لا أحب أن اكذب
ولا أريد أن أتجمل
فأنا رجل من فقراء الناس
لا أعرف عن الصباح
إلا ما تثيره جلبة العمال
وهم يحملون معاولهم ومطارقهم
ويدقون بأقدام صلبة
على خاصرة الطريق
لا أعرف سوى ما يثيره لغط الباعة المتجولين
والموسيقى التافهة
التي تكررها كل يوم سيارة بأئع قناني الغاز
بعد 2003
حيث كانت عربة يجرها...
قلبه في كفّه
وعيناه نجمتا ليل آفل
بين جرحه والجنّة موضع وطنْ
يجري كما الرّيح وينادي
بأعلى شلاّل دمه ، يا بلادي
انتظريني أنّي أنا شجر الطرفاء
وصنوبر الغابات جميعا
والهزيع الأخير
من صبر الأمهات الساهرات
ينزل حثيثا في سفح البلدات المتربات
ويلوح بالأحمر والأبيض
يا أنت يا خوخ بلادي
وياثلج تالة...
1 ـ
هذا الصباح
شوهِد بحرُ مدينتنا
وهو يتحرّك بسرعة في الهواء
إنه يُسافر محلّقاًً
إلى حيثُ سيقضي عطلته
يطفو على سطحه أطفاله
ويلعبون
2 ـ
هذه امرأةُ تحلق باستمرار
إنها ربانةُ طائرة
كانت معي في نفس الفصل
لمدة سنتين
أيام المراهقة
وكان لصوتها جَرْسٌ مدهش
علت ضحكتها مرّة
فقفز من النشوة القطّ
الذي...
أنا لي بَيْتٌ.. بل بيوتٌ
لكن لا بيتَ لي
أنا لي سَقْفٌ .. بل أسْقُفٌ
لكن لا سَقْفَ لي
أنَا التائهة في دنيا اللا بَشَرْ
أرسلتُ ملحمة الآهِ..
و مع الهَجِيرِ
رَكضْتُ مع الوَهْمِ
أكتُبُ على الجُدرَانِ
أحْرُفًا
إلى مَنْ جعلوا من الوطنِ ورَقًا
يتداولونه في أسواق البورصة
و تحت أكداس الغُبَارِ
يَخْفُونَ...
منذ أن رآها
وهو يفكر أين يضع صورتها.....
جدران غرفته لا تليق
ولهذا راح يتخيل
لو. أن له قصرا
ولكن القصر كبير
وجدرانه باردة
وقد لا يراها الجميع
فأين سيضعها؟
في الصالة مثلا
لا
لا ستزعجها حركة الخدم
وضوضاؤهم
وهو الذي يريد
أن تبقى عيناها صافيتين
لا تفززهما ضحكات الضيوف
البليدة
فجأة قطع خيالاته
دسها...
مسكونا
ولا أقوى على الخلاص منك
أنا الذي أقسم
كل ليلة بأغلظ الأيمان
أن أقطع ما يأخذني اليك
نهرا كان أو نجمة
شعرا كان أو بابا فأوصده
وأراني كاذبا في كل صباح
وأنا أصغي الى فيروز
وهي تبلل صباحاتنا بزرقة البحر
وأكون أكثر كذبا
في أول رشفة كأس
وأول سطر شعر
أيتها المرأة التي
أتشهى أن أتوجع بين يديها...
منذ أن أحببتك
عرفت لماذا يسمى الياسمين دمشقيا
حتى لو كان في حدائق هولندا
ولماذا يظل الياس أخضر
ومشرقا
في كل الفصول
منذ أن أحببتك
عرفت لماذا الصباح أزرق
ودافء مثل قميصك
حتى لو لم تشرق الشمس
وان الليل صار قصيرا جدا
مثل صلاة الصبح
وكلما حبرت أوراقي
أشعر أنني في السطر الأول
وان هناك ما فاتني
فأبدأ...
للأرض أن تبلع ماءها
وللنّاجين من الطوفان
أن يرمقوا غضب الغيم الآتي
لهم أن يزرعوا في طميهم ذرة
أو يعجنوا بالشمس زهرتها
حتى إذا وقفوا
ظلّت تدور بهم كلّ جهات الأرض....
ما كان لأمّي في غمرة الأوجاع
أن ترمق لون شعري
ولا أن ترمق خطوط العمر في كفّي
ولا حتى خطوط الحظّ
ها يبتدي عمري هنا.
اوها حيني هنا ،...
يتباطأ نجمي
....كريح.
....وماء
...وتراب
....وبعض غيابي
بعد البلاد
....فياالبلاد
كيف اصطباري
وكيف احتمالي
....في ربوع المناجم
....يتباطأ
تظل البلاد لي
ويظل شارع
فيه ارتمي
في عرض القرية الغانية
...يتباطأ
...واري السماء لي
واري الارض لي
وهذا الذي كان
وكان بعد البلاد
اختفي علي العتبة
...دم الوردة...