بعيداً عن المهاترات والصراعات الجانبية الضّارة بنا جميعاً، ومن أجل رؤية دقيقة وعميقة لمجريات الأحداث الدامية منذ عملية "طوفان الأقصى" (٧/١٠/٢٠٢٤ ) وتداعياتها المأساويّة المؤلمة على غزّة والضفّة الغربية بخاصّة، وعلى لبنان وبلاد الشام والمحيط العربيّ بعامّة..هذه التداعيات التي لن يكون آخرها...
لا ريب في أنّ أعمال الروائيّ العالميّ نجيب محفوظ تفتح أمام الباحث والناقد آفاقاً واسعة للتأمّل والدراسة والتحليل، مَثَلُها في ذلك مَثَلُ كلّ الأعمال الإبداعية الكبرى.
إذ يمكن التركيز مثلاً على مضمون العمل، أو البناء الفنّي للقصّة، أو شخصيّاتها، أو الخطاب القصصيّ من سرد وحوار وتحليل ووصف ، أو...
الأديب العربيّ المصريّ الكبير يحيى حقّي(١٩٠٥-١٩٩٢م) كاتب بليغ ، وقاصّ رائد قدير، وناقد حصيف، وصحفيّ متمرّس، وديبلوماسيّ أريب .وُلِد في القاهرة لأب ذي أصول تركية، وبها نشأ وتعلّم ، فدرس القانون ، وعمل لفترة وجيزة في سلك القضاء والمحاماة، بيد أنّه لم يُحرز نجاحاً يُذكَر، ثمّ ساقته الأقدار إلى...
أسعى في هذا المقال إلى لفت الأنظار ، وتسليط بعض الأضواء على مسألة المعنى ، وملامستها عن قرب بما يناسب المقام، دون الخوض المعمّق في قضاياها وتفصيلاتها الجزئية الدقيقة.
لقد تجاذبتْ مباحث المعنى ومشكلاتِه، قبل نشوء واكتمال( علم الدّلالة) بمفهومه الحديث، جملةٌ من العلوم الإنسانية والاجتماعية، سواء...
نجيب محفوظ(١٩١١-٢٠٠٦م) الروائي العربي الأشهر غنيّ عن التعريف .تفاعل كاتبنا الراحل الكبير مع أحداث قرن كامل، وقد تجلّى ذلك التفاعل في جهد أدبيّ وفكريّ سخيّ امتدّ على مدى سبعة عقود، كانت حصيلته عشرات الأعمال الأدبية القيّمة، ما بين رواية وقصة ومسرحية ومقالة وسيناريوهات سينمائية.
وقد تمّ تكريس...
كنتُ قد شرعتُ منذ وقت قريب بتفصيل القول في مفهوم( نظريّة الأدب) ، فكتبتُ مقالاً في ذلك ، ثُمّ أتبعته بمقال ثانٍ بيّنتُ فيه مدلول وخصائص ( النظريّة الأخلاقيّة) في الأدب.
مقالي هذا يأتي إذاً استكمالاً لهذه السلسلة النظريّة عن الأدب : مفهومه وخصائصه ومقوّماته .
بدايةً.. أودّ التنبيه إلى أنّ...
لاريب أنّ عمليّة الإبداع الأدبيّ تستلزم مِنْ صاحبها تَوافُرَ عدد من العناصر الذاتيّة والموضوعيّة الضروريّة، وإلاّ استحالت الكتابة الأدبيّة إلى ثرثرة ولغو لا طائل منهما.
تتطلّب الكتابة الأدبية إذاً - فضلاً عن استشعار الموهبة الأدبيّة لدى المقبل على الكتابة ،وهي شرط حيويّ وجوهري - الإلمام الكافي...
كنتُ قد استعرضتُ في المقال السابق أهم المحطّات العملية والإبداعية في المسيرة الحافلة بالجهد والعَطاء للأديب والناقد والمفكّر الكبير ميخائيل نعيمة. وقد تمَّ التركيز حينها على أهم الملامح والسِمات الفلسفيّة ذات النزعة الصوفيّة والإنسانية التي ميّزتْ فِكر الكاتب كما تجلّتْ بصورة خاصّة في كتابه "...
لطالما تناهتْ إلى أسماعنا ، أومرّتْ أمام أنظارنا كثيرٌ من المقولات أو العبارات التي تحمل في طيّاتها مشاعرَ الحنين إلى الزمن الماضي بما انطوى عليه من وقائعَ وأحداث ، وبما سادَهُ من مفاهيمَ وقِيم وعادات ، وبما خلّفه من ذكريات وانطباعات ترسّبت في وجداننا الفردي والجمعيّ على السواء.
من العبارات...
ينطوي الكثير من كتب علماء السلف في مختلف فروع العلم والمعرفةعلى موضوعات وقضايا ومباحث يرقى بعضها إلى ما يمكن وصفه بالكنوز العلميّة . من المفهوم بطبيعة الحال أنّ
مثل هذه المصادر التاريخية تتطلّب عناية خاصة تتمثّل في تحقيقها وتنقيتها ممّا يمكن أن يكون قد طالها من خَللٍ أوتحريف مع تقادم العهد...
تمثّلُ روايات الكاتب والصحفيّ الجزائريّ المعروف الطاهر وطّار ( ١٩٣٦-٢٠١٠م ) مثالاً واضحاً على الأدب الجزائريّ "الملتزِم" المكتوب باللغة العربية منذ استقلال الجزائر في مطلع الستينيات من القرن المنصرِم وحتى الآن.
تركَ الكاتب الراحل لقرّاء العربية إرثاً أدبياً مهمّاً تمثّلَ في ثلاث مجموعات قصصيّة،...
على الرّغم من الأجواء القاتمة ، والمآسي الدّامية، والسُّحب السوداء التي تجلّل عالمنا العربيّ في هذه الحِقبة المظلمة مِن تاريخنا المعاصر ، إلّا أنّ دورة الطبيعة لا تتوقّف ، ويأتي الربيع - ربّما على استحياء- ولكنّه لا يُخلف الوعد .
الإنسان وحده ، دون سائر الكائنات،
هو الذي يحاول ، عامداً أو...
لا بُدَّ من الاعتراف ابتداءً بأنّ التشابه بين عنوان هذه المقالة وكتاب الفيلسوف الأندلسي العظيم ابن رُشد ( ١١٢٦-١١٩٨م ) المسمّى " فصلُ المقال في ما بين الحِكمة والشريعة مِن اتّصال"
يقفُ عند حدود العنوان وحده؛ فإذا كان ابن رشد يتوق إلى نفي التعارض بين الفلسفة " الحِكمة" والدين، فإنّ مقالي...
من بين عشرات الكتب القيِّمة التي دوّنها العقّاد في الأدب والفكر والثقافة تبرز "سارة" بوصفها القصّة الوحيدة- بل اليتيمة- في عِقد مؤلّفاته الثمين.
على أنّ "سارة"(١) تبدو يتيمة لسببين اثنين: الأول لكونها وحيدة في نوعها بين أعمال العقّاد الأدبية الأخرى.
أمّا السبب الثاني فيتمثّل في موقف العقّاد...
ليس على مَن يكتبُ عن غير علم مِن جُناح فيما قد يذهب إليه مِن آراء أو أفكار أو معلومات لا تمتّ إلى العلم والحقيقة بصلة؛ إنّما هي شَطَحات وأوهام أملتها العواطف والميول والأهواء. لكنّ اللوم، كلّ اللوم، يقع على عاتق أولئك الذين يرتبطون بالعلم والمعرفة بصِلات وأسباب.
إنّ الترويج للنظريّات الزائفة...