شعر

إلى سلمى الجبالُ بعيدةٌ وهذا الألم الطالع من الأمواج بلا مُلوحةٍ. ليس خطأ بعد الآن أن يمرحَ السحرةُ فوق الغيوم. المنازلُ خاليةٌ وكل وجهٍ أصادفهُ صقيلٌ كحجارة الوادي المغمورة في ضوء القمر. كان الأبُ يسهرُ على الزمن في بريق دمعةٍ عندما سمعتُ البكاءَ يتردد في الأروقة. الأختُ بمرآتها تستنجدُ هائمةً...
يا حزيران.. مالذي فعل الشعر = وماذا أعطى لنا الشعراء؟ الدواوين في يدينا طروح = و التعابير كلها إنشاء كل عام نأتي لسوق عكاظ = و علينا العمائم الخضراء و نهز الرؤوس مثل الدراويش = و بالنار تكتوي سيناء كل عام نأتي . . فهذا جرير = يتغنى ، و هذه الخنساء لم نزل.. لم نزل نمصمص قشرا = و فلسطين خضبتها...
مثل كلبٍ شريد بمقلتين دامعتين اقبض بأسناني على كتابي وأركض من شارع لشارع يلاحقني الرفاق والغوغاء والإئمة المزيفون والسماسرة والذباب. وكالكلب ألهث .. لا أحمل شيئاً غير هذا الكتاب اللعين. -إززززز ! رصاصة فوق رأسي وأخرى بين ساقيَّ (أين الخرابة المهجورة لماذا ظللت اليها الطريق؟) -إزززز ! رصاصة بين...
مثلَ حبات العقد المزهو برونقه البني على ربوتي شهرزاد انحنوا لصهيل الشوارع ... ثم كبَوا ... ثم انفرطوا أي مجد لهذا الوباء العظيم؟ لكأن الوقت انتهى لكأن الوقت ابتدأ فلتختبئي خلف ذاك الضباب البعيد. نحتاج إلى طيف قزحيّ يمشي فوق الماء يغسل الألوان المدلات...
منذ أن رأيتك وأنا أفكر برفع دعوى ضد نهديك فهما يهتكان حصافة المارة ويثيران المواجع والقلق وأخرى ضد خصرك وثالثة ضد شعرك يتراقص بغنج والرابعة ضد عينيك ففي كل صباح تبتكران غمازة جديدة وخامسة ضد عطرك وسادسة وسابعة حتى قمصانك التي تخبئ ما يثير حرائقي سأدرجها ضمن قائمة الاتهام سأقيم دعوى ضدك كلك لأنك...
الى روح عبد الحسين نور جيتا خائفا كنت أمسك بطرف عباءة أمي حتى كدت أسقطها وأنا أجرها متلصصا عليهم كانوا معلقين على أوتاد غليظة نصبت بعناية لهم كانت الجثث باردة تتدلى تحركها أسئلة المارة ونظراتهم التي سرعان ما يشيحون بها خائفين من ميتة مشابهة ورغم أنهم مطمئنون على أن الجثث لا تهرب كان الحراس...
ما الذي يجعلني أهتم بحياة الملوك بسلالاتهم بأيام حروبهم بأنساب خيولهم وسيوفهم بنوادرهم ونزواتهم بقصورهم بموائدهم يطوف عليها ولدان مخلدون بنسائهم قطعان الجواري وما ملكت الأيمان ما الذي يجعلني أهتم بمراسيم اعتلائهم على العرش ومراسيم انزالهم في القبر ؟؟ هل كنت احلم أن اكون ملكاً هل كنت انتمي الى...
1 الظلام يقف هناك وأنت تتعثر بحجر ناشز في رصيف خباز ينعي تنوراً موحشاً كيف يمكن احتمال خباز يرثي تنوره في شتاءٍ حزين لفرط الطحين الغائب؟ بين أن تختبر الجوع بأمعائك وخمسين كتاباً عن القمح مسافة من التجربة التي تذيب الجلاميد موغل في جحيم الطريق فيما الدروب مكتظة بالأجساد المعروقة و الأرواح...
إنّي لا شيء وحديثي عابرٌ، مِثْلي، بين عابرينَ، لذلكَ أتحدّثُ عنكَ إنّي أتحدّث عنكَ لا عن ظلّكَ الجالسِ – وحيداً – تحت سكون الشجرةِ عند المفترَق حيث أعمدة تلغراف قديمة منزوعة الأسلاك، وعابرون يمرّونَ بِسَهْوِكَ ولا يلتفتون إنّي أتحدّث عنكَ لا عن خيالك الماثل أمام عينيّ أو منامي أتحدّث عنكَ لا...
التأريخ: حينما جف البحر وهاجرت طيور الماء كان يجتاحكِ في أمسيةٍ أجتاز فيها وطني ضجر الطير الذي يقبع في عشه ساعات المطرْ وشبابيككِ كانت مشرعةْ لبكاء المدن القفراء مني ولما يحمله الليل من الوحشة والجدب وأصوات المزامير. وإن الذاكرةْ بِرْكة بالحزن كانت مترعةْ . . . . . . . . . . المساء الأن...
إلى محمد عمران صديقاً.. شاعراً يعود من رحلة التيه إلى إبداع القصيدة.‏ كانت تُعانِقهُ رُؤَانا في هَواهُ أو تُعَانِقُنا رُؤَاهُ على هَوَاهْ‏ ويحتفي شِعرٌ بمقدَمِ شِعْرِهِ‏ كانت تُسبِّحُ في سماهْ‏ لُغةٌ تَشِفُّ‏ كما تَشِفُّ الأرضُ عن ماءٍ‏ تَهيَّأ في سَلاسِتَه، لَدَانتِه، طواعيةً، شفافيةً لإبريقِ...
يحوم الموت حولي كذئب جائع لم أعد أهتم بالمواجهة فأنا لاهية في عالم بعيد أخطو بقدمي فوق النجوم كأنني طفلة السموات أرقص رقصة لا يعلمها إلا قلبي وأذوب في دوامة النور فانتشي كيف لي أذن أن التفت لذئب جائع ولماذا يعنيني كل هذا التراب وكيف لمن هرب من الفخاخ أن يعود إليها موسيقى قلبي تقول لي أنني أحيا...
إني ليث الصندوق ولدتني أمي في ظلمة صندوق خشبي ونَمَوت أسير العتمة والبرد لم تحرق جلدي شمس وعيوني كعيون الميت معلقة بدبوس في وجهي لم تعتد أذناي سوى الصمت لم تبصر عيناي سوى الظلمة لأبعد ما بلغته خطاي مسافة شبر لم أحسب أنّ هنالك أكواناً خلف اللوح وأناساً طلقاء لهم نزوات ورغائب ونجوماً تسّاقط فوق...
«فاطمةُ»، أبهى النسوةِ، أذْهَلَها ما سمعتْ فنأتْ حينًا وبكتْ وبحبّاتِ الرملِ المفجوع طلتْ نهديها ما الحنّاءُ؟! النيلُ؟! ورائحةُ الغيطْ؟!» وفي السرّ تُتمتم كانت: «مسكينٌ هذا الشاعرُ مسكينٌ من يتغنّى بالكلماتِ، ومسكينٌ من صاحبَ يومًا بعضَ الشعراءْ» تركتْ شيئًا من ثوبٍ بالٍ كان له لونٌ ما أيامَ...
ما كانت تعرفُ إلا طعمَ «الهيلِ» المنقوع بماء «الزعترِ» والوردِ الأزرقِ ، ذاتَ مساءٍ غنّى، فاكتظّت رائحةُ البحرِ بدمع الحبِّ ولون الهدبِ، وشريانِ الترحالِ، امتلأتْ روحُ الشاعر بالنورِ الربّانيِّ، وفاضت لسماءٍ مجهدةٍ، وغيومٍ حائرةٍ تعبث بابنةِ ذاك المتفرّد بالماء،ِ وبالأزرقِ، كاد يغادره اللونُ،...
أعلى