قصة قصيرة

إنكشف المستور، وأصغت الآذان في الحارة إلى الصوت الحاد المنطلق من بيت توحيدة، صوت إبنتها الزينة. سمعه الأولاد الذين يلعبون بجوار البيت، بعضهم أدرك خطورة ما قالته، والبعض لم يفهم سوى أن الزينة تتشاجر مع أمها. وسمع الجالسون على قهوة أبودومة صوت الزينة، لكن لم يتبينوا ما قالته. إقترب الشيخ صابر...
تلامس الجدار القديم مع رأسه الذي يملك عمرا اكبر من حجارته وقد برزت عظامه وعروقه الضعيفة أسفل جلد وجهه المهترئ ، توجه بعينيه الزائغتين الي السماء ناظرة دون رؤية الي ما يعترك في نفسه مما جعل فراغها يضيق به كاتما أنفاسه البطيئة التي لا تتلاحق منذ زمن لم يعد يحسبه إلا لتجعله باقيا علي قيد الحياة...
لا تصدق ( مينا ) القصص الخيالية ، العالم الواقعي أكثر غرابة منها . تشعر داخلها أن سوءا سيقع ، لا يمكنها تفسير ذلك ، إنه شيء فطري أو موهبة ، هي لا تعرف . اليوم ، انعكاس في مرآتها أوضح لها أن عائلتها ستدمر وأن أخاها الصغير ( حمي) في خطر كبير . ذهبت إلى أمها وهي تبكي وتخبرها برؤيتها . أجابتها...
كان نائما في غرفته ببيت العائلة الكبير، بيت المجد والتاريخ والحب، حين خرج مع زوجه لجلب بعض الحاجيات اللازمة لاستقبال سعيد وصفية القادمان لزيارة العائلة من حيفا ، وجد نفسه فجأة مضطرا لمغادرة حي الشيخ جراح إلى نابلس حتى يحضر لخالد الصغير الحلوى المفضلة فيفرح بها وقد جاء مع والديه لزيارة البيت...
لم يكن الصعود إلى هناك سهلاً كان رغبة ملحة منذ الطفولة ، عمراً يفتح ذراعيه على الأفق ..حيث صباح جديد له رائحة النداوة . هناك .. هناك في البعيد عند قمة الجبل :- [ صعد صلاح الدين أعالى الجبل .. ثم اتخذ من القلعة حصناً وأمناً من غدر الخونة ] يا ألله .. كم هو جميل أن تجتاز قدميَّ الحصى والرمال تنهال...
يجلس القرفصاء على عتبة داره المتهدمة في معظمها، يرفع جلبابه الممزق إلى ركبتيه ليظهر ذلك الكلسون القطني المتهدل، والذي غادرة اللون الأبيض من شدة الإتساخ. دائما ما يمرر يده ويزيح تلك الطاقية الحمراء الطويلة؛ ليحك رأسه الصلعاء بقوة مفرطة، يلف ورق البفرة ويبصق بين الحين والآخر. بحكم جلسته على العتب،...
لـم يحدث قط أن خلوت بنفسي في كافتيريا كلية الحقوق الا وانشقت الأرض عن فتحية لأجدها فوق رأسي : " صباح الخير يا ميدو .. ممكن أقعد معاك شوية ؟. " لم تكن فتحية قبيحة فقط ، بل كانت سخيفة ومتصنعة الى أقصى الحدود ، فرغم أنها من بيئة بسيطة ومغرقة في شعبيتها ، الا أنها كانت تتصرف وتتحدث كبنات الطبقة...
ضاق ذرعا بحظه، وهو الميسور الحال، لديه الكثير والكثير مما يحلم به الآخرين، مضاربات فى البورصة، وأرصدة تتزايد فى البنوك، وزوجة تشاركه العيش، بقلب عامر بأسمى العواطف وأنبلها، قلب يحنو ويبذل ويضحي فى سبيل إسعاد الزوج والأبناء، راعه منها فيض شبابها وسحر جمالها، وتوقد ذهنها وإقتران الأنوثة فيها،...
كانت سائرة في حزن وألم، طريقها المستشفى، لم تخبر أحدا من أهلها بأنها ستجري عملية فقد طمأنها طبيبها أنها تمر سريعا، وأنها تنجح بنسبة كبيرة، و سريعا يشفى المريض، لكنها مع ذلك تمنت لو أن عزيزا أحس بألمها وأدرك ما هي فيه، كادت وهي تعبر الشارع نحو الرصيف الآخر، تدهسها سيارة بسبب شرودها وسرعتها في...
مازال منذ غروب الشَّمس يلازم الأريكة المنصوبة في فناء الدَّار، يقبض على خرطوم نارجيلته، ويلتقط من الراكية قطع من الجمر المتوهّج، يضعها على حجر المعسل، ويسحب أنفاسًا عميقةً، ويزفر بقوةٍ، ويخلّف سحبًا من الدُّخان الثَّقيل، تغطّي وجهه، الذي كسته التَّجاعيد وعلامات التَّوتر والقلق. من وقتٍ إلى...
عندما ينتشر عرف بين الناس و يتفشى في حياتهم، ولم ينكره أحد ليكتسب بذلك قوة بصمت الناس فيستفحل امره :باتفاق شبه صامت من الأغلبية بالتغافل عنه ليتمتع بقوة القانون الواجب النفاذ،: ثم تتوغل هذه العادة أو وتزداد انتشاراً؛ وتتمدد في حياتنا كلما تقادمت فترة من الزمن ، لعل وجهة نظر المجتمع فيما سبق...
كانت وحدها جالسة في صمت كئيب إلا من أغنية فرنسية بلحن رتيب اشتعل بعد أول لازمة وأيقظ ذاك اللهيب... صمتت الأغنية فوجدت نفسها مرددة: Et moi non plus je n'ai pas changée Toujours le même petit sourire Qui en dit long sans vraiment le dire Non moi non plus je n'ai pas changée ذرفت دمعة لم تشعر بها...
لم تتبق غير ساعات معدودة؛ أمسك بقلمي وأشيائي التي يعز علي أن أرحل دون أن ترافقني، لقد صحبتني سنوات عمري: كتبي التي دونت في هوامش صفحاتها تعليقاتي، الخطابات التي لم تجد من يتسلمها فعادت إلي؛ لأنه لم يستدل على عناوين أصحابها، بعض الصور التي سجلت لحظات مسروقة من الزمن الرديء، حاولت أن أتخفف منها،...
“ارتَدّ إلي طرفي وهو حسير، وقد صدمه قبح ما رأى، واقع أليم، وزمن ساخر يتسلى بأوجاع من طالهم جُورَه وَجُورَ بني جلدَتهم من علية القوم ونخبة النخبة، ممن يستنكفون إلقاء نظرة على من هم دونهم في الوضع والحال، ويسرفون في ذمهم و تحقيرهم دون أن يرِف لهم جفن، أو تتحرك في قلوبهم رجفة رحمة” دَاهمهُ هذا...
أهلي أحبائي.. أبناء عشيرتي في سوريا، لبنان، الأردن ومصر. أريد أن أخبركم بهذا أنني فقدت يوم أمس إبني.. بكري بعد أن ربّيته ورعيته بنور عيني حوالي نصف القرن. ابني حبيبي نور عيني. رأيته يكبر يومًا بعد يوم.. شهرًا .. وسنة في أعقاب سنة. يا الله ما أصعب ساعة الفراق. قلبي يتمزّق. الآن بعد أن جاء الرجال...
أعلى