كانت جدّتي الأمّيّة سليلة شهرزاد بامتياز. سردت الحكايات الشعبيّة الآسرة على مسامعنا، نحن الأحفاد والأسباط، على مدى عقدين أو أكثر. ثم حدثَ أن اخترعت حكاية. لجدّتي ابن، هو أصغر أولادها، اعتقل في سجن المزّة العسكريّ بدمشق، لمدّة عام، بتهمة انتسابه للشيوعيّة. حينذاك، كان عام 1963 يُعِدُّ للبلاد...
وكأنني أرى نفسي في حانوت قديم، غرفة طينية، باب عريض من خشب وتوتياء، سرعان ما قلت بأنه هو حانوت الضيعة القديم والذي أغلق منذ زمن.
وأرى طاولة خشبية بائسة يجلس خلفها البائع الغريب عني، يحار رأسه ما بين الصلع والشيب. رائحة تملأ المكان، هي خليط من رائحة العتق ورائحة صابون وقهوة وشاي.
أراني أجلس...