أمل عمر إبراهيم

بين آلاف الكعوب العاليةِ الراكضةِ في شوارعِ مانهاتن أستطيعُ رصدَ إيقاع كعبِ حذائِك تحديد وجهتِكْ شكل مزاجِك كم سنتمترٍ نقص من محيطِ خصرِك زاد حول ساقيك يُبعدكِ عن الوسيمِ الذي يراقبك من ركنه * بين حشدِ نساء منتشيات يقِفن أمامَ حانةٍ آخر الليل يَعوينَ رغبة يَهِشنَ المعجَبينَ بأوشحةِ الحرير يبحثن...
في الحُلم .. خَرجتُ في نُزهةٍ بصحبة كلب يضعُ على فمه غليوناً و يتحدثُ خمس لغات بينما ينفث الدُخان أخبرني بأنَّ لا جدوى لا أحدَ سينجو من العاصفة لا مصباح سيصمُد لم أعط انتباها لما يقول فهو مجرّد كلب لا يجب أن نُعيرَ حديث الكلاب إهتماماً أستيقظتُ لأجد, ان لا أحدَ نجا وكلَّ المصابيح ظلام .
إذا أمكنهم إقناع الريح أن تتهذّب تجمع شعرها المبعثَر في ضفيرة تجلس مثل السيدات اللائي يراعين البروتوكول يُتقِنَ العزف على البيانو ، يحفظن شِعر بودلير ، يتحدثن الفرنسية ببراعة إذا أمكنهم إقناع الريح أن تطلي أظافرها بالمانكير ، تتعطّر تضع ساقاً فوق ساق، تَحتسي القهوة بأناقة بألّا تشاكِس السُحب...
في الحلم زارني رجلٌ غريق تَقَرّفَص أمامي حاملاً غرقه الأزرق يتبعه صراخه المكتوم خذلان أصحابه المذهولين في الشاطئ ناولته الميكرفون سألته عن شعوره أخبرني أنه لا يوجد شئ في اللغة يوصف الشعور لا حتى كلمة "الغَرَق" أن آخر ما يَذكُره الأزرق .
في آخر كلّ أسبوع أُعِدُ ثوبين أحدهما لأجلِ ليلة حبٍ مُحتَمَلة و الآخر لتَقَبُلِ عزاءِ خذلانه أُعِدُ مشروبين أحدهما لأنسى و الآخرَ لأُخَلِدُ اللحظات أُعِدُ باقتي ورد أحداهما للحزن و الآخرى للنشوة أُعِدُ مطفأةَ حريقٍ و جاروفَ ثلج أنتظرُ رجلاً أُحِبُه رجُلاً قابلاً لكلِّ إحتمال لرُبما يأتي في...
كلّ هذا لي لي وحدي من أجلي بالتحديد إسمي على الورقِ المُهم في الخزانة صُندوق البريدِ و الرسائل مطبخي الصغير القرارات المتعلقة بمطبخي الصغير ثوبيَ المشغول بالدانتيلا عطوريَ الكثيرة أظافري المطلية بالأحمر شَعريَ المنفوش المنوَّمِ بعقاقيرِ الشَعرِ أحيانًا المعقودِ في ضفائر إفريقية و الرجل...
-كُنتُ أحسَبُ أنّ الحربَ خُرافة.. شيٌ بعيد.. يحدثُ لأشخاصٍ غرباء في مدنٍ غريبة، لا أعرف موقعها على الخريطة تراجيديا أُشاهدُها في نشرات الأخبار .. يجتاحُني الحزنُ للحظة ينقبضُ قلبي، أُشيحُ بوجهي ، أغيِّرُ القناةَ من الأخبارِ للموسيقى و ينتهي الأمر.. -كنت أحسبُ أن بيتنا في أمدرمان سيظلُ منتصباً...
أيها الغريبُ ذو الضفيرة الشقراءِ وحذاء راعيَ البقر.. دلفتَ للمقهى مثل ريحٍ مفاجئة و حركتَ ركود المكان تحملُ في يديكَ الورودَ الكثيرة منحتَهُم جميعاً وردةً وردة .. وتلك السمراءُ القابعةُ في الركنِ منحتها إثنَتين نظرتَ في عيني بصمتٍ، تجاوزتني، كأنك لم ترني منحتَهم الفرحَ ومنحتني الحزنَ ورحلت...
النساءُ اللائي عرفتهن قَبلي مارستَ معهن الحبَ قبلي قَبَلتَهُن قُرب أعمدةِ الإنارة خافتة الضوء ،تحت المطر تسكعتَ في الأزقةِ الخلفية، تشاركت معهن السيجار و الويسكي و في أحضانِهِنَ ضَحكت كثيرًا و بكيت أكثر خططت معهن لحيواتٍ مختلفة إختَرتَ اسماءَ اطفالاً مُتَخيَلين و الوانَ طلاء بيوتاً بعيدة ...
لو لَمْ تَكُن معتاداً على لسعِ النحل لا تعشقُ إمراةً مثلي لا تُفَكِّر في الإقتراب في بدءِ حديث معها في محاورتِها عن الشعر و المناخ و مذاق الشامبانيا ثم إياكَ أن تُفَكِّر في تقبيلها في تطويق خصرِها و دعوتِها للرقص أو في قطع تزكرتين لفيلم السابعة مساء فـ بعضِ النساءِ ، مثلي. عسلهُن يكلِّفُ...
حين أخذتني لبيتَك كُنتُ أتَحَدَّثُ بثمانيةِ و عشرين حرفاً أُجيدُ الكنايةَ و المجازَ و الإستعارة كنت أعرفُ ما أُريدُ قوله بدقة بالفاصلةِ و القَوسِ و علامةِ التعجب و أعرفُ تماماً متى أُنهي الحديثَ و أضعُ النقاط . حتى أخذتني لقلعتَك أحكمتَ على لساني الحصار غمرتَه في الملح في الخوف في الصمت و...
ليكونَ البيتُ بيتاً.. لابد أن تكون فيه شجرة لتعلِقَ عليها أرجوحتك.. و بيتاً صغيراً للطيور أن يكون أمامه حوض نعناعٍ صغيرٍ و ورد أن يفوحُ رائحةَ قهوة ، غسيلاً و خبز .. و الأهَم : شخصٌ ينتظرك آخر الليلِ بلهفة يوقدُ شمعة.. يضع كأسين على الطاولة.. يراقب الطريق .. و يرسل رسالة بأنه اشتاق أنه...
أنا الأُنثى المُدَوَّرة.. فلا بداية لي و لا نهاية.. و لا ركنٌ ليستريحُ فيه قلبك بعد معاركه. أنا المتاهة مُبهَمة التضاريس كثيرة الحُفر.. لا تُجدي معي الخرائط و لا الـ GPS و تكهنات النشرات الجوية. لا مواعظ جدَك الأكبَر تُجدي و لا طبيبك النفسي و عقاقيره. ستضيع في دروبي يا صغيري. كان عليك...
على غيرِ المعتاد لمحتُ غرابا على صندوق بريدي ظل هناك لـ دقائق ساكناً ثابتاً على الحافة سواده المدهش أربكني أشعرني بالحنين ذلك النوع من الحنين الذي يجعلك ترغب في حك سُرتك وقلبك.. وتبكي.. أنا في اللاشعور، أعرف هذا الغراب وأحبه.. حدسي يخبرني بأن روحي ذات يوم كانت لغراب وعلى غير المعتاد.. بعوضٌ...
في صِغَري ، كنتُ طفلة الدراما.. أدَّعي الإغماء لأهرُبَ من حصة الحساب.. تصر أمي أن اشرب الحليب أو تغلق التلفاز فتبدأ الدراما ، تداهمني تشنجاتي الوهمية و أفقِد وعيي فتهرع بي أمي للمَشفى.. يكتشف الطبيبُ خِدعتي ،يهددني بحقنة ،أفيقُ في الحال كنت لا أعرف ما افعل بنفسي بمشاعري الغريبة بالمخلوقات التي...

هذا الملف

نصوص
58
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى