-1-
كان أولئك الذين ماتوا، جبّارين فَتّاكين،
يشتبكون عبثاً مع هؤلاء الذين أُرجِىء موتُهم، إلى حين،
طامعين خائفين.
كانَ ما اتّفقوا على تَسْميته، فكراً أو شعراً أو عمَلاً، يتدفّقُ
أنهاراً من دمٍ لا يسيل من الجِراح:
دمٌ يسيلُ من أقاليمَ تتصيَّد البَشَر.
كانت الأيّام التي تُسَمَّى المستقبل...
كوني حذرة من الحياة.
بصوت مشروخ من خلف جدار عالٍ تقفز مرات
ومرات
ذات العبارة الحارة.
أسقط
أسقط ببطء
للأعلى
ويشد الخوف على روحي.
كن حذرا منك
أنت هزيمة بقدمين
أستيقظ من فزعي
أجدك تتنفس بعينين نصف مغمضتين.
لست متأكدة من هذا النوم
من هذا القبر
من هذا الزمن المتلاعب بحبلي القصير.
دعني أستريح
مرة...
.... قصيدة بليغة من الأدب الأندلسي الرائع تصف أحسن وصف المأساة الأندلسية لم نعثر على قائلها، وقد طبعها لأول مرة على ما يظهر الأستاذ الدكتور صوالح محمد بالجزائر سنة 1914 مع ترجمة فرنسية وبعض تعليقات بالفرنسية ذكر فيها أن هذه القصيدة من جملة قصائد بعث إلى السلطان بايزيد العثماني بقصد الاستغاثة،...
ياغُة الصدر من حر الجوى زيدي = أبتْ شفاءكِ حتى بالمواعيد
سحريةُ الفم لو مَست بقُبلتها = فَم العَي لحلت كل معقود
تكاد من رقةٍ تُغرِي مقبّلها = أن يحتسيها رحيقاً غير مورود
قد صاغها الله لما أشركتْ أممٌ = به وقال اشهدوا برهان توحيدي
قل للبخيلة جودي لالقيت جوي = إن كان يشفع لي قولي لها جُودي
وساعةٍ...
ألقى النيل عباءته فوق البر الشرقي, ونامْ
هذا الشيخ المحنيُّ الظهر,
احدودب..
ثم تقوّس عبر الأيام
العمر امتد,
وليل القهر اشتد
وصاغ الوراقون فنون الكِذبة في إحكامْ!
لكن الرحلة ماضية...
والدرب سدود
والألغام !
حمل العُكَّازَ,
وسار يحدق في الشطآن, وفي البلدانْ
قيل : القاهرةُ ـ توقفَ..
جاء يدق الباب ـ...
* الى محمد عيد إبراهيم
****
طينة رحبة تسامح الحصى
ثم تتوكأ على الحواريين في الطواف :
أنسي الحاج
الماغوط
لوركا
رامبو
بورخيس
وصلاح فائق جندي يرابط في تخوم الخيال
كي لا تخطفه غيمة الى ما لا يريد
وحتى باتاي الرجيم
يسنده الى جدار حتى لا يقع على ظل
على حافة المقهى
وهو يترجم معوذة في حضرة
العواء...
تداهمني في سكوني
هواجس محمومة
تَوَقَّدُ حينا ، وتهدأ حينَا
أكان علينا تحمّل ما لا تطيق الجبال من الحزن كي يفهمونا؟
أكان علينا مضاجعة الهمّ ليلا بليل لكي يقبلونا؟
أكان علينا العدول عن الشّوق والأمنيات لكي يسمعونا؟
أكان علينا اقتطاع (قصاصات ودّ) لكي يرحمونا؟
أكان علينا الهروب بعيدا لكي يقبلونا؟...
لو أنها قالت سنلتقي غداً أو بعدَ غد
و اعتذرَتْ عن المجىءِ بعدَها...بلا سبب
لو أنها
لقلتُ في نفسي...لِمَ الضلالُ و السؤالُ و الكمد؟
و أنَّ للغيابِ ما يبرِّرُه
و ما استطاعَ أن يدينَني أحد
لكنَّنا لن نلتقي و لو للحظةٍ قصيرةِ الأمد
كنا كسائلينِ أعرجينِ في مدينةٍ
تعجُّ بالصَخَب
نُحسُّ مثلما يُحسُّ...
(1)
يا أهل الكوفةْ
لا يجتمع اثنانْ
إن يجتمعا فالثالث سوف يكون السيف!
لا يٌلقي إنسان أذنهْ
إن سار وخلاها فسأقطعُها
وسأقطعُ منه الكف
فلقد كان الأحرى به
أن يحشرها في أذنه
إشفاقاً من صوت الحرفْ!
(2)
يا أهل البصرة
لن يذهب إنسانٌ نحو المسجد
لتكون صلاة عشائه
من لم يلزم بيته
لم يلزمه عنقه!
(3)
يا أهل...
..................
...................
.....................
.............وأوقفني،
ثم مدّ صراط المحبة لي،
وتنزّل نايا حزينا على أسفل الروح،
أوقفني في مقام النساء ،
وقال - محاطا بسرب الأحابيل - منفعلا :
يا بنات أتزرن بأيقونة الليل،
قلت:
أبانا الذي في اليواقيت،
ماذا سأفعل ؟
إن بناتك مني جفلن إلى...
عشــاء ( بــاكونيـن ) الأخيــر
جئت الى ( نادي الأدباء )
مهووش الشعر، غريباً، وجلاً، مرتاب
فلقد أنبأني ملكُ الافاقين السبعه
بأن صديقي الشاعر
قد ضاقت انشوطتهُ
والدنيا خطت دائرة النار حواليه
بجناح غراب
لكن البواب
يرجمني بحصاه
ويطاردني بعصاه
أحني رأسي حتى بوز حذائي غير المصبوغ
كأجير مصريٍ في بارٍ...