حين تعجزنا الأرض
نقترف الشعر
وحين تضيق بنا المدينة
نعتلي مراقي الكاف والنون
متوكئين على الألف
نطاول بها العناقيد العصية
ونستقطر أرج أيامنا من كرمة الوقت.
كن سيدا يا قلب
ولا تكن أبدا من الرعاة الخاسرين
كأسك مفردة تدور كالفلك
فاياك أن تصطف ترقب وردك مع الآخرين
وإياك إياك أن تشكو النصب
من تراهم كي...
لا يحتاج الأمر كتابة قصيدة أو نص
هذا العالم أصغر من هذا الطفل .
هذا الطفل الذي لا أعرف والده
و لا والدته
و لا أعرف اسمه ،
ربما يكون اسمه آذاد أو شيار أو غمكين
او اي اسم آخر .
هذا الطفل الذي لا أعرف بيته
و لا شارعه
و لا اعرف قريته ،
ربما يكون من أرنده أو قيبار أو كوران
أو أية قرية أخرى .
ما أعرفه...
عشرون عاما
ونحن نلعق جراحنا كالقطط
ونخبؤها كالأمهات
لم تسعفنا السنتنا الحادة
ولا ايدينا الموشومه
بصور الأرغفه واسماء الجلادين
في الوقوف على ارصفة الوطن
عشرون عاما..
والساقطات
تنثر جدائلها
تمضغ بقايا الوطن
وأشلاء الفقراء
والسياط الملونه بلون الدم
تتلوى على ظهورنا كالافاعي
لم تمنحنا فرصه الشهيق...
ما حيلتي ؟
لم تشرق الشمسُ الجميلةُ
واجتواها الكوكبُ
تحتلني لغة الغيابِ
وغربتي سوط ٌ
يعذبني
ولا يتعذبُ
صمتي رماد الأمنياتِ
اسَّاقطت أشلاؤها
في موقد الحزن
الذي لا يذهبُ !
تنتابنا سكرات أغنية الوداع
وجرحنا
في كل ناحية بقلبيْنا
لظى
يتلهبُ
ما غادر الشعراء غير شجونهم
ورفات أحلام
على جمر الرؤى...
وقالت لي
لدينا حياة
ألا يحمل هذا معني كافيا . ؟
في عمري هذا لا أستطيع الإختباء ؛
وحين رأيتك ..
لاحظت أنك لست وسيما ..
أو مرغوبا ..
تبدو وكأنك شجرة ضخمة ..
الشعر أسود ..
العينان معذبتان ..
الشفتان شهيتان وواعدتان ..
ولو لم أتأذى
لوددت النزول على ركبتي ..
هل هي مخيلتي
أم أن الوقت قد تأخر...
برئ الجرح
فارحلي يا طيف معنى
رف في غابات فن
يا نهيرا كان بالأمس
محيطا من تمني
وحروفا
لم تدون في لغات الكون
إلا عبر لحن
برئ الجرح...
كتلين من النور تماسا
ثم غابا في عناق
كانت الظلمة
تختال بصحراء النفاق..
فتهاوى صرحها الموبوء
بالزور..
باللمس الرخيص
بكل همس الاشتياق
فارحلي
يا طيف قيد
كان بالأمس...
أمي ماتت اليوم أو ليلة أمس ..
لا أدري بالتحديد..
الطوفان يهشم مثانتي..
القحبة ( ماري )إختلست جسدي
مثل أنية ملأى بأزهار الجنائز ..
قصفت أصابعي بنهدين ينبحان طوال الليل..
نمت مثل جرو بائس فوق مؤخرتها..
أظافري مغروزة في جرحها الدافىء..
كتاب الموتى يتدلى من رف مخيلتي..
لا أدري هل ماتت أمي الليلة...
-1-
لا قطار ينتظرني
ولا محطات
فأنا عابر سبيل
أحمل عمري
كما لو أنه
كيسٌ من النفايات
وأقف على طرق تتقاطع
لكنها جميعا
تؤدي إلى ذات الخراب .
-2-
في كلِّ أرض
بوسع البذرة
أن تصبحَ شجرةً
والشجرةِ أن تغدو غابةً
إلا في هذه الأرض
حيث الغابة تسمّى شجرةً
والشجرةُ ترجع بذرةً
والبذرة من بعد ذلك
تغدو وصمةَ...
تركت للمرآة مهمتها التافهة
و رحلت بعيدا
في بحور الأشياء الضاجة بالصوت
مع صورها
و صمت القلب في يدها اليسرى
وحدها
كالقصيد و النهايات
كالعتمة الناضجة
لا جدوى الآن
من ملء حقائبها بالماء
و السفر لليابسة
لا جدوى الآن
من دق الأبواب
التي خرجت منها
في الماضي البعيد
ستلتقي بكم
و ترى الكتف الذي اسندت...
ردَّ ليَ القميصَ حتى أرى
ما عادَ يغشى العينَ نورُ العابرينَ
وانطفأ السراجُ
هي الحقيقةُ نسردُها
ولا مصدقَ إذْ كثرَ الهُراءُ
واللغطُ زوبعةُ الرياحِ العاتياتِ
تشبُّ النارُ في هشيمِ فرقتِنا
تدقُ الطبولُ
على مشارفِ الآتي وقد أضبّ
لستُ عرافةً
ولا أدَّعي الغيبَ
كلٌّ ذاهلٌ إلا عن نفسهِ
هي الأنا...
مات كلام الحب والأشواق فيني
بيد الأيام تذبح في سنيني
وإذ الشوق تمطى في طريقي
كتمت جفوة الحظ أنيني
أعاقل أنت أم الدنيا خراب
أم توهمت التحرر في السجون
قالت الدنيا ورقصتها نحيب
تدور وحولها شبح الجنون
يغازل موتها في الروح صمت
كصمت القبر في كون السكون
على أنقاضها الغربان تشدوا
بصوت الفجع والرجع...