خيالٌ أنا،
على وجه القمر،
ظِلٌ قاتم في الضوء.
أنا خَيال صورة
على وجه القمر
لا ألوانَ فيها
أو بَرِيق زاهِي
ولكنها واضِحة وبَيِّنة
لأنني
انا الظُلمة،
ظلمةٌ على وجه القمر.
ظِلٌ أنا.
يَنمو في الضوء،
غَيرّ مفهوم
كما هَو اليوم،
ولكن تراه بسهولة
لأنني
ظِلٌ في الضوء.
الكُتب مكوّمة على المقرأ
في كل مرةٍ أُشاهدها
فكرةٍ تتبادر إلى الذهن
لان معظم مؤلفيها
لم يعودوا بين الأحياء
بعضهم مات من مرض السل
بعضهم مات في الثورات
بعضهم مات بجنون
كُتبهم في أنينها العاطفي
هدايا مُرسلة من العالم السفلي
أختار واحدً منهم
أُقلب صفحاته واحدة تلو الأخرى
أصابعي مثل حِجاجٍ مُتصوفون...
واحد وثلاثين.
كَما الحَلزون
أنا لِسنوات،
جارٍ هواجِسِ خَلفي:
حصان أحمر، أو سجادةً "ملكية"
الأشياء التي خلفتُ،
أثري عليها، والتي خَلفتَ أثرها عليَّ،
دمِ الذي أُخلفه ورائي،
مثل ذَنَب مُتطفِّل،
الماكِر جريتيل،
عندما أكل ضحيته كُلها.
تَرَك دمها يسيلُ.
عَلاَمةً،
تدلُ على طَريق عودتها إلى
المنزل...
الشُعرَ
يَنقله صوت اجنحة النوارسِ
على البحر الزُمُردِي البَرّاقَ
الى نَافذة قَلبي تَطير
لَكن السَتائر الفينيسة الخضراء المُعتمة
أبدًا
لن تُفتحَ مرة أُخرى
عَلى حافة مِنديل الجَيب
الكلماتَ مُطرَزة
سلطعونات تَتسلق حَولَ نهايات ذاكرتي
في قارب تَجديف على البحرِ
يُلَونَ سَئِم السماء
الخَريف اليقظُ...
كَوني هو القصيدة.
لا أُريد أن تُحَاكي الطبيعة
مثلَ الكاميرا.
يجب أن أجعل الحياة نفسها
تنبض بالحياة.
أختتم القصيدة بـ
شَطرٌ واحد،
الشَطرُ هو كلمة واحدة:
الكَون.
إبدأ مِنْ جديد ...
إنْ إستطعت
بِلا ألمٍ دون ما إستِعجال
خَطَواتك التي تسير بها
على طَريقِ المُستقبل المؤلم
هذا !
إتْخذها بِحُرية
حتّى وإنْ لم تْصل أبدا.
لا ترتحْ أبداً
لا ترضَ بنصف فاكهةٍ
ولا تُتخمْ أبداً
إقطف الوهم ، عِند بستان الوهم
على الطريق
إستمر في الحلم ،والمراقبة
مُستيقظٌ تماماً
أرهِقْ...