احساسا روحيا يخاطب ويدغدغ المشاعر ويستبيح الخواطر وليس نصوصا او سردا يكتب ليصفقوا له الجمهور او جملا مزخرفة مسطرة بين ثنايا الكتب بشكل مؤطر , إنما الأدب في حقيقته محاكاة نقدية تشخص القضايا الإنسانية المهمة في سبر عمق كينونة الإنسان لأن الإنسان بطبيعته هو متلقي سريع...