شعر

(1) المدينة تغلق أبوابها، الناس يوصدون شبابيكهم ويوقدون نارهم.. الشارع خالٍ الا من كلب ينبح بين الفينة والفينة.. وقطة تموء داخل كيس قمامة.. ليس غير جسدك يملأ المكان.. تسير وعيناك تحصي النوافذ الدافئة.. الثلج يملأ منخريك، وحذاءك.. لوحة شكلها الشتاء أمامك من بياض وألم.. الجبال تحدق فيك، تترصد...
• الى ابراهيم.. روحاً. نم هكذا، وانتعش برحلتك.. لست كالآخرين. ما كان الآخرون يمتلكون زهوك.. كيف تسنّى للموت أن يعبث فيك وهو يعرف اشتهاء الحياة ليديك..؟ كدت تحلّق بجسد نحيل لولا ثقل همومك! خذلتك الريح.. كان عليها حملك قبل أن تهرس الأرض عظامك. أما استحت منك..؟ أما استحى التراب من أصابعك البيض..؟...
الى أبي الذي لم يترك لي سوى اسمه اسمه غير الجميل طبعا والصعب في اللفظ فكثيرا ما يخطئن به صديقاتي الفيسبوكيات ﻷحمله في الوثائق الرسمية دفتر الخدمة العسكرية شهادة اﻷحوال المدنية فقط فهو لم يذكر قط في سجلات البلدية مع هذا لم أغيره رغم مطالبة بعض اﻷصدقاء فمن الصعب أن نستبدل آباءنا حتى لو ماتوا فقد...
أشياء كثيرة في هذا العالم لا تحتاج الى تجميل الله مثلا فهو مكتف بذاته الليل بأحلام عاشقة استبدلت صلاة الليل بكتابة رسائل الغرام الصباح بشمسين واحدة في السماء وأخرى تضيء في الأرض الجندي الذي عاد بخوذة مثقوبة وقلبه يبتسم الصدق حين لا يحتاج الى شاهد أشياء كثيرة لا تحتاج الى تجميل العارف وهو يرقص...
كلنا سنذهب ذات يوم كارهين إلى تلك الحفرة التي تسمى القبر ننظر بوجع إلى الحياة حتى لو كانت قاسية وبحسد إلى المشيعين وسأعود إلى المكون الأول التراب فيا ربي اذا ما اردت ان تدوفه طينا فلا تنس ان تنفخ في طينتي روح شاعر يحب الفراشات وألا يمسسني سوى الحب بعيدا عن السكري وارتفاع ضغط الدم أو تنفخ فيه روح...
حينَ خرجَ ظلّي وتمدّد منتصفاً الماء والرمل لم أعُد أفهمُ عليه شيئاً كلُّ ما فيه فقّاعاتٌ تحاولُ إغرائي بالغرَق. الجسدُ مدينة لا نعرفها كريستين... لدمٍ لم يكتمل ارتفاعه الجدران ترزح تحت نير اللحظات كأنّها تسقط مطرٌ خفيفٌ يغيّرُ لون البحرِ وأشياء أخرى داخله وأنا أسألُ الشّمس باستمرار...
أطيلُ النّظرَ في الحقلِ البَعيد كلُّ ما ألمحهُ بقايا عِطر لكِ مثلما تَجْمعُ الأرضُ عَبيرَها بينَ بُتْلَتينِ صَغيرتينِ خَفيفتينِ ومثلما في مَدينةٍ مُكتظّةٍ أستمعُ لِكنارٍ مُختَنِقٍ أحاولُ جمعَ هذا العِطرِ في زُجاجةٍ ضيّقةٍ أغنّي لفتاةِ الحَقلِ: لا تركُضي كثيراً، إنّها زهرةُ البَابَاتيا يُزعِجُها...
تِهْ جمالاً كما تـريدُ ودَلاَّ = أنتَ ملْكٌ عـلى القلوب مُولَّى أنا أهواك والصبابةُ زادي = والهوى قد يكونُ طمْعًا وذُلاّ نحنُ روحان في الحياة الـتقـيـنا = وغريبان آلفَا الأيكَ ظِلاّ فاتخذنا من الشواطئ دَيْرًا = ومن الروض مَعْبدًا ومُصَلَّى يا حبيبي وتلك آيةُ حُبِّي = كلُّ شوقٍ في خافقي قد...
سيدتي الأفق محموم و آنت مرهقة. الرهق القديم يا سيدتي ، أعرفه ، الرهق المقيم . الموت و الميلاد و المخاض الموجع الأليم ! صدرك يا سيدتي أم الجحيم عيناك يا سيدتي أم لحظتان من بريق الخوف و التوقع أنفك يا سيدتي آم شاهق مقتحم ذري السمو و الترفع ! سيدتي … ترفعي كما تشائين و مثلنا أردت لك ! توقعي كما...
قِفْ لاَ تَبِعْ مَا ليْسَ لَكْ = وَاحْضُنْ شُعَاعاً مُدَّ لَكْ دَعْ مَنْ يُقاتِلُ خَوْفَهُ = جُبْناً وَخَفْ مَنْ جَمَّلَكْ وَارْكَبْ مَطِيَّةَ ظَاعِنٍ = واتْبعْ قوافلَ مَنْ مَلَكْ عُمْرُ الصِّبَا وَرَبيعُهُ = حُلْمٌ.. بِلَيْلٍ قَدْ حَلَكْ واللَّيْلُ يَضْحَكُ لِلَّذِي = نَهْجَ المَتَاهَةِ قَدْ...
مِيلِي عَلَى حَلَبٍ يَا جَارَتَا مِيلِي = أَوْدَى الحَرَائِرُ مِنْ قَصْفِ البَرَامِيلِ قَصْفٌ وَأَفْرَاخُنَا زُغْبٌ حَوَاصِلُهَا = قَصْفٌ بِأَسْرَابَ مِنْ طَيْــرٍ أَبَابِيـلِ قَصْفٌ وَيَمْتَــــدُّ أَعْوَامـــاً بِدَاخِلِنَا = بِمَا تَـمَـلَّكَ وَغْـدٌ مِـــنْ أَسَاطِيــــلِ كَأَنَّمَــا...
الله أكبــــــر فاسـقنـي يا ســـــاقي = من لا إلـــهَ وســـرّها الدفـّـــاقِ من حُسنها ، وكمالِهـا، وجلالهــا = من سحرِِها ذاتِ الســنا البـرّاقِ أدر الكؤوسَ وأروني من صَرفها = خمـراً محرمـــةً علي الفســـاقِ فبذكـرها تحيــا القلــوبُ وتنجلـي = وهي النجـاةُ وفاتـــحُ الإغـــلاقِ ساقي إلي غيرِ...
أه يا أرض الأنهار يا حلم حزين، يا حفنة من أعشاب النيل، يا برية وحساسة، يا عارية أمام الرصاص، . أقول إسمك وأعض على شفتي أقول إسمك؛ وتأتي الغزلان، الزرافات، حمير الوحش الكركدن، التماسيح، وأفراس البحر نهتف أمام شمس الإستواء الحارة يرفرف إسمك كمداعبات الريح في أثير غابات السافانا السحرية ! نيالاو...
لا تساومْ بين مظلوم وظالمْ لا تساومْ حين يأتي الثأر يجتاح المظالمْ لا تساومْ بين أمر الله في العدل وهاتيك المزاعمْ لا تساوم أيها المذبوح في الوطن المسالمْ إنهم صبوا عليك الزيت والنارَ.. وخلَّوك جماجمْ لا تساوم بين رب الناس - يا وطني - وأرباب المغانم! سيد أحمد الحردلو
وحده الصبح يقدر على المواجهة يوزع الساعات على آلامنا لنسقط في سواقي المساء مترعين بالحزن مولعين بفكرة الصلب فوق الزمن رسائل تأتي إلينا مخباةً في جوف نسمةٍ أو في أنين طيرٍ هي ترانيم محشوةٌ بالوجع تُصيرنا نحن المعذبين باعتلاء المشانق قابلين للدهشة كل التواريخ قابلةٌ للإعادة لو اسقطنا الدقة...
أعلى