شعر

للملاك الذي زارني، وأنا مرتمٍ تحت أشجار فصلِ الخريف، كنتُ أمليتُ هذي المُناجاة: حين يفتقدُ الطيرُ وقعَ خطاكَ الأليفْ فوق حاشيةِ الفجر. حين يغادرُ ألوانَه الغصنُ، والماءُ يوشكُ أنْ يتجمّد. حين يبدو العواءُ المخيفْ مخلباً دامياً في زجاج النوافذ. حين يرمي ابنُ آدم سلّمَ آماله لذُرى مُرتقاكْ،...
رَأسٌ بحَجمِ جَوزةٍ هِنديّة عُوَيناتٌ مُدَوَّرَة جَسَدٌ لايُضاهيه القَصبُ في نَحافَتِةِ كانتِ الريحُ تحيا في تِلكُم الجَوزَةِ وما وَراءَ العُويناتِ شَمسانِ وفي القَصَبِ سِمفونية!
في الغابة هذه يوم قلتُ: إني الشجرة الوحيدة التي يأكل منها الله بَعدَها نشبت الحروب! في الجبال هذه يوم قلتُ إني الجبل الوحيد الشامخ الذي تشرق عند ذروته شمس الحياة مذ ذاك نشبت حرب الجبال. بين الجياد هذه يوم قلتُ: إني الجواد الوحيد ذو الصهيل الأصيل بَعْدَها نشبت حرب الجياد! يبدو ان الدماء هذه...
ردّني إلى هناك هنا، شفيعتي تسكن في خوفي، تسكن في ذعري، تسكن في امرأة دون قصاص، والحزن رصاص. ولا هداية لنون وقلم على بساط مقصلة تُحتضر. ****** ردّني إلى هناك هنا، عزلتي حشرجة رغبة في أوتار كمانْ ولا رؤية لكاهن سومريّ يشرح لي من سفر التّكوين حكاية. وأنا أتمدّد في حزني، وحزني ثوب وفراش وقصاص.
إذا أنتَ تمشي حيثما الظلُّ ممدودُ، وأنتَ إذا تمشي قميصكَ مقدودُ؛ وكنتَ أصختَ السَّمعَ لستَ ترى صدًى، وكنتَ أنختَ الخطوَ، والخطوَ مردودُ؛ وما بين مرصودٍ ومفقوده مدًى يسيلُ هوى مرصودُه، ثمَّ، مفقودُ؛ وما بين معدودٍ ومجدوده سدى كأنَّ سرابا لفَّكَ، الآنَ، مخضودُ؛ وأنتَ ولا جسرٌ على النَّهر يختلي...
أنأى ما استطعت وألقي في دمي حجرا كي لا تعرّش أشجار من الذكرى ولا تندى من الفيروز أزهار وأمشي على عجل كي لا تحدّثني في الفجر أطيار ولا أمي تخاصمني لأني تركت الباب منفرجا ولا أختي تبوس عيني لأنّي في وسادتها وضعت فراشة بيضاء أنأى وقلبي في يدي يا أيها الوطن الذي فرّط بي وتعتعني ومزّق كلّ أحلامي...
حزني يُضِيءُ تحت سًقْفِ القمرْ ، وَدَاخِلَ قلبي تَخْتَلِجُ طُيورٌ حمراءْ ، وَفِي ذَاكِرَتِي ، مَطَرٌقديم يَسِيرُ بين الجُثثْ . سَأُؤَجِّلُ جُنُونِي قَلِيلاً وَ مَوْتِي قليلاً ، وَسَأَذْرُعُ شوارعك الرَّثَّة يا وطني ! رَافِعاً أغصَانِي كَالْبَيَارِقْ ، وَسَأَرُجُّ عظام قصائِدِي كَأَجْرَاسِ...
(1) المدن المكتظة بالناس والكلاب والضجيج تجبرك على الهروب الى أمكنة أكثر هدوءاً.. في الليل أو في النهار ثمة من يراقبك.. محاولة الهروب الأولى لم تجدِ نفعاً بعدما جذبك حنينك الى بيتك الأول.. محاولة الهروب الثانية ألقت بك في غياهب فنادق المخابرات ذات الدرجة صفر.. هل تفكر بمحاولة اخرى وانت الخارج من...
أعرف أن الشعراء سدنة الجمال وأئمته فما الذي يجعلني اقول هذا الجمال كثير علي هل لأن عينيك تلوحان لي بالسباحة وتغرياني بالغرق دون أن احاول النجاة وان صدرك من الأبهة ما يجعلني خائفا ومرتعشا مثل شيعي حين يطوف في محراب ولي ليقبله هل لأن فمك ما يجعلني دائما أقلب الكأس وأسكر بالقبلات وهل لأن...
كانَ الشارعُ مدْهوناً بمياه الفرحِ، وبالدهْشَةِ والحبْ. والشارعُ، كان عجيباًَ، بالدمْعِ السّاقطِ من حبّاتِ القلبْ. ورأيْنا الشارعَ كالعذراءِ، رأيناهُ بريئا ولأنَّ دُخانَ السّنةِ الأخرى يتَسرّبُ من شُبّاكِ الحُلمِ بطيئا، كُنّا نتأهّبُ للسّحرِ المخبوءِ وراءَ السّاعَة، وصَريرِ عقَارِبِها، كنّا...
لمّا أعد أذكرُ من أيامها غيرَ يد مشلولةٍ تمتدّ في الليل إلى مِعزفها باكية ًجَمالها الذائبَ والأصدقاء. ولم أعدْ أعبثُ بالشَعر الذي قد حوّلته لهشيم يابس ٍعَواصفُ الشتاء. تكسّرتْ أصابع البيانو ولحننا القديمُ ما عادتْ له في الروح من أصداء. عادتْ إلى الغابة بعدَ المَطر الأطيار،...
ظلي لا يشبهني البتة ومثل شبح الموت يمكث فوق الكتف ظل اخر ما تبقى لي من ميراث ظلي وحيد ومنبوذ مثلي ظلي مجنون احمق مثلي ينام معي ويصحو ومرة يسبقني جوار التابوت ويبكي لم يتركني ظلي يقاسمني الخبز والقهوة المرة وسرير المقهى والقحبة ظلي لا يدافع عني لا يشكو مثلي من جرح او مرض مزمن لايشكو من خبث...
بلادي.. يا قرة العين ما يطرب القلب رصاص سوى الناي ولا يكتب الشعر سواي ** انت الابجدية الاولى ذاكرتي.. كوخ الملمات كوخ الشاكرية... وشم الامهات بدرية والليالي الماطرات صفير القطار في الكرخ يطربي بلادي صحن مزار... مطر صيحة مأذنة استريحي رويداً رأسك مرفوعا بحجم الارض وغبار الحروب ليس غبارا خمسون من...
إبنةُ الخالْ تَنشدُ النهرَ عند الظهيرة في اليمين تجرجرُ أُختاً صغيرة وتحاول أنْ تُطلق النهدَ عابثةً في الشمالْ قدمانْ كساقيتين على التربة الساخنة تجريانْ وسرعان ما تنشفانْ بفعل الهجيرْ وأنا أتلصّصُ من كوّةِ البيت يبلغني من تماسّ الرداء على الفخذِ المستديرْ كثيرٌ من الهمس وكما يلسعُ الرملُ...
زارَ الطائرُ المُحنّى الصدر. الطائر الصغير الذي لا يحسن الغناء. زار ثانيةً حديقة َ المنزل، البيضاء بفعل الثلج. احتل طرفاً من غصنٍ، بالغ الرقة، أجرد. وبحركةٍ عابثة لم أفهم معناها جعلني أنصرف له يقِظاً. وحين اطمأنّ خاطبني، كمرشد على ناصية: نسيتَ دون شك. لا عجب. مرّت سنواتٌ ثلاثون على لقائي الأول...
أعلى