بالمدية غيّرت واحداً
من الحروف المحفورة على لحاء شجرة
وتركت الآخر كما هو
يتوسطهما قلب مخلوع
لقد كان النحت غائرا في قلب الشجرة
حفرة كبيرة مثلثة كهرم مقلوب
وفي باطنها مدية مرشوقة
بالمدية غيرت واحداً
وانتقمت لشجرة
وجلست تحتها كحجر
أنتظر ظهور الحبيبين في الذكرى السنوية للذكرى الخالدة
أنتظرهما بفضول...
أن تهجر فراشك لتقرضه للمحبين
تهديهم شاياً ووروداً
ثم تتستأذن للخروج.
أن تؤَمِّن الأبواب خلفهم
وتلهي عيون الجيران بابتسامة مهذبة
وأنت تقرؤهم السلام على السلم.
تنزل بخطى رشيقة
فرحاً
قد لا تعرف إلى أين تذهب..
لكنك تذهب بعيداً وراضياً..
فجأة تجد الشوارع وقد اتسعت لروحك
وزعيق آلات التنبيه
تجده يطرب...
أكتب إليكِ
من هذه الرقعة المهملة
في زاوية الجدار
أسفل السِفل
حيث يصنع التقاء الزاوية بالأرض
هرما مائلا
ومقلوبا بلا قاعدة.
من هنا
أكتب إليكِ
من ثقب حفره النمل
في قمة هرم فارغ
ومقلوب
ثقب احدثوه من الداخل
وكونوا مستعمراتهم.
تخيلي معي
كيف يكون الجحر غمامة من تراب
في الهواء
لو أن الهرم كان معدولا...
تماماً كالعاصفة
تهبين في وجهي فجأة
وتحملين كل الرمال إليّ.
أنا لم أفعل شيئاً إجرامياً:
أحببتك
وتركتك ترحلين
هل تعتقدين أن ذلك هين؟
حملت عنك أتربة الذكريات الخربة
وانتظرتك ساعة في المقهى
لأشعل سيجارتك وأتركك
لشهوة الكلام.
لم أدفعك إلى الفراش بركلة قدم
ولم يسل لعابي عليك كالقروى الساذج.
فهل تعرفين...