..ممّا مسَّني ذات غرام، قبل أكثر من أربعة عقود اكتشفتُ أنني أشاهد طيفَ ما يلاحقني، منذ كتبتُ قصّة (الشيخ عبّاس) التي سافَرَت من بين يديّ عبْر البريد العادي، إلى صفحات مجلة "المستقبل" الباريسيّة.. وقتئذ لملمتُ طيفَها وحيدًا، غنيًّا بمخيال شرقي أنيس بإشاراتِ وتنبيهاتِ الكاتب الشاب بداية العام...
یلوِّنُ الصَّباح ندى الفجر، تھرب الشمس عبْر أشعَّتھا النادرة في شتاء ھذه الأیام، تحاول حرارتھا إنعاش القلوب المتعبة. تلك المناجاة، ساعة الضحى لا تنتھي، فالزَّھر یغنّي مع عصافیر شجرة ھَرِمة تحاول أنْ تستعیدَ ذاكرتَھا بعد ضیاع أغصانھا وخوفھا من عبث التجّار ولصوص الأخشاب.
ھي شجرةٌ من الحیاة، عشْنا...
یرقُّ عندما یسمع المغنّي الشَّعبي، یغنّي، یُطلق الآھات، یحیِّرنا في وصف البنات..
"كلّ البنات نجوم یا عنیِّد یا يابا".
في داخل خیمة المقھى، كان الصوت البعید ینقل الشَّجن:
"نِزلِنْ على البستان یا عنیِّد یا یابا".. كان صبيّ المقھى یتراقص مثل ساحر معتوه أمام طالبات المدارس، وكلھنّ أنیقات یضعنَ...