المحامي علي أبو حبلة
الفصل الأول: بائعة الوهم
في إحدى المدن الفلسطينية، حيث تتقاطع الفقرات اليومية مع أوجاع الناس، كانت “أم نادين” معروفة بين النساء بأنها “الخطّابة التي لا تردّ طالبة”.
تتنقّل بين البيوت بابتسامتها الهادئة وعباءتها السوداء، تبيع الأحلام للفتيات كما يبيع التاجر بضاعته في...
أقبلت عليه شاحبة الوجه، كأنها فقدت نصف وزنها في ليلة واحدة، عيناها منتفختان حزينتان، تشعر بأنه لم يخذلها وحسب ولكن كسر صلفها وتعاليها، ليلة أمس، حين راودته عن نفسه: لم يرو عطشها وأذل كبرياءها... وخرج منتصرا - ولأول مرة ـ على شهوة نفسه... وكأنه كان يكفيه فقط توسلاتها إليه، وإلحاحها عليه، أن يضرب...
المحامي علي أبو حبله
الفصل الأول: البذرة — حين تلتقي العدالة بالرمز
في قاعة تفيض بالأضواء والكلمات، اجتمع الأدباء والمثقفون تحت عنوان: “المرأة… صوت الإنسانية والحرية”. الخطابات متتابعة، تتغنى بالتمكين والمساواة، وتدعو لتحرر المرأة من القيود الاجتماعية، دون أن يُذكر صراحة اتفاقية سيداو، لكنها...
المقدمة
في زمنٍ تلاشت فيه الملامح بين الظلم والخذلان، وذابت فيه الأصوات الحرة تحت ركام الخوف، وُلدت هذه الحكاية...
ليست عن بطلٍ واحدٍ، بل عن شعبٍ بأكمله؛ عن أولئك الذين صمدوا بأيديٍ عارية وقلوبٍ عامرة بالإيمان، عن العجائز الذين حفظوا الوطن في الذاكرة، وعن الأطفال الذين كتبوا على دفاتر المدرسة...
بقلم: علي أبو حبلة
المقدمة التحليلية الأدبية
في زمنٍ تهاوت فيه القيم، وتحوّل فيه الفساد إلى نظامٍ مؤسسي يلبس ثوب القانون، تأتي رواية “حين سرقوا الوطن” لتعرّي واقعًا تتقاطع فيه الخيانة مع الطهارة، والذنب مع التوبة، في صراعٍ أبديّ بين ضمير الإنسان وسلطة المال.
ليست الرواية حكاية لصٍّ أعاد...
المحامي علي أبو حبلة
الفصل الأول: الميراث الملعون
في ذلك المساء الرمادي، حين كانت الشمس تلفظ آخر أنفاسها خلف أفقٍ ملبّدٍ بالغيوم، عمّ صمتٌ ثقيل في بيتٍ فخمٍ تتدلى من سقفه ثريّاتٌ باهتة لا تضيء شيئاً سوى الغبار العالق على جدران الزمن.
على السرير العريض، كان الشيخ المريض يلفظ أنفاسه الأخيرة،...
المحامي علي أبو حبلة
لم تكن "ليلى" إلا امرأة عادية، تبحث عن مساحة ضوء في زمن يزداد فيه الظلام كثافة. جلست أمام نافذة الشاشة المضيئة، كمن يشعل شمعة في ليلٍ طويل. كتبت، لا لتُهاجم أحدًا، بل لتصرخ بوجع الناس، لتقول إن الفقر ينهش الأجساد، وإن الصمت يثقل الأرواح.
لكنها سرعان ما أدركت أن "الكلمة قد...
المحامي علي أبو حبلة
الفصل الأول: فجر يتبعثر في الرماد
في فجر ذلك اليوم المشؤوم، كانت كفر مالك تستيقظ على همسات الرياح فوق أسطح البيوت الحجرية القديمة. الطيور تزقزق في الحقول، وأطفال القرية يركضون في الأزقة الضيقة، يلهثون ضاحكين، بينما النساء يحملن سلال الحبوب، تحضّر الأرض المزروعة منذ أشهر...
المحامي علي ابوحبله
الفصل الأول: ثقل العهد
في صباح هادئ من أيام الخريف، وقف يوسف على شرفة مكتبه الجديد، يتأمل المدينة من حوله. للتو تسلّم منصبًا حساسًا، منصبًا يمنحه النفوذ والقدرة على اتخاذ القرارات، لكنه شعر بثقل غير معتاد على قلبه.
“الأمانة ليست مجرد منصب يُتسلَّم، بل عهد يُحاسب عليه...
الفصل الأول: العودة الثقيلة
كانت القرية ساكنة تحت شمس المغيب، والطرقات الترابية تحمل رائحة الحطب والدخان، فيما الأطفال يلعبون عند أطراف الحقول. في تلك الأجواء، عاد الابن الأكبر بعد سنوات من الغربة، ترافقه زوجته وأطفاله الصغار.
دخل الساحة بلهفة، يحمل حقيبته، وعينيه تفيض شوقًا، لكن المفاجأة كانت...
سفر: عشق المجذوب
سمعت صوتًا بين وقفة الآيات ينطلق بعبارات سرت في دمي منذ سنوات أنا وكُثر من سميعة القرآن نترقبه عقب إعلان المذيع في الراديو الانتقال إلى أيّ إذاعة خارجية في أيّ وقت بل في أيّ مكان من أقصى مصر إلى أدناها ومن شرقها إلى غربها، صوته تردد آلاف المرات من جبل الطور ومن السلوم...
الفصل الأول: فجر الأرض
في قرية "الضياء"، حيث تتعانق التلال مع أشجار الزيتون العتيقة، كان الفجر ينساب بين البيوت الحجرية، ويعكس بريقًا خجولًا على الحقول المروية بالندى. آدم أبو نوار، شاب في ربيع عمره، كان يتفقد كروم الزيتون التي ورثها عن أبيه وجده، يشعر بثقل المسؤولية.
فجأة، اخترق الصمت أصوات...
الفصل الأول: البداية – أرض الحكاية
في قرية صغيرة تُدعى عين الزيتون، كان الطفل آدم يجري بين الحقول، يحفظ رائحة التراب وصوت العصافير.
جلس جده الشيخ إبراهيم على صخرة قريبة، ينظر إلى شجرة زيتون معمّرة ويقول لحفيده:
– "هذه يا آدم أكبر من عمري، هي شاهدة على أننا هنا منذ الأزل، وستبقى بعدنا لتشهد...
في كل مواجهة مع المحتل تكون غزّة مرشحة لنيلِ أحد الوسامين الأول إما أن تكون الطبيب الجرّاح الذي يخيط جراح الأمة، والثاني أنْ تكون الجزّار الذي يُثخِن في المحتل !
بدأ تصعيد إسرائيلي غاشم على القطاع في أواخر أيام شهر رمضان الفضيل الذي لا زال الاحتلال يجهل عظمته ويتجاهل قدسيته ويزيد من استفزازه...
تبسّم الشّقيّ بسمة حزن حين تذكّر ذلك الفحل الأحمر. بعد أن أمضى سنوات طويلة يقود النّوق في الجبال حاميا لها وراعيا.
لقد كان نكّاحا للنّوق،فلا يترك جملا آخر يقترب من حريمه مثل السلطان.
كان إن رأى شبحا من بعيد يجري نحوه فإن كانت ناقة ضمّها إلى جواريه،وإن كان الشبح جملا أدماه عضا حتّى يولّي الأدبار...