شعر

دون شَكٍّ … أنا الآن في قمّة الصمت فاصعدْ إلى قمّتي يا كلامْ فالصّدى يتثاءبُ تحتي كما الظّلًّ في الماءِ والصّوْتُ مرتحلٌ كالغمامْ غير أنّي سأطلقُ معزوفتي عندما تصرخُ الرّيحً أوْ عندما يقصفُ الرعدُ والبرقُ يومضُ مخترقًا ثُقبَ بابي وبلّوْرَ نافذتي وارتخاءَ الظّلامْ كيْ أقولَ الذي لم أقلْ بعْدُ أو...
1 ما كانَ ثمّةَ من قطارٍ أنتَ مذ عشرين عاماً، واقفاً مازلتَ تنتظرُ القطارْ العشبُ غطّى سكّةً حرفتْ مسارَ رحيلها ومحطةٌ أخرى أقيمتْ في المدينةِ ربما تشتاقُ للأطلالِ ــ مثل قصيدةِ الأسلافِ ــ أو… ما عادَ يغريكَ الرحيلُ سوى الرحيلِ إلى المدى المجهولِ وحدكَ… واقفاً متوجساً متلذذاً بالصمتِ أو...
الى أين هم ذاهبون بعضلات مفتولة يحملون المعاول والمناجل والمطارق يدكون الأرض بخطى مسرعة وفي جيوبهم أدعية الأمهات ووصايا الزوجة يتجمعون في الساحات يتفرسون في عيون المارة وهم ينفثون بقلق دخان سجائرهم وبعد افتضاح النهار يتفرقون فرادى أو جماعات يذهبون الى المقاهي تزجية للوقت ثم يعودون الى البيوت...
لم أعرف البحر من قبل كنت أراه خطا نحيفا ومتعرجا أو بقعا زرقاء وباردة في كتاب الجغرافيا وهو يبدو بلا موج لا نحيب غرقى ولا فنارات تلوح للسفن التائهة كان يتمدد كجثة على الورق بلا شواطئ ولا صخور يتكسر عليها الموج أو يجلس عليها العشاق وحينما كبرت عرفت أن البحر ربما يكون امرأة تطفئ حرائق اليابسة...
ليس عندي ما اقتطعه من أملاك لأقدمه هدايا لك في كل صباح تشرقين به وبعد كل عناق تحرصين عليه ان يكون تاما بكل حرائقه لا يفسده وهن ولا يدخله برد ليس عندي سوى قلبي بوافر محبته شجرة كلما هززتها تساقط القصائد كريم جخيور
هو لا يأتي إلا في المنام ككل الأطياف الهاربة من حرقة الضوء وككل الطيور التي تخشى الشراك فتبحر في كثافة اللوز هو لا يناديني ولكن الحروف تحط على ناصية بيتي وتتساقط كالبرد فاستفيق يقول عمت مساء يتها الناسكة في صومعة البهاء كيف انتظرت كل هذا الوقت ولم يصفر عودك من أين كل هذا التوت وانت مغمضة العينين...
لا يوجد احد، الضوء خافت، والنهار بعيد. النافذة المغلقة، لم تزل صامتة، لم تنحني للضوء منذ ترعرع الليل. هل أفاوض العتمة ام اجادل، ام اكتب؛ – مات رجل أعمى – على رخام قلبي. اتروى قليلا ، علني الحق به.. أجهل رنين خطوته، ملامحه الكابية، ارتعاش هويته، الليل الذي يبلله، والجدار الذي يتبعه. أنتظره...
حتى إن فشلت حياتي أن تكون كما أريد، وتعثرت مرة تلو مرة، في الطريق من باب إلى شجرة، ومن شجرة إلى ماء، ومن ماء إلى غرق. لن أعتب عليها دوارانها الفارغ من كل معنى
زيّنوا المرجة... بالأعشابِ أم بالنّار؟ بالذّكرى وقد أدّت قرابينَ الألوهةْ زيّنوا المرجةَ فالمرجةُ والشّام لنا حتّى ولو ظلّ من الحلمِ جرارٌ خمرُها ليست لنا زيّنوا المرجةَ...يا حرّاسَ أبوابِ المدينةْ افتحوها وارشقوا أقواسها بالفلّ والنّارنجِ والكبّادِ والضوءِ الذي يغسلُ نهدَ الياسمينةْ راقِصوها...
يقولون سكير فهل شربوا كأسي = وهل شربوا البلوى كما شربت نفسي سمت بي غداة العمر نفس رضية = فأوسعها دهرى من الهم والبؤس مضى الشعب عنّى غافلا فجزيته = على حسّه الغافى بمختبل الحسّ وإن أصح ألفيت الحياة مجانة = بها مأتمى الباكى يقوم على عرسي فسكرى صحو في بلاد أرى بها = حياتي لم تنجح على الطهر والرجس...
إلى أشرف فيّاض في عيد ميلاده (الشاعر التشكيلي الفلسطيني المعتقل في السجن السعودي) . فيما مضى، كنا نبدأ عد أعياد الميلاد بعد شموع سنواتنا المحترقة، تكبر وتكبر السعادة المصطنعة، نزيد من حجم الكعكة التي تتحمل شمع نهاياتنا. فجأة تتوقف عملية الحساب داخل مكب نفاية الحق يجمد العمر، فتلبس رقمك ليل...
مَعًا نَصْعدُ السُّلّمَ الدّائريَّ إلى شُرْفَةِ الْحُلْم ِ كَيْ نَسْتَقِلَّ السَّحابَ وَنَبْدَأَ رِحْلَتَنا الْمُمْتِعَةْ يَطيرُ السَّحابُ يُطِلُّ على كوخِنا الْمُسْتَحِمِّ بِريحِ الْعَبيرِ وَرائِحةِ الذّكْرَياتِ هُنا الْإبْتِسامَةُ فَوْقَ السَّريرِ حَريريّةٌ وَمُطرّزَةٌ بِشفاهِ الْحَياةِ...
لست من البكائين وكنت دائما عصي الدمع في المآتم حتى لو كانت حسينية ما عدا في موتين موت أمي وزوجتي وأتذكر بكيت قليلا على أبي لا لأنه لم يوجعني ولكنه مات بعد أيام من معركة الخفاجية وقد نفدت دموعي على أصدقائي القتلى مع هذا نحيبي نزيف لا ينقطع على أحلامي التي جهدت ان تكون ناضجة ولكن سرعان ما...
قبل أن أحبك لم أكن أعرف الوجد وما يتركه من سكرات في القلوب ولا العشق وكيف يترك أصحابه بين قتيل ومجنون. رغم أني قرأت قصائدهم أولئك الشعراء العشاق الذين قال أحدهم مفتخرا (وأي جهاد غيرهن أريد) كان العشق بمرتبة الجهاد وقد ظلت قصائدهم شواهد خفاقة على قبورهم لم تسقطها اﻷيام عبرتها متحسبا خائفا أن أقع...
لماذا جميع الأشياء باردة جدران غرفتي باردة الستائر باردة وترتجف كوب الشاي بارد صوت فيروز بارد المكتبة التي كثيرا ما أعتني بها باردة برج الحمام على سطح الدار بارد وحزين شجرة جارنا التي لا تغادرها العصافير باردة أخرج إلى الشارع فالبرد يفزعني هنا فأجد الشوارع باردة رغم أن اسفلتها اسود الناس بوجوه...
أعلى