زينب هاشم شرف

لمحتُها، فلحقتُها مِن حيٍّ إلى آخر، مرّتْ بصِبْيَةٍ يتقاذفون الشمسَ بأرجلهم، أشارت بإصبعها الأصغر، فتساقطوا صرعى وأحاطَهُم بهيكلِهِ ثعبانُ الأمازون. بأحمرِ خدودٍ قرمزي على حلمتيْها.. تقطرانِ كلامًا بِلُغةٍ فاخرةٍ عن حقوق "نون" النسوة و"طاءِ" الطفولة.. وَ "راء" الرجالِ في الح/ر/ب، وشفتاها مقبرة...
هل هذا يعني أن لا أحدَ سيقرأ أشعاري بعد انقراض البشر؟ لمن أكتب؟ لمن تكتبون يا رفاقي وأهل الجنة لا يقولون الشِعر ولا يقرأونه؟ ... أنمصُ حواجبَ القصيدة أُلَمّعُ شفاهَ قصتي القصيرةَ أزيِّتُ خصرَ الروايةِ بالعُقدةِ أُقَلّمُ أظافرَ الخاتمة بقيامةٍ مفتوحةِ الاحتمالات لكنّ الديناصوراتِ التي عَلّمْتُها...
فـي الثاني والعشريـن مِنْ كانون الأولْ قطَفْنا دُرّاق الحُبِ كسرْنا بَيْضَ صداقتِنا لِنَرْشفَ عسلَ غرامٍ ناضـــــــــــــــــــــجْ مَرارةُ ألْفِ نَهــارٍ ونهـــــــــــار ... صارتْ بين شفاهِ حبيبي .. رمانةْ عتّقْنا خمرَ القلب على أَهْدَأِ نــارْ وعَضَضْنا بَعْضَيْنا .. مثلَ ذِئابٍ مجاعةْ...
حُبلى ... يتدفق نَفَسٌ محتملٌ مِنْ رِسْغَيْها يرتدُّ إلى وَدَجٍ دافئْ أسيلُ فترفعني الشهقاتْ حُبلى عمياءُ ترى اللهَ غبارَ الخلخالِ .... وذيلُ الثوب يفرُّ يجرُّ الضوءَ من الجفنِ إلى أبدِ العتماتْ وتجهضُ مليارَ جنينٍ رقصًا عشوائيا أزليَّ الشطحاتْ ومليارُ حنينٍ يتخلق..! تُنجِبَ خبزا مجانيا للعتبات...
أَتَسَللُ مِنْ ثُقْبِ المفتاح إلى حديقتنا السرية لا شيء هناك سوى كل الأشياء! (شفتاكَ، صدرُكَ ورغيفُ الثوم) الماءُ هناك مُثَلّثُ .. والزمنُ فقاعاتٌ حلزونية والأطلال: تولدُ من حجرٍ أملسَ تزهرُ كالمانجا السودانية .. وتذوي في خمس ثوانٍ الأطلالُ: نجومٌ تتدلى من كتفيّ والأولادُ هناك -جميعا- دون كفوف...
أقفُ على شاطئ البحر، وحيدا، فأفكّرُ: هناكَ الأمواجُ المندفعة جبالُ جزيئاتٍ كُلٌّ -ببلادةٍ- غارقٌ في شأنهِ تريليوناتٌ، كُلٌّ على حِدَةٍ غيرَ أنها في اتحادٍ تنسجُ أبيضَ الرَذاذِ على وجه الماء ... دهورٌ تتبعها الدهور قبلَ أن ترى عينٌ شيئا سنةً بَعدَ سَنَةٍ هادرةً تلطمُ الشاطئَ كما الآن من أجل من؟...
إنه يشحذ شفرته لذبحي بإتقان. وأنا مرتاحةٌ على مقعدٍ خشبي أعرج في مطبخه الدافئ. إنه أكثر غرف منزله حميمية لفريسة ومفترس. إنه مسرحٌ لحدثٍ جديد على كوكبنا التائه. - هل أنت متأكدة من رغبتكِ في إتمام الأمر؟ - طبعا، لكن يمكنني الاستفادةُ من آخر ليلة لي في الاستماع إلى معلّقة محمود درويش وتناول خمس...
منسيةٌ في القبو ناموسةٌ تتلو عليَّ مواعظَ القرآنْ في سورةِ النسوانْ قال الإلهُ فأذعن الإنسانْ لكنّ إبليسَ الذي لا ينحني يحضنُني يتلو عليَّ الرفضْ شيطانيَ المدهونُ بالزيتون يحقنُني بأَلْفِ (لا) فتصرخُ الأوداج مِلء النبضْ لن أنحني إلا لرب الشعر والألحان … منسيةٌ في الجحر نهاريَ المحجوبْ .. كطفلي...
في الثالثِ من آذارَ وُلدتُ فأذَّنَ في شفتيَّ الشيطان وغنّى في الرابعِ نبتَ القرنان على صدري كالزهرِ وأغضبَ والدتي وأبي والجارة في الخامسِ أغمضتُ الرمانةَ فصفق كل نساء الحارة ورقصنَ .. كدجاجات الحقل على دمي الشهري وعند السادسة مساءً جاء هاديسُ بالمنجلِ والأوركيدة .. بالنار الماءِ الصفعةِ...
لستُ ربةَ بيت ولا ربّةَ مكتبٍ لستُ ربةَ أي شيء تبا للأرباب جميعا...! لا أرى الغبارَ على الرفوف لا أجيدُ كيَّ الياقات البيض المصفرة انحنى ظهري والرملُ باقٍ كالعلق على الشراشف تكلستْ ركبتايَ كالمراوح في السقف تصرُّ كأسنانِ طفل غاضب أخبَّئُ الشوكولا مع القبعات الشتوية في دُرجٍ عالٍ أضعُ...
يضيقُ القميصُ تفرُّ الخواتمُ من خنصري ينامُ بعوضُ الكَلام تصحو دماءُ الفصاحةْ بلا ذاكرةْ .. يضيقُ الجدار فتركضُ لوحاتُ فِنْسِنْتْ على صَدْرِ حبٍ قديمٍ إلى ثُقبِها المستحيلْ إلى الآخرةْ .. لماذا يضيقُ الجسدْ؟ أَ لِي موطنٌ في العوالمِ أصلا، غير خلايا الجسدْ؟ لِدَمّي ولحمي مَذاقُ اِغْتِرابْ...
سعيدةً ترحلين يغبطُكِ بوبي ساندز وخضر عدنان شهيدةً تحفرينَ على أثداء الزنزانة حليبَ الحلم وعسلَ الثورة شهيدةً تترجلين قامةً من بارود وشقائق نعمان بعدما لقّحْتِ غيمةَ الرفضِ فأنجبَ الزمان سعيداتٍ لا تُحصيهن المشانقُ أنا لكِ وللقادمات على درب "اللا" أنا منكِ ومن شجرة الليليثات نتناسل بالانقسام...
لو صار كل مُنتَحِرٍ شجرةً لَشُفِيَ رأسُ الجحيمِ من الصَلعِ المُبَكر .. أَخيطُ جوعَكَ الأبيضَ بهمهماتِ أبي وهو يغادرُ السفينةَ بآخرِ النظراتِ وهو يزرعُ خيبتَهَ في خاطري مكسورًا عاشَ مكسورًا رحلَ محبوبا مكروها سعيدا بائسا مقاوما مستسلما كاملا غير مُنْجَزٍ نِصفَ منتحِرٍ بدعاءٍ لا يردُّه اللهُ ...
على كرسي متحرك هو... وأنا كذلك. متقابِلَيْن أمام غرفة الطبيب أنا أرتعش ألمًا، وهو ساكنٌ كجذع شجرة ابنه فارع القامة كث الشعر أملسه، متململ ويطرق باب غرفة المعالجة كل خمس دقائق أما زوجي فقد ذهب يبحث عن مسئول يشكو له التأخير. التقتْ عيونُنا أنا والشيخُ العجوزُ قِبالتي -«أنا أعرفُكَ، فهل...
أنا كاذبة أخبرتُ اللهَ بِأَنْ يقصفَ لي عُمْري قبلَ الأربعين وها أنا ذي أرفعُ أقدامي مُجددًا إلى السماء وأبتهلُ كيْ يهبَني عُمْرَ السُلحفاةِ وتَوَثُّبَ الفُهود …. أريدُ أَنْ أَحيا طويلا وأن أَفْتَرِعَ الزمنَ افْتِراعا أَنْ أنْهَشَ الساعاتِ وأعُبَّ نَهْرَ الشهواتِ لا أستحي مِنْ خُصْلةِ الشيبِ...

هذا الملف

نصوص
30
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى