خمسة.. أربعة.. ثلاثة.. اثنان.. واحد..
مبروك.. لقد ولدت من جديد.
يرتعش جسدي.. تتسارع أنفاسي ونبضي.. ألمس وجهي.. تدمع عيناي بلا سبب.. لا زلت عاجزاً عن البكاء.. ولا صرخة على وشك البداية..
لا ظل لأمي هنا.. فولادتي الثانية كانت بمفردي.. تألمت وحدي حتى خرجت من شرنقتي.. فالألم رحمٌ أوسع واسمٌ من أسماء...
لم أعتد يوماً الحديث عن نفسي في مقالٍ ما إلا بما يمكنه أن يضفي المصداقية على فكرةٍ تشغلني أو يخدم الهدف المرجو من طرحها، فالإنسان يميل عموماً إلى تصديق ما يشعر به بشكلٍ مباشر دون حواجز أو أقنعة أكثر من ما يتم الحديث عنه في المطلق، وإن كان القارىء يرى بعض ملامحي المبعثرة بالنسبة إليه بين نصٍ هنا...
أرجوك لا تفتح نافذتي.. لا تعري حزني أمام الناس.. جسدي لا يتسع لمزيدٍ من الرصاص.. دعني أركض خلف رأسي لأعيده مكانه.. تعبت من النوم على درجاتٍ كان ينبغي أن أصعدها عندما ضاقت بي الملاجىء.. لا زال قلبي برغم الشجن يحلم.. هناك فوق التلة البعيدة.. يتوارى عن الأنظار ألماً وخوفاً.. يعرف أنه سيتلاشى...
ما الذي يختبىء هناك خلف قرص الشمس؟
لعله طرف خيط.. يقودني إلى طائرتي الورقية.. أو لعلها الأيام التي غافلتني وأنا معصوب العينين.. تركتني أعد أحلامي.. أبحث عن حبي.. وطني.. وقلبي الذي كنت أتحسسه في كل ما حولي.. حتى وجدت جسدي في مكانٍ بعيدٍ عن روحي.. حيث بات اللقاء مستحيلاً.. وحكم علي أن أظل منفياً...
يعيش الكثير منا تلك الحالة من فوضى المشاعر في معظم علاقاته حيث لا قدرة لديه على التخلي والمضي قدماً ولا قدرة أيضًا على الإستمرار في دوامةٍ من التيه والغربة.. وحيث لا ملامح أو اسم لما نعيشه من ذبول سوى أننا عالقون في المنتصف بين شعورين لا يشبهان بعضهما وإن اعتقد البعض عكس ذلك وهما الشعور بالحب...
كتبت منذ نحو عامين أو ما يزيد مقالاً حاولت فيه تسليط الضوء على الصعوبات التي يعيشها أبناء مهنة التمريض بصفتي أحدهم، بعيداً عن حقيقة شغفي بالكتابة والذي يطغى على كل ما سواه..
فلاقى حينها ردود أفعال متباينة بين ترحيب وتفهم وغضب من البعض وصل إلى درجة القطيعة التي لم ألقي لها بالاً، برغم أن كل من...
لا شك في أن وجود الطبقة المتوسطة هو بمثابة صمام أمان بالنسبة للمجتمع، حيث كانت ولا زالت برغم كل الظروف من يضمن توازنه ويحمي تركيبته من الإنهيار أو الإختلال، و عندما حدث ذلك فعلياً تبعاً للكثير من العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية تفككت هذه الطبقة بدورها إلى عدة طبقات، وأفرزت بهذا التفكك...
لم تعتذر فرنسا عن الفظائع التي ارتكبتها خلال احتلالها للجزائر.. لم تعتذر فرنسا عن دورها في اتفاقية سايكس- بيكو وما نتج عنها.. لم تعتذر عن ما اقترفته بحق القارة الإفريقية إلى جانب عدد من الدول الغربية.. لم تعتذر عن الرسوم المسيئة للدينين الإسلامي والمسيحي واعتبرتهما (حرية تعبير).. لم تعتذر عن...
لا يقتصر مفهوم الإيمان في حياة البشر على الشق الديني بل يحمل في طياته مضموناً أكثر تشعباً وعمقاً وحساسيةً ليشمل طيفاً واسعاً من الأفكار والمشاعر والمعتقدات التي يرتكز عليها التوازن النفسي والروحي لكلٍ منا مهما تنوعت وتناقضت وخالف بعضها ما اعتدنا عليه، فالإيمان هو حالة من التصديق والإعتقاد...
لا صور تزين حائطي الذي تكسوه نظراتي، انتبهت فجأةً أن نوافذي بلا ستائر، والوجوه في ذاكرتي بلا ملامح، سقط بعضها رغماً عني وأسقطها البعض بإرادته، وضعت كل الأكاذيب التي سمعتها وقرأتها في فرن الحي.. حيث تحترق الأماني بعد أن اختفى الطحين من المدينة، فبات للجوع مذاقٌ آخر ينهش الجسد و يلتهم الروح.. يرسم...
إلى هند..
ماتت عصفورتي البارحة.. فارتدت دموعي إلى الداخل، شعرت بطعمها في حنجرتي ومددت يدي أتحسسها.. ريشةً بعد ريشة وذكرىً تلو الأخرى.. انفجرت في صدري غزةٌ جديدة ولم أعرف كيف أحزن.. سلبنا البشر كل ما نملك.. أخذوا منا مشاعرنا وتركوا لنا بعض الكلمات الجوفاء.. بعض الخطابات والقصائد والأغنيات التي...
ولدت غزة.. وولدت معها من جديد.. أجل ولدت برغم الموت الذي يغرز أنيابه فيها.. ونقلته معها من الفناء إلى الخلود..
صفعت عالمنا، عرته، جعلته يرى كم هو بائس حين يحتفي بإنسانيته فوق جثث الجوعى ويذرف دموعه على منصات عروض الأزياء، حين (يقتات) من الخوف في أعينٍ فزعى ويتمرغ على التراب في (جلسة تصوير)، حين...
للمرة المليون.. تتكرر الأسئلة أو تعيد فرض وجودها وكأنها تهيم في الفضاء على وجهها باحثةً عن إجابة.. غير مقتنعةٍ بما قيل لها من قبل وموقنةً بوجود إجاباتٍ لا يريد البعض التفكير فيها أو الإقتراب منها مع أنها قد تغير ملامح العالم بأسره وتنتشل معها الإنسان من شقائه، فلو سأل كل منا نفسه.. من أنا ؟ ماذا...
(الفن هو اللذة السرية المتبقية للإنسان المعاصر المستهدف في كل أبعاده الإنسانية)..
الأستاذة والفنانة اللبنانية د.هناء عبد الخالق..
وقعت هذه الجملة في قلبي منذ قرأتها قبل أن تلتقطها روحي ويستقبلها عقلي ليكمل من خلالها صورةً اجتهد في رسمها في مخيلته منذ الطفولة المبكرة، حاملةً معها أسئلةً معقدة...
خرجت من تحت الأنقاض رمادي الهيئة والأحلام، تركت قلبي (هناك) ولم أسأل خطواتي عن وجهتها.. كنت كمن يمشي ويراوح مكانه، أعانق في الغربة ظلي ولا أملك سوى أماني تغرق في محيطٍ من الخوف، صوتي يختنق خلف نظراتي، تتدفق دموع جدي الذي لم أعرفه على وجنتيّ وكأن وجهي الذي يراه الناس ليس ملكاً لي، وتبدو ضحكتي...