نثر

غريبٌ، غريبٌ، غريب أمر البشر وهم يفرّقون بين الحيوان والآخر، في ترتيب خاص بهم وليس بهما، فيقولون هذا حصان وهذه أتان " أنثى الحمار"، وهذه فرس وهذا حمار، مانحين قيمة اعتبارية أكثر لكل من الحصان والفرس، رغم أن الحصان يواقع الأتان، فيكون النغل" الكديش " نتاجهما، والحمار يواقع الفرس، فيكون البغل...
أوتيتُ الحكمةَ من حجَر غازلَ ماء استوقفه بلطف كرمى يعسوب ناجى قمراً كي يغمره بهدوء تأملّه الأبدي ليدثره ببياض وافر الدفر والابتسامة الخاصة تحضنه أنثاه على وعد بصخب عائلي مرسوم انسحب الماء قليلاً بدماثة معهودة وود معتبَر وقد أهداني الحجر سليل الحجرلحظتهالمرنانة مرحاً بدعواهما وكم شكر الماء الحجر...
عشقتكَ لأحرركَ من مئات النساء العالقاتِ في دمك، كنتُ أودّ تحريرك منهن دفعةً واحدةً ألم تقل لي أحبّيني!؟ أبصرتُ أمنيةً عالقة في قعر كأسك فالتقطتها قلت في نفسي: ويحه ذاك المراوغُ الذي يحلم بالقبضِ على الماء كان عشقي لكَ مؤجلٌ حتى أنضج تحت رحمة مئة احتراقٍ دونَ أن يسقطني اللهب سوى...
خمسة.. أربعة.. ثلاثة.. اثنان.. واحد.. مبروك.. لقد ولدت من جديد. يرتعش جسدي.. تتسارع أنفاسي ونبضي.. ألمس وجهي.. تدمع عيناي بلا سبب.. لا زلت عاجزاً عن البكاء.. ولا صرخة على وشك البداية.. لا ظل لأمي هنا.. فولادتي الثانية كانت بمفردي.. تألمت وحدي حتى خرجت من شرنقتي.. فالألم رحمٌ أوسع واسمٌ من أسماء...
غابة اللبلاب. "ربما طَافني طَائِف واختَفى" هأنذا أطأ حوافّ المجرة بنصف عين قربة مائي سرقها اللصوص وكلما أمرُ على أهل قرية يأبوا أن يضَيفوني ثم كانت هناك عند غابة اللبلاب سيدة بهية الطلعِ خرجت من بين عباءاتِ الفجرِ... _هذا أَنا أيها الرَكب......توقف! استطالتْ وحلتْ مِئزَرها دِيبَاج مِنْ سُنْدُسِ...
كنتُ اظنُ وبعض الظنِ يقين ..إن اسمرارَ بشرتي لم يظهر عبثاً ولم يأتِ من فجوة المرحِ التي خلَّفتها تمارين الصباح , فقد توالت على ابيضاضها تراتيل الصراخ وتعمدتْ الحياة ان تبطش بظلمتها فوق وجهي… كنت اظن ان اقلامي المتسكعة فوق الدفاتر سـَتتعب ذات نهار وتحيلُ نفسها على التقاعد لكنها مازالت اسيرة ذلك...
* إلى عاشور الطويبي/ عليك أن تعتذر فورا عن جريرة الجمال Ashur B Etwebi 🙂 * إلى محيي الدين محجوب / أنا وأنت سنرهق هذه الشجرة من غصنها عسرا.. أصابعنا الطفلة المجذوبة المحجوبة!! * إلى حسين مجيد/ أنت تعلم أنني لن أخبر الله عنك! كانت أوراق السرو الذهبية اليابسة في الخريف تلتهب في عينيك! Hussein...
أرجوك لا تفتح نافذتي.. لا تعري حزني أمام الناس.. جسدي لا يتسع لمزيدٍ من الرصاص.. دعني أركض خلف رأسي لأعيده مكانه.. تعبت من النوم على درجاتٍ كان ينبغي أن أصعدها عندما ضاقت بي الملاجىء.. لا زال قلبي برغم الشجن يحلم.. هناك فوق التلة البعيدة.. يتوارى عن الأنظار ألماً وخوفاً.. يعرف أنه سيتلاشى...
يمكرني الحنين لعينيك البعيدة كبحر أزعم أنني آراني بهما ليل ينثرني دموعاً ويتنفس وجهك عناداً تضرجني كتفيك العاليتين انكساراً في ساقية أمواجك أحتسي جرعات السراب تحت أضلعك في قارات ولهك المتمرد العتيد أيها القائم في أبديتي دعني انام فيك ولا اصحو اوهبني رمقا من حضن اخفض جناحك للهوى سئمنا ما ليس...
تراودني أفكار غريبة، قريبة من الجنون، تنتهك اصوليات المنطق، وتهتك ستر الأشياء، كالطموحات الممزوجة بتوتر وغليان لا يهدآن، يقال أحيانا بان المس ينقل الانسان الى اقصى درجات الادراك والعمق، بعكس ما هو سائد في المفهوم المرعب للشعور المستتر خلف الخوف من الغريب والمستهجن، او بصورة اصح، خلف المستبد...
لنهاياتِ أيلول شُعور غامضٌ حزينٌ يتطلع للسعادة...!؛ في يوم ٢٨، أيلول، ٢٠١٣م أمسكتُ بدفتري الصغير تحت ضوءٍ ضعيفٍ في طعسٍ هزيلٍ من طعوسِ ثمامةِ الرياض، وكتبتُ بلا وعي سطرًا قصيرًا: "أيلول يا مبدأ التدوين". شعور ذلك اليوم أخفى أشياءَ وأظهر أشياء: أظهر جنازةَ حياتي السابقة تتحرك أمامي من تحتِ...
صورته.. تتدلل عليها... مرات قليلة تشرق كما شمس يناير.. تتحسس ملامحه حتى تحتوي اناملها تلك الشامة التي تأنقت على جبينه.. وغالبا.. يغلبها.. يدير ظهره.. يطل عليها بصورة مغبشة، وسحابة غياب تمر بخطى مثقلة... يضيق بها قلبها ... تركب الصبر.. ويتسلقها الحنين مضمخا بالشعر.. يتلبلب حوله الصمت...
ما الذي يختبىء هناك خلف قرص الشمس؟ لعله طرف خيط.. يقودني إلى طائرتي الورقية.. أو لعلها الأيام التي غافلتني وأنا معصوب العينين.. تركتني أعد أحلامي.. أبحث عن حبي.. وطني.. وقلبي الذي كنت أتحسسه في كل ما حولي.. حتى وجدت جسدي في مكانٍ بعيدٍ عن روحي.. حيث بات اللقاء مستحيلاً.. وحكم علي أن أظل منفياً...
كان الليل ملطخاً بالدم والريح،البحر يحاكي السفن بلا ضوضاء،والعارفين بالكلمات اثنين،أنا والغياب. الغياب الذي يحاكي الصمت بوجه آخر،وجه يرفع قلبي نحو العذاب. العذاب دمعة،جرح،نور،عتمة،زهرة،خنجر،دخان،نار،ضباب،انكسار،مَجد وهيام. الهيام مرض سرمدي،طرب يخاطب أعصاب الروح،جوى يُنحِل الجسد، فجر يأكل لحم...
كقطعة الشوكلاته اخذته من مخبئه شكلته هيكلا بلا حروف أو علامات بارزة تدلل على ندوبه الغارة أخذت صفحة الماء مرآة لأحلامها قطع حول روحه الأمل كسرت خواطر اللغة وزفر المجاز آخر صيحاته يتعلل بالعثرات اللغوية وقع بها الكثير من الفصحاء لكنها عنت ما تردده أردات بتر المعنى وتسطيح العلاقات ودرء شبهة...
أعلى